عثر المصور البحريني حسين المبارك، أمس الجمعة (27 يناير/ كانون الثاني 2017) على سلحفاة نافقة بغرب ساحل نورانا، يصل طولها بحسب تقديره، لنحو 70 سنتيمتراً، مبيناً أنها كانت بجسد مكتمل ومازال طرياً وليس متآكلاً؛ ما يدل على أنها نفقت حديثاً ولم يمض عليها إلا ساعات على الساحل.

إلى ذلك، أكد أخصائي الأحياء والبيئة عبدالقادر سعيد، في اتصال مع «الوسط»، أن هذه السلحفاة «من نوع منقار الصقر ويعتبر حجمها كبيراً نسيباً، وهي سلحفاة مهددة عالميّاً ووطنياً بالانقراض. وأعتقد ان لم تخني ذاكرتي، فقد أُشير لها في تقرير البيئة الأخير على هذا النحو. وهذا النوع مهاجر ويأتي للبحرين بعد قطعه مسافات كبيرة قادماً من المحيط الهندي».

وأوضح أن «ما هو لاصق في جسمها هو البرنقيل، والمعروف محليّاً باسم النو، وهو من الحيوانات القشرية، وتلتصق بأي جسم صلب يصادفها، ولذلك تجدها تعلق كثيراً اسفل الزوارق. ولا يعتبر هذا من أسباب نفوقها. وغالباً تنفق السلاحف والدلافين وبقر البحر بفعل شباك الصيد، وبالأخص صيد الروبيان وما يعرف بالكراف».

وتابع «في موسم الروبيان تكثر حالات النفوق لهذه الأحياء البحرية التي تحتاج للهواء كي تتنفس، فعندما تعلق بالشباك فهذا يعني انها لا تستطيع العود للتنفس. وغالباً ما يتأخر الصيادون في اخراج شباكهم. ما يعني بقاءها لساعات، وهي تحتاج لأقل من ساعة من دون تنفس لتنفق».

وأشار سعيد إلى أن «هناك أداة توضع في بداية شبكة الجرف تمنع دخول السلاحف الكبيرة الى داخل الشبكة وتسمح لها بالخروج. وقد تم في السابق إجراء بعض التجارب على هذه الأداة في البحرين ولكن لحد الآن لم يصدر تشريع قانوني يفرض على الصيادين استخدامها. وطبعاً هناك توجه حكومي من عدة سنوات لحظر جرف الروبيان في البحرين ومازال قيد النقاش من قبل الجهات الحكومية المعنية».

يُذكر أنه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 أنقذت سيدة مقيمة في البحرين، سلحفاة من هذا النوع النادر نفسه، بعد أن انتشلتها من ساحل نورانا أيضاً، وهي في حالة صحية سيئة، قبل أن تنقلها لمبنى جمعية البحرين للرفق بالحيوان في عسكر. وهناك أدخلت السلحفاة لقسم العيادة البيطرية الخاص بالجمعية، ليباشر المختصون العناية بها. وبعد الانتهاء تم إرسالها للقسم المختص بالمجلس الأعلى للبيئة.