عبرت رئيسة الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا الخميس (26 يناير/ كانون الثاني 2017) عن أملها في ألا تسحب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعمها للمحكمة وطالبت مؤيديها بالاحتشاد وراء قضيتها لمواجهة النعرات القومية المتزايدة.
ولا تمول الولايات المتحدة المحكمة بشكل مباشر لكن بنسودا قالت إن فقد التعاون الأميركي لإلقاء القبض على المتهمين سيوجه ضربة لمحكمة تعتمد على الحكومات وليس لديها صلاحيات تنفيذية خاصة بها.
وقالت بنسودا لرويترز عقب اجتماع مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي في بروكسل "كان تعاون الولايات المتحدة مهما. كل أملي أن يستمر ذلك... سنرى".
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأربعاء أن إدارة ترامب تعد أوامر تنفيذية لخفض الدور الأميركي في المنظمات الدولية ومنها المحكمة الجنائية الدولية.
والولايات المتحدة ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية لكنها ساعدتها في ملاحقة المجرمين بتوسيع نطاق برنامجها (المكافآت من أجل العدالة) الذي تدفع بموجبه لمن يقدم معلومات تفضي إلى القبض على المشتبه بهم ليشمل من وجهت لهم المحكمة الجنائية الدولية اتهامات.
وعندما سلم أحد كبار متمردي جيش الرب للمقاومة الأوغندي نفسه للقوات الأميركية العام الماضي سلمته الولايات المتحدة للمحكمة الجنائية الدولية على الرغم من عدم وجود إلزام عليها بفعل ذلك.
لكن مؤيدي المحكمة يخشون أن تشجع قيادة ترامب- الذي تعهد بسياسة خارجية ذات توجهات دولية أقل- منتقدين لأول محكمة دولية دائمة لجرائم الحرب.
وتئن المحكمة بالفعل تحت وطأة انسحاب بعض الدول الأفريقية التي تشكل ثلث عضويتها والتي يشكو كثير منها من أنها تستهدف على نحو غير منصف الأفارقة بالملاحقة القضائية.
وفي مواجهة تصاعد النعرات القومية طالبت بنسودا الدول الأفريقية والأوروبية بأن "تكون أعلى صوتا" في دعمها قائلة إن المحكمة تفتقر بشدة للموارد.
وقالت بنسودا وهي وزيرة سابقة للعدل في جامبيا "عندما تواجه العدالة الجنائية الدولية تحديات على نحو متزايد تكون هذه هي اللحظة التي تحتاج فيها المحكمة لداعميها. هذا حاسم بالنسبة لوجود المحكمة".