وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول (الجمعة)، مرسوماً تنفيذياً يمنع دخول الزوار من سورية وإيران والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن إلى الولايات المتحدة الأميركية لمدة 90 يوماً على الأقل، قائلاً إن إدارته بحاجة للوقت لتطوير عمليات فحص أكثر صرامة للاجئين والمهاجرين والزوار.
ودخلت القرارات حيز التنفيذ على الفور مما أثار الارتباك والفوضى لمن كانوا في طريقهم للولايات المتحدة ويحملون جوازات سفر من الدول السبع.
إلى ذلك، قالت إيران إنها ستمنع الأميركيين من دخول البلاد رداً على الحظر الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب على دخول مواطني إيران وست دول أخرى ذات أغلبية مسلمة الولايات المتحدة.
هذا، ودعت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس إلى الاستمرار في إتاحة فرصة اللجوء للفارين من الصراعات والاضطهاد في بلادهم وشددتا على أهمية البرنامج الأميركي لإعادة التوطين.
عواصم - رويترز
وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأول (الجمعة) مرسوماً علّق دخول اللاجئين إلى الولايات المتحدة لمدة أربعة أشهر ومنع مؤقتاً الزائرين من سبع دول إسلامية هي سورية وإيران والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن، قائلاً إن الخطوات ستساعد في حماية الأميركيين من الهجمات الإرهابية.
ويقيّد أمر تنفيذي أصدره ترامب دخول الزوار من سورية وست دول أخرى لمدة 90 يوماً على الأقل قائلاً إن إدارته بحاجة للوقت لتطوير عمليات فحص أكثر صرامة للاجئين والمهاجرين والزوار.
وقالت متحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي الأميركية أمس السبت (28 يناير/ كانون الثاني 2017) إن الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب سيشمل حاملي ما يسمى بالبطاقة الخضراء التي تسمح لهم بالإقامة الدائمة بشكل شرعي في الولايات المتحدة.
فيما أشار مسئول كبير بالإدارة الأميركية إلى أن الأمر التنفيذي الخاص بحظر السفر لا ينطبق على المواطنين الأميركيين أو مزدوجي الجنسية لكنه ينصب على الأجانب.
هذا، وكان ترامب قال في مقر وزارة الدفاع «البنتاغون» أمس الأول: «أنا أضع معايير فحص جديدة لإبقاء الإرهابيين المتشددين الإسلاميين خارج الولايات المتحدة الأميركية. لا نريدهم هنا».
وأضاف ترامب «نريد فقط أن نقبل في بلادنا هؤلاء الذين يدعمون بلادنا ويحبون شعبنا بعمق».
ودخلت القرارات حيز التنفيذ على الفور مما أثار الارتباك والفوضى لمن كانوا في طريقهم للولايات المتحدة ويحملون جوازات سفر من الدول السبع.
ويهدف الأمر التنفيذي إلى إعطاء الأولوية للاجئين الفارين من الاضطهاد الديني وهي خطوة قال ترامب في تصريحات منفصلة إن الهدف منها مساعدة المسيحيين في سورية. ودفع الأمر بعض الخبراء القانونيين إلى التشكيك في دستورية هذا الإجراء.
وقالت جماعة إنها ستطعن ضد القرار في المحكمة يوم الاثنين. وذكر مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية أن الأمر يستهدف المسلمين بسبب دينهم مما يتعارض مع حرية الاعتقاد المنصوص عليها في الدستور الأميركي.
وتعهد ترامب باتخاذ هذا القرار وجعله ملمحاً مهماً لحملته الانتخابية لكن من يعملون مع المهاجرين واللاجئين المسلمين كابدوا الليلة الماضية (ليل الجمعة) لمعرفة نطاق الأمر التنفيذي.
إيران ترد بالمثل
إلى ذلك، قالت إيران إنها ستمنع الأميركيين من دخول البلاد رداً على الحظر الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب على دخول مواطني إيران وست دول أخرى ذات أغلبية مسلمة الولايات المتحدة .
وقال بيانٌ لوزارة الخارجية الإيرانية نشرته وسائل الإعلام الرسمية أمس (السبت) «على الرغم من احترام الشعب الأميركي والتمييز بينه وبين السياسات العدائية للحكومة الأميركية ستطبق إيران مبدأ المعاملة بالمثل إلى أن يتم رفع القيود الأميركية المهينة ضد المواطنين الإيرانيين».»
وذكرت: أن «القيود التي فُرضت على سفر المسلمين إلى أميركا ..إهانة صريحة للعالم الإسلامي وللشعب الإيراني بشكل خاص وسيتضح أنها هدية كبيرة للمتطرفين.»
وسيؤدي بشكل فعلي الحظر الأميركي إلى استحالة قيام أقارب وأصدقاء ما يقدر بنحو مليون أميركي من أصل إيراني بزيارة الولايات المتحدة.
هذا، وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس «إن هذا ليس وقت بناء أسوار بين الدول» وانتقد خطوات إلغاء اتفاقات التجارة العالمية دون أن يذكر ترامب بالاسم.
وقال روحاني في كلمة بثها التلفزيون الإيراني على الهواء مباشرة «اليوم ليس وقت بناء أسوار بين الدول. لقد نسوا أن سور برلين انهار قبل سنوات.»
وأضاف في مؤتمرٍ بطهران عن السياحة «إلغاء اتفاقات تجارية عالمية لن يساعد اقتصادهم ولن يخدم تنمية وازدهار الاقتصاد العالمي... اليوم هو وقت تقارب العالم عن طريق التجارة.»
اللاجئون السوريون
واستغل ترامب خلال حملته الانتخابية مخاوف الأميركيين من تنظيم «داعش» وتدفق المهاجرين على أوروبا نتيجة للحرب الأهلية السورية قائلاً إن المهاجرين قد يكونون «حصان طروادة» يسمح للمهاجمين بدخول الولايات المتحدة.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2015 دعا إلى حظر دخول كل المسلمين للولايات المتحدة مما أثار غضباً للإشارة إلى إجراء اختبار ديني للمهاجرين قال منتقدون إنه انتهاك للدستور الأميركي.
وتحولت فكرته فيما بعد إلى اقتراح «بفحص مشدد».
ويعلق أمر ترامب التنفيذي برنامج اللاجئين السوريين لحين إشعار آخر وسيعطي الأولوية في نهاية المطاف للأقليات الدينية التي تفر من الاضطهاد.
نيران سياسية
وسارع الديمقراطيون أمس الأول (الجمعة) إلى إدانة الأمر التنفيذي بوصفه غير أميركي قائلين إنه سيلطخ سمعة الولايات المتحدة بصفتها أرضاً ترحب باللاجئين.
لكن بعض الجمهوريين أثنوا على القرار. وقال رئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب بوب جودلاتيه إن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هدد باستغلال نظام الهجرة الأميركي مما يجعل تشديد الفحص أمراً مهماً.
فرنسا وألمانيا قلقتان
وأبدت فرنسا وألمانيا قلقاً أمس (السبت) إزاء قرار ترامب الحد من الهجرة واللاجئين.
وصرح وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو ونظيره الألماني زيجمار جابرييل أيضاً خلال مؤتمر صحافي مشترك في باريس بأن الكثير من قرارات ترامب تثير قلق البلدين الحليفين للولايات المتحدة بما في ذلك القيود الجديدة على الهجرة.
وقال إيرو «يمكن لهذا أن يثير قلقنا... ولكن هناك الكثير من الأمور التي تقلقنا... الترحيب باللاجئين الذين يفرون من الحرب والقمع جزء من واجبنا».
وقال جابرييل «الولايات المتحدة دولة تعطي أهمية للتقاليد المسيحية. حب جيرانك من القيم المسيحية الرئيسية وهذا يتضمن مساعدة الناس... أعتقد أن هذا هو ما يوحدنا في الغرب وأعتقد أن هذا هو ما نود توضيحه للأميركيين.»
هيئتان دوليتان تحثان ترامب
على السماح بدخول اللاجئين
دعت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس إلى الاستمرار في إتاحة فرصة اللجوء للفارين من الصراعات والاضطهاد في بلادهم وشددتا على أهمية البرنامج الأميركي لإعادة التوطين.
وقالت المفوضية والمنظمة في بيانٍ مشترك «لم تكن احتياجات اللاجئين والمهاجرين حول العالم في أي وقت أكبر مما هي عليه الآن. والبرنامج الأميركي لإعادة التوطين من أهم البرامج في العالم».
وقالت مفوضية اللاجئين ومنظمة الهجرة إنهما مازالتا ملتزمتين بالعمل مع الإدارة الأميركية لتحقيق الهدف المشترك المتمثل في تطبيق «برامج آمنة ومضمونة لإعادة التوطين والهجرة».
وأضافتا «نحن نؤمن بقوة بضرورة تلقي اللاجئين معاملة متساوية فيما يتعلق بالحماية والمساعدة وفرص إعادة التوطين بغض النظر عن الدين أو الجنسية أو العرق».
السودان يأسف
قالت وزارة الخارجية السودانية أمس (السبت) إن السودان يأسف لتضمين المواطنين السودانيين في الأمر التنفيذي الصادر عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تزامناً مع «خطوة تاريخية» اتخذت قبل أسابيع لرفع العقوبات الأميركية عنه لتعاونه في مكافحة الإرهاب.
وقال بيان وزارة الخارجية «إنه لمن المؤسف حقاً أن جاء القرار متزامناً مع إنجاز البلدين لخطوة تاريخية مهمة برفع العقوبات الاقتصادية والتجارية الأميركية عن السودان وشروع المؤسسات الاقتصادية والمالية ورجال المال والأعمال في البلدين في التواصل وفِي تطوير مشروعاتهم الاستثمارية والتجارية بغية توظيف ما يتمتع بِه البلدان من موارد وإمكانات طبيعية وبشرية واقتصادية هائلة لصالح شعبي البلدين».
العدد 5258 - السبت 28 يناير 2017م الموافق 29 ربيع الثاني 1438هـ