أطياف تُبحر من حولي، تشاغبني، فتبث في روحي الفزع. ممر طويل أسلكه حتى الجأ إلى غرفتي، لأحتمي، أصطحب وسادتي لأغرق متدثرة تحت اللحاف، تقف شمعة ضئيلة بجانب فراشي على طاولة صغيرة، شامخة بسراجها المتواضع لتعطيني شيئاً من الطمأنينة.
يسري في عقلي الكثير من الأحداث، وربما الأوهام، عُدت إلى الأمس، حين كنت مُنعمة في بستان الطفولة، شاهدتُ يوماً أحد الأفلام الكرتونية المكتظة بالأشباح، أحدهم لطيف سليم النوايا يُصادق الآدميين، يتوسط مجموعة من عمومته الكائدين، دفعني الفضول لأسأل والدتي حينها: ماهي الأشباح يا أمي؟ وهل هي حقيقية؟ وليتني لم أسأل، فقد ذاب قلبي من الرعب ليلتها حتى أنني لم أنم، توجست أنه هنالك شبح أو جان يقاسمني غرفتي، حتى بالكاد غفيت، للحظات، عِشتُ فيها كابوساً ثقيلاً، كأن أحداً منهم يرغب في اصطحابي معه إلى موطنهم، فصحوت وأنا وجمة الملامح من شدة الفزع، لأتوجه إلى فراش والدتي وسروالي مُبتل، فما كان منها إلا أن احتضنتني، ونظفتني، وآوتني بجانبها، في فراشها، فنمت مطمئنة وأنا متشبثة بجسدها.
أما الآن فلا فراش والدتي متوفر، ولا والدتي نفسها، وكأن رفقاء العالم الآخر استغلوا وحدتي البائسة، ليرقصوا على أوتار خوفي، مؤجّجين بذلك نيران الذعر داخلي، حتى الشمعة الأنيسة لي في هذا الظلام البارد، شارفت على الذوبان كاملا، لتلتحق بي، في محطة الليل الطويل، دون أضواء، أو خُلان.
يزداد نثر الأطياف لبذور الخوف في حقولي، بهمساتهم وتنقلاتهم، المراوغة، وربما الحقيقية، هياكل جسدي ترتعش في ذبذبات متواصلة، ولساني يناجي الله طلباً للرحمة، لأستسلم في النهاية، وأنا أرى، هذا الطيف اللؤلؤي الشاحب، الصغير، على شفتيه ابتسامة ذابلة المعاني، كاشفاً عني ستر ظُلمتي، بعينيه المنفرجة بشكل مبالغ، يمد إليَّ كوباً من مشروب دافئ، أتناوله منه مذهولة في سكون مُضطرب، ويتصبب على وجهي الصدمة، لتفقدني الوعي، ململمة أشلاء روحي من الهلع.
قصة جميلة بالرغم أن الفكرة عادية
ماشاااء الله ..مبدعه كما عودتينا ربنا يوفقك يااارب