حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء أمس السبت (28 يناير/ كانون الثاني 2017) نظيره الأميركي دونالد ترامب من «الانطواء»، ودعا إلى «احترام» مبدأ استقبال اللاجئين، حسب ما جاء في بيانٍ صادر عن قصر الإليزيه.
وجاء في البيان أن هولاند خلال الاتصال الهاتفي مع ترامب «حذر من التداعيات الاقتصادية والسياسية للحمائية» معتبراً أنه «بمواجهة عالم غير مستقر وغير ثابت فإن الانطواء لا يوصل إلى نتيجة».
كما عبر هولاند مجدداً عن «اقتناعه بأن المعركة دفاعاً عن ديمقراطياتنا لن تكون فاعلة إلا في إطار احترام المبادئ التي قامت على أساسها، وخصوصاً استقبال اللاجئين».
هذا، وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على «الأهمية الجوهرية» لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في أول محادثة هاتفية بينهما مساء أمس السبت.
إلى ذلك، دعا هولاند أوروبا أمس (السبت) إلى التكتل والرد بـ «حزم» على نظيره الأميركي دونالد ترامب، الذي أعرب عن ابتهاجه بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، معتبراً إياه «أمراً رائعاً» كما قال.
وعلى هامش قمة للبلدان السبعة جنوب الاتحاد الأوروبي وقبل ساعات من أول اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي الجديد، قال هولاند «أعتقد أن علينا أن نرد عليه».
وأضاف «عندما تصدر تصريحات من الرئيس الأميركي حول أوروبا وعندما يتحدث عن تطبيق نموذج بريكست في دول أخرى أعتقد أن علينا أن نرد عليه».
وقال هولاند «حين يتحدث رئيس الولايات المتحدة عن المناخ ليقول إنه ليس مقتنعاً بعد بفائدة هذا الاتفاق، علينا أن نرد عليه».
وتابع «حين يتخذ إجراءات حمائية يمكن أن تزعزع استقرار الاقتصادات، ليس فقط الأوروبية بل اقتصادات كبرى الدول في العالم، علينا أن نرد عليه، وحين يرفض وصول اللاجئين في حين قامت أوروبا بواجبها، علينا أن نرد عليه».
وقال هولاند «أوروبا تواجه «اختبار الحقيقة (...) والخيارات». وإذا كان التغيير الجذري في واشنطن والاستحقاقات الانتخابية في هولندا وفرنسا والمانيا لم تدرج رسمياً في جدول أعمال قمة لشبونة، فإن عواقبها حاضرة في العقول والنفوس.
وعلى غرار قمة أولى في أثينا في سبتمبر/ أيلول الفائت، انكب قادة هذه الدول المطلة على البحر المتوسط على درس سبل تخفيف القيود عن الموازنة الأوروبية وتسهيل «تقاسم أكثر عدلاً للأعباء» على صعيد استقبال اللاجئين.
وستختتم «قمة الدول المتوسطية للاتحاد الأوروبي» التي تضم أيضاً اليونان وقبرص ومالطا بإعلان مشترك يدعو إلى اتحاد أوروبي «قوي وموحد» وإلى إعادة إطلاق النمو والاستثمارات في أوروبا.
هذا، ورأت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي التركيز على الأمور الجوهرية والإسراع قدر الإمكان باتخاذ القرارات لتحسين صورته المشوهة.
وقالت ميركل، في تسجيل فيديو جديد لها تم نشره أمس السبت، إن تحقيق الاتحاد الأوروبي لتواصل جيد مع الخارج، يشمل الإخبار «عما إذا كنا نمتثل ونطبق ما قررناه من قبل أم لا».
وتابعت قائلة: «أعتقد أن ذلك أمر مهم للغاية؛ لأن المواطنات والمواطنين لديهم انطباع بأننا اتفقنا على الكثير بالفعل، ولكن كثيراً منه لم ننفذه».
وأكدت أن تحسين منظور المواطنين للاتحاد يتحقق بصفة خاصة من خلال إرسال إشارات موحدة، ووضع أولويات.
وأشارت إلى أن هذا الأمر يتعلق بصفة خاصة بالأمور التي يمكن حلها على نحو أفضل على المستوى الأوروبي، وليس في كل دولة على حدة، مثل اتفاقات تجارية وحماية المناخ والحماية المشتركة للحدود الخارجية والأمن الداخلي في منطقة شينجن التي يتم الانتقال داخلها بدون تأشيرة.
وأوضحت بقولها: «إن ذلك يبدو منطقيّاً بالنسبة للمواطنين»، مشددة على ضرورة أن يتحلى الاتحاد الأوروبي بالمزيد من السرعة في اتخاذ قراراته؛ إذ يفقد المواطنون أحياناً الصبر.
العدد 5258 - السبت 28 يناير 2017م الموافق 29 ربيع الثاني 1438هـ