قال الرئيس التنفيذي لعملاقة التجزئة في مجال التقنيات التنقلية في المنطقة، اكسيوم تليكوم، فهد البناي، إن السوق الإماراتية تُبدي اليوم "تقديراً واضحاً للراحة والسرعة في إنجاز مهام العمل والمعيشة"، مؤكداً أن هذه السوق تَجد في سهولة استكمال أكثر المهام روتينية وأطولها وقتاً "تجارة مربحة لأصحاب المشاريع الريادية الرقمية من الشباب في الدولة".
وأوضح البناي أن مهام الحياة اليومية من معيشة وعمل، بدءاً من غسل الملابس وكيها، ومروراً بحجز وسائل النقل وتحديد مواعيد التسليم، أو حتى مجرد طلب الطعام، والتي يتم إنجازها بلمسة زر واحدة، "يمكن أن تنطوي على فرص تُثير إقبال أبناء جيل الألفية المولعين بالتقنية على تطبيقات الجوّال، ما من شأنه دعم النمو في الشركات التقنية الناشئة في دولة الإمارات"، معتبراً أن هذه "هي مجرد البداية".
وأضاف: "ما نشهده الآن هو تطوّر في نمط الحياة تتحوّل فيه المهام إلى خدمات، وذلك كله بمساعدة من تطبيقات الهواتف المتحركة. وفي دولة الإمارات، حيث يوجد الكثير من مطوري التطبيقات، وحيث تحظى روح الأعمال الريادية بالتشجيع والتحفيز، تخلق هذه التقنية "أرضية إبداع خصبة" للشباب الإماراتيين المبتكرين في مجالات الرقمنة، ممن بدأ كثير منهم يقطفون ثمار هذا الابتكار، ممهّدين الطريق أمام كثيرين ممن سيلحقون بهم".
وتستحوذ دولة الإمارات على 60 بالمئة من أعمال التطبيقات المتنقلة في منطقة الشرق الأوسط، وفقاً لشركة تطوير التطبيقات المحلية "فلاغشيب بروجيكتس". وتعتمد تكلفة تطوير تطبيق ما، إلى حد كبير، على المتطلبات التقنية والتصميمية الفردية الخاصة بالتطبيق، لكن مقالاً منشوراً على موقع "أو إس إكس ديلي" OS X Daily حول تكاليف تطوير تطبيقات للهاتف "آي فون" ذكر أن "مدى تكلفة تطوير التطبيقات الصغيرة" يتراوح بين 3,000 و8,000 دولار، فيما يمكن أن تكلّف "التطبيقات الأكثر تعقيداً أو تطبيقات العلامات التجارية المعروفة" ما بين 50,000 و150,000 دولار. ومع ذلك، فإن مصادر أخرى تمنح هذه التكاليف تقديرات أعلى.
واستطاع كثير من الشركات التقنية الناشئة أن يُظهر علامات نجاح مبكرة؛ فوفقاً لمزود بيانات سوق التقنية، "سي بي إنسايتس"، يأتي في طليعة الشركات التقنية الإماراتية الناشئة جيدة التمويل كل من الشركة المختصة بتقديم خدمة حجز المركبات "كريم" التي قدّرت قيمتها بـ 350 مليون دولار في العام 2016، وشركة خدمات التوصيل "فيتشر! المقدّرة قيمتها بـ 11 مليون دولار في 2015، ومنصة حجز المطاعم عبر الإنترنت "ريزيرڤ آوت" ReserveOut وقيمتها 4 ملايين دولار في 2016.
ومع ذلك، يحظى العشرات من التطبيقات المبتكرة الناشئة الأخرى التي تتخذ من الإمارات مقراً لها، بحضور قوي في السوق، مثل تطبيق خدمة غسل الملابس "ووشمن" Washmen، وتطبيق طلب توصيل البقالة "إنستا شوب" InstaShop، فضلاً عن العديد من منصات طلب توصيل الطعام الإلكترونية، مثل "طلبات"، و"إيت إيزلي" Eat Easily، و"فود-أون-كليك" Food-on-Click.
وكان تقرير صدر حديثاً عن شركة "أكسنتشر" أشار إلى أن رواد الأعمال والشركات التقنية الناشئة لديهم القدرة على "إحداث مساهمة ملحوظة في النمو الاقتصادي بدولة الإمارات". وتظهر أرقام أوردها تقرير الشركة الاستشارية العالمية أن التحوّل الرقمي، أو تحسين استخدام المهارات والتقنيات الرقمية، يمكن أن يُضيف ما يقرب من 14 مليار دولار (51.4 مليار درهم) إلى الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بحلول العام 2020.
واعتبر الرئيس التنفيذي لاكسيوم هذه التطبيقات "أدوات ثمينة لتوفير الوقت على أبناء جيل الألفية كثيري الانشغال، الذين ينصبّ تركيزهم على أعمالهم"، ما يتيح للمستخدمين الإنجاز المتزامن لمهام متعددة بسهولة وبأقل جهد ممكن. وانتهى إلى الإعراب عن اطمئنانه إلى "مواصلة حدوث تقدّم مهم في كيفية تطوير هذه التطبيقات وقدراتها الوظيفية"، مؤكّداً أن "السباق مستمر نحو بناء أبرز التطبيقات المتنقلة للمستقبل" .