وصلت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم السبت (28 يناير/ كانون الثاني 2017) إلى تركيا في اول زيارة لها الى هذا البلد منذ توليها مهامها، وذلك على امل تعزيز العلاقات التجارية بين تركيا وبريطانيا قبل خروج الاخيرة من الاتحاد الاوروبي.
وتجري ماي خلال زيارتها التي تستمر يوما محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظيرها بن علي يلديريم، وذلك غداة لقائها الرئيس الاميركي دونالد ترامب.
وبدات ماي زيارتها بوضع اكليل من الزهور عند ضريح مؤسس الدولة التركية مصطفى كمال اتاتورك.
وتشكل زيارة ماي تمايزا عن مسؤولين اوروبيين اخرين يتخذون موقفا حذرا ازاء تركيا بعد حملة التطهير الواسعة التي شهدتها إثر الانقلاب الفاشل في 15 يوليو الماضي.
وتاتي زيارة ماي غداة زيارتها لواشنطن حيث كانت اول مسؤول أجنبي يستقبله دونالد ترامب في البيت الابيض.
وترى تركيا، التي تقدمت بطلب رسمي للانضمام الى الاتحاد الاوروبي في ثمانينات القرن الماضي، في بريطانيا حليفا قويا.
الا ان الاستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي في يونيو الماضي حرمها من هذا الدعم، ولذلك يسعى البلدان الى اعطاء زخم جديد للعلاقات بينهما خارج إطار الاتحاد الاوروبي. وبما ان ماي تريد خروج بريطانيا من السوق الاوروبية الموحدة، فهي تسعى الى اتفاقات تجارية معززة مع شركاء غير اعضاء في الاتحاد الاوروبي.
ووعدت ماي بان تفعل قبل نهاية آذار/مارس المادة 50 في معاهدة لشبونة التي تتيح بدء مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد، وترغب في ان تبرم بريطانيا اتفاقاتها التجارية بعد انهاء اجراءات الانفصال مع بروكسل.
وعشية وصول ماي الى انقرة، اعلنت متحدثة باسمها ان الزيارة سيطغى عليها تعزيز التعاون في شؤون الامن بالاضافة الى تحديد إطار علاقات تجارية جديدة.
واشارت وزارة الخارجية التركية الى ان التبادلات التجارية بين البلدين تجاوزت 16 مليار دولار (نحو 14,9 مليار يورو) في العام 2015.
وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون دعا خلال زيارة لتركيا في ايلول/سبتمبر الى تعزيز العلاقات التجارية وتوقيع "اتفاق ضخم للتبادل الحر".
لا مواضيع محرمة
في الجانب التركي، تضررت العلاقات مع الاتحاد الاوروبي بعد محاولة الانقلاب واعتراض بروكسل على حملات التطهير التي تلته.
في المقابل، ترى تركيا ان الاتحاد الاوروبي لم يبد تضامنا كافيا معها.
الا ان المتحدثة باسم ماي اكدت ان "لا مواضيع محرمة" للتباحث بالنسبة الى رئيسة الحكومة البريطانية، مضيفة "هناك عدد من المواضيع... علينا مناقشتها مع تركيا".
في بريطانيا، دعا بعض النواب ماي الى عدم ترك رغبتها في توقيع اتفاقات تجارية تطغى على القلق الذي تثيره مسالة احترام حقوق الانسان في تركيا.
وكتبت النائب الليبرالية الديموقراطية سارة اولني في صحيفة "ذي غارديان" ان "حكومة بريكست المحافظة مستعدة لاي شيء من اجل توقيع اتفاقات تجارية مع دول غير الانظمة الديموقراطية في الاتحاد الاوروبي الى درجة انها ستحاول استمالة حتى اسوأ القادة".
ودعت منظمة "بي اي ان" الدولية، التي تضم كتابا يدافعون عن حرية التعبير، ماي الى اثارة "الانتهاكات الخطيرة" التي ترتكب في رأي المنظمة في ظل حالة الطوارئ المعلنة في تركيا منذ الانقلاب الفاشل.