بعد نشر المقالات السابقة تحت العنوان أعلاه، تكرم الكثير من القراء والمتابعين بتقديم مجموعة من ملاحظاتهم وآرائهم بما يخص فحوى المقالات. وقد طرح بعضهم موضوع أنواع الموظفين الذين قد تكون مواقفهم عقبة في قدرة أي مدير على القيام بعمله بحرفية. لهؤلاء القراء جميعاً، أقول إننا سنتابع الكتابة عن أنواع المديرين، ثم نبدأ سلسة مقالات عن أنواع الموظفين بعد ذلك، راجياً أن تلاقي تلك المقالات استحسان القراء الكرام. ودعونا نواصل أدناه الكتابة عن أنواع المديرين - المقال الثالث.
المدير الغائب
أحد أنواع المديرين، هو المدير الغائب. هذا النوع يهوى الغياب عن المسئولية ووجوده مثل عدمه. هو في الغالب موجود في المكتب مثله مثل بقية العاملين، ولكن وجوده هو لتسجيل الحضور فقط. لا يتحمل أية مسئولية، وفي أغلب الأحيان يخول مسئولياته للعاملين حواليه، أو يترك الأمور تمر من غير اهتمام يذكر. قد لا يرغب في مناقشة أمور ومتطلبات العمل مع مساعديه، ولا يحب المناقشة ولا حتى يحضر أية اجتماعات، بل يعطي المسئولية لغيره ومن غير محاسبة.
هناك أسباب لوجود مدير من هذا النوع. سوء اختيار أو مجاملة أو واسطة هي من بعض تلك الأسباب التي تساعد على وضع الشخص الغير مناسب في وظيفة غير مناسبة. عدم وجود الخبرة اللازمة والمؤهلات لدى المدير للقيام بمهمته، وانعدام الرقابة على أدائه هي أيضاً أمور تساهم في جعله غائباً عن القيام بالمسئولية المناطة به.
قد تكون لهذا النوع من المديرين أعماله الخاصة، ولذلك يستخدم وجوده في العمل لإدارة تلك الأعمال على حساب الشركة. وقد يعمد إلى تسخير إمكانات الشركة من موظفين وسيارات وغيرها للقيام بمتطلبات أعماله الخاصة، أثناء ساعات الدوام الرسمي وخارجها.
في الغالب يكون هذا المدير، فاقد الرغبة في الإدارة، وليس لديه المعرفة في إدارة الأفراد وقيادتهم. ولذلك يبحث عن أي عذر للتهرب من مسئولياته، وإلقاء حملها على الغير، بحجة انشغاله وعدم وجود الوقت لديه. من صفات هذا النوع من المديرين، وصوله إلى العمل متأخراً، وخروجه مبكراً قبل بقية العاملين. قد يجلس في مكتبه أغلب ساعات الدوام، وينتظر ساعة انتهاء الدوام ليكون أول مغادري العمل.
ولذلك فإن التأثيرات السلبية للمدير الغائب على محيط العمل الذي يتواجد فيه كثيرة ، نورد فيما يلي بعضاً منها:-
- التسيب الإداري والاستهتار بأنظمة العمل من قبل الموظفين لانعدام وجود المديرالحقيقي، وعدم المحاسبة. ومن أمن العقاب أساء الأدب.
- التأثير السلبي على الموظفين حيث أن القدوة غير موجودة، وبالتالي الحرمان من فرص التعليم والتدريب والترقي.
- زيادة الأخطاء الإدارية والتنظيمية لسوء جو العمل، وغياب الرقابة على أعمال الشركة.
- العجز عن تحقيق النتائج المالية والفشل في تنفيذ الاستراتيجيات وخطط العمل، لضعف المتابعة الإدارية.
إذا كنت من هذه النوعية من المديرين، فحاول ولو مرة أن تضع نفسك محل الموظفين الذين يتعرضون من غير ذنب، للحرمان من التدريب والتطوير بسببك، والشركة التي لا تحقق نتائج إيجابية لغيابك، وقرر ماذا تود أن تعمل. تبقى على هذا الحال، أو تلعب دورك الإداري الصحيح لتقويم الاعوجاج في وضعك الغائب.
الإدارة مسئولية كبيرة يجب أن يتولاها من لديه مكونات القيادة، وتلك القيادة يصر صاحبها على تطوير الآخرين، وتدريبهم وتحفيزهم لتحقيق الإنجازات التي تقود لتحقيق النتائج المرسومة، وتجعل حياة العاملين والمساهمين وجميع من لهم علاقة بالشركة أفضل.
غياب المدير عن أداء واجبه، هو هدر لأموال الشركة، وتأثير سلبي على العاملين ليس فقط من الجانب المالي؛ بل قتل للطموح والدافعية أيضاً.
إقرأ أيضا لـ "صالح حسين"العدد 5259 - الأحد 29 يناير 2017م الموافق 01 جمادى الأولى 1438هـ
وبالاخير ياخد انجازات الموظفين وينسبها الى نفسه او انه يتفاخر بوجود احد الموظفين الذين رفعوا راسه
هذا النوع من المدراء موجودون في قمة الهرم في معهد البحرين للتدريب
مجرد تساؤل: أنواع المديرين أم أنواع المدراء؟