حذره الناس كثيراً، لم يستمع لأحد، دفع إيجار البيت لمدة شهر، مر على متجر، اشترِ مبيداً حشرياً.
دخل البيت، وضع حقيبته، البيت نظيف جداً رغم أنه مهجور، ابتسم، خلع ملابسه، ذهب ليستحم، كانت المياه باردة منعشه في هذا الجو الخانق.
خرج، بعد تجفيف جسده، لبس ملابسه، استلقى على السرير، يا لهذا الهدوء، آه، إنه رائع، ضحك قائلاً: "هؤلاء الناس، لا أعرف لماذا يرددون كل هذه الأوهام والخرافات، لم أجد فيه حتى ولا ذبابة".
بدأ النوم يتسلل إلى عينيه، نام، كانت ملكة النمل جالسة مطرقة رأسها بين يديها، جميع الحشرات حولها في وجوم، استأذن الصرصور في كلمة، أذنت له، قال: "سعادة الملكة، إخواني الحشرات، كما ترون فإننا تعرضنا لغزو، ويجب علينا أن نحشد كل قوتنا لدرء هذا العدوان"، أمن الجميع على كلامه، تعالت الهتافات "يسقط الظلم، يسقط العدوان، تحيا الحرية".
أشارت الملكة، سكت الجميع، تركزت العيون عليها، قالت: "لقد أخبرني رئيس المخابرات أن المعتدي يمتلك أسلحة فتاكة يمكن أن تسقط منا الكثير، ولذا يجب علينا ألا نعطيه الفرصة لاستخدامها، وهذا يكون بالهجوم عليه بكل ضراوة واستمرار"، أمّن الجميع على كلامها، تعالى الهتاف "تعيش الملكة، يسقط المعتدي"، أشارت إليهم، صمتوا، قالت: "يجب طلب العون من جيوش الذباب والبعوض، فلتطلقوا شفرة استغاثة ليجتمع القاصي والداني".
بعد نصف ساعة كان البيت يعج بكل أنواع الحشرات، أمرت الملكة النمل باحتلال أرض البيت كله، أم العناكب فتتدلي في الهواء، الصراصير والخنافس تملأ الجدران، البراغيث تهجم على جسده، ثم البعوض فالذباب.
أحس الرجل أول الأمر باختناق، أخذت أنفاسه تتسارع، ثم بدأ يشعر بلدغ البراغيث، يتقلب في فراشه شعر بالبعوض ثم الذباب، انتفض فزعاً، وجد نفسه في مستنقع حشري، يذب الذباب بلا فائدة، يد تذب، ويد تحك جسده، بدأ يصرخ رغماً عنه، قفز من السرير، غاصت رجلاه في بحر من النمل، الذي ما فتئ أن غذى جسده، ازداد صراخه اتجه مسرعاً إلى الباب، أسرع خارجاً، تعرقل بحجر، وقع على الأرض، نزف أنفه، لحظات أحس بالراحة، لم تعد هناك أية حشرة، نظر إلى من حوله، يرى الشماتة في أعينهم، انتفض مغادراً، عاد السكون إلى بيت الحشرات.
مع كرهي وازدرائي الشديد للحشرات بشتى أنواعها على رأسها الصرصور,, إلا أنها تبدو كأبطال حقيقية في القصة.. شكرا للكاتب. ويفضل لو استخدم نوع اخر من الحيوانات في المرات الأخرى
بل الشكر لكم ، ويشرفنا أن أعجبتكم القصة ، وإن شاء الله تجدون ما يسركم في المستقبل ، تقبلوا تحياتي... م/ أحمد سويلم