بعض العلوم، مثل الطب والهندسة والطيران والزراعة، تعتمد على الجامعات والأكاديميات في تدريس الجزء الأكبر منها، ثم يترك للخريج مسألة تطوير نفسه مهنيّاً إذا أراد أن يحقق مزيداً من التميز، وذلك خلافاً لعلوم أخرى تتطور على مدار اللحظة مثل تقنية المعلومات والتجارة الإلكترونية والإعلام الاجتماعي، والتي تتطلب من دارسها أن يتابع تطوراتها عن كثب ومن دون أي انقطاع.
وإن المقدرة على التعليم والتعلم، والتدريب والاتقان، ونقل المعارف والمهارات، ومناقشتها والإضافة عليها، هو أحد الجوانب الأساسية التي تميزنا نحن البشر عن غيرنا من المخلوقات، ومع تطور العلوم باتت تلك العملية أكثر سرعة وحيوية وأقل قابلية للسيطرة في عصر المعلومات الكبيرة BIG DATA، والإعلام الاجتماعي واحد من العلوم التي تصعب الإحاطة بجميع جوانبه وتطوراته، ولكن البقاء على اطلاع دائم على ما أمكن من جوانب تطوره وتطبيقاته يكسبنا التميز دائماً.
لذلك على من يريد التميز، والبقاء متصلاً مع التطورات من حوله، وإيجاد فرصة عمل متميزة، وتطوير وضعه المهني والمعرفي، أن يبحث ليس عن دراسات أكاديمية في مجال الإعلام الاجتماعي، وإنما عن شيئين أساسيين: الدورات التدريبية المفيدة فعلاً، والمصادر الأساسية الموثوقة من أشخاص وبرامج وقنوات.
ولذلك أيضاً، نركز في النادي العالمي للإعلام الاجتماعي، ومنذ نقل هذه التجربة من الولايات المتحدة إلى البحرين قبل نحو خمسة أعوام، على التدريب كجزء أساسي من عملنا على تحقيق أهدافنا، وقلما يمر أسبوع من دون أن نعقد مؤتمراً أو ورشة عمل أو جلسة نقاشية أو ندوة أو منتدى.
ولإدراكنا ضرورة الإسراع في نقل المعارف والعلوم في مجال الإعلام الاجتماعي الحيوي والمتطور، بادرنا إلى تدريب العديد من الشباب البحريني أعضاء النادي، والذين باتوا الآن مدربين نفخر بهم، وينهضون بمهمة عقد لقاءات ودورات تدريبية بكل جدارة.
حرصنا أيضاً على أن يكون الإعلام الاجتماعي جزءاً أساسيّاً من عمليات التدريب الأخرى التي تدور حول مواضيع التنمية البشرية وتخطيط الموارد وتحليل البيانات وحتى الدورات الصحية والأسرية، وذلك لإدراكنا أهمية أن يستخدم المدرب مواقع الإعلام الاجتماعي استخداماً صحيحاً في نقل المعارف والمهارات لمتدربيه بشكل مباشر من جهة، ولمتابعيه على تلك المواقع من جهة أخرى.
لقد بدأنا بالفعل نحصد ثمار ما بذلناه من جهود طيلة الفترة السابقة، ونلمس عن كثب وعياً متنامياً لدى الأفراد والمؤسسات في مملكة البحرين بأهمية الإعلام الاجتماعي، وحرصاً كبيراً على استثمار الإمكانيات الهائلة التي يقدمها على صعيد تطور الأشخاص والمؤسسات.
إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"العدد 5257 - الجمعة 27 يناير 2017م الموافق 29 ربيع الثاني 1438هـ