أفاد المفتش في شرطة كيبك دوني توركوت أمس الإثنين (30 يناير/ كانون الثاني 2017) بأن أحد المشتبه بهما في عملية إطلاق النار داخل مسجد المدينة والتي أوقعت ستة قتلى وثمانية جرحى، اتصل بالشرطة لتسليم نفسه.
وعرفت وسائل الإعلام المحلية عن المشتبه بهما باسمي الكسندر بيسونيت ومحمد خضر، مشيرةً إلى أن الثاني من أصل مغربي، غير أن الشرطة رفضت تأكيد هويتيهما مكتفية بالقول إنهما كنديان.
وتلقى رقم الطوارئ في الشرطة في الساعة 19,55 (0,55 ت غ الاثنين) أولى الاتصالات التي أفادت عن اطلاق نار في المركز الثقافي الاسلامي في كيبك، فوصلت الشرطة إلى الموقع بعد دقائق وقبضت على مشتبه به أول في جوار المسجد.
وقال توركوت إنه قرابة الساعة 20,10 (1,10 ت غ الاثنين) اتصل المشتبه به الثاني برقم الطوارئ ذاته «ليتحدث عن عمله».
وأوضح الضابط في الدرك الكندي (الشرطة الفيدرالية) مارتان بلانت «قال إنه ضالع في الحادث».
وروى توركوت أن المشتبه به قال بسرعة للشرطيين إنه ركن سيارته على مسافة عشرين كلم وإن بوسعهم توقيفه. وتم اعتقاله في الساعة 21,00.
وكان رجلان ملثمان أطلقا النار أمس الأول (الأحد) على مصلين في مسجدٍ في كيبك ما أسفر عن سقوط ستة قتلى في هجوم غير مسبوق وصفه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بـ «العمل الإرهابي».
ودخل الرجلان إلى المركز الثقافي الإسلامي في كيبك (جنوب شرق كندا) نحو الساعة 19,30 من الأحد (00,30 ت غ الاثنين) في نهاية صلاة العشاء وأطلقا النار. وقد أوقفتهما الشرطة.
وكان نحو خمسين شخصاً موجودين في المسجد. وأعلنت فرق الإنقاذ أن ستة أشخاص قتلوا وثمانية آخرين جرحوا، كما اعلنت الناطقة باسم ادارة الأمن في كيبك كريستين كولومب.
وقال رئيس الوزراء الكندي في بيان: «ندين هذا الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مسلمين موجودين في مكان عبادة وملاذ».
وهي المرة الأولى التي تشهد فيها كندا التي يقدر عدد المسلمين فيها بـ1,1 مليون شخص حسب معهد الاحصاء، هجوماً من هذا النوع يستهدف مسجداً.
وقال رئيس حكومة مقاطعة كيبك الناطقة باللغة الفرنسية فيليب كويار إن «الإرهاب يضرب كيبك مثل أي مكان آخر في العالم. سنواجهه معاً بشجاعة وتضامن».
وفي فرنسا، دان الرئيس فرنسوا هولاند أمس الهجوم «بأكبر قدر من الحزم»، معتبراً أن «الإرهابيين» أرادوا «ضرب روح السلم والانفتاح لدى الكيبكيين».
وبعد ساعات على إطلاق النار، تسعى الشرطة إلى معرفة تفاصيل الوقائع عبر استجواب الشهود الناجين من الهجوم الذين تجمعوا في مركز رياضي قريب من المسجد.
وأوضح أحد هؤلاء الشهود لإذاعة كندا أن «الرجلين كانا يضعان لثاماً أسود» وأحدهما «كان يتحدث بلكنة كيبكية واضحة». وأضاف أنه عندما بدأ إطلاق النار «ألقى الرجال بأنفسهم أرضاً».
وبعد دقائق على الهجوم، نشرت قوات كبيرة للشرطة وتمت معالجة الجرحى الاوائل في سيارات اسعاف في المكان.
ووقع الهجوم في حي سانت فوا السكني المتاخم لمنطقة واسعة تضم مكاتب ومحلات تجارية على بعد نحو عشرة كيلومترات عن الوسط التاريخي لمدينة كيبك.
جزائريان من الضحايا
هذا، وأعلنت وزارة الخارجية الجزائرية أن اثنين من مواطنيها قتلا في «الاعتداء الإرهابي» الذي استهدف المصلين في المسجد، حسب بيان بثه التلفزيون الجزائري أمس.
ترامب يعزِّي
واتصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب هاتفياً أمس برئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ليقدم له تعازيه في ضحايا حادث إطلاق النار على مسجد في مدينة كيبك. وقال المكتب في بيانٍ إن «الرئيس ترامب أعرب عن تعازيه لرئيس الوزراء وشعب كندا عقب حادث إطلاق النار المأساوي في المركز الثقافي الإسلامي في كيبك».
كما عرض ترامب «تقديم المساعدة في حال دعت الحاجة لذلك».
العدد 5260 - الإثنين 30 يناير 2017م الموافق 02 جمادى الأولى 1438هـ