أكد المُحاور أديب الشخص أن إدارة النزاعات في بيئة العمل بشكل إيجابي تزيد من أداء الموظفين، إذا ما حُلَّ النزاع بشكل إيجابي، وذلك لكون أن إدارته بهذا الشكل تحفز للعمل.
جاء ذلك خلال الحوار المفتوح الذي نظمه مركز عبدالرحمن كانو الثقافي تحت عنوان: «إدارة النزاع في بيئة العمل»، والذي عقد مساء يوم الثلثاء الماضي (24 يناير/ كانون الثاني 2017).
وقدم الشخص عدداً من مفاهيم وأطر حول إدارة النزاع، مشيراً إلى أن في السنوات الأخيرة برز مصطلحان، هما: الأول المدير والثاني القائد، مبيناً أن المدير هو الشخص الذي يدير الأفراد ويحافظ على الوقت الراهن، في حين أن القائد يتعامل مع الأفراد بالمهارات الناعمة، والتي تتمثل في الجانب السلوكي، كالتحفيز وتحمل المسئولية والإقناع.
وأشار الشخص إلى أن القائد يجب أن يتسم بالمهارات القيادية؛ لكون أن القيادة لها دور في التأثير، وجعل الآخرين يقومون بما يريد القائد.
وتحدث الشخص عن إدارة النزاعات في بيئة العمل، مشيراً إلى أنه مهما اختلفت مستوى القيادات إلا أنه يكون لها نفس التأثير في إدارة النزاعات، مبيناً أن القيادة هي القدرة على التأثير وجعل الموظفين يقومون بما نريد أن يقوموا به طواعية.
وأكد أن إدارة النزاع لا تتطلب تنظيماً فقط، وإنما تتطلب مهارات سلوكية أيضاً، إذ إن إدارة النزاع تعني تسيير النزاع ليكون صالحاً للعمل، منوهاً إلى أن حل النزاع جزء من إدارة النزاع.
وعرَّف الشخص النزاع على أنه اختلاف، موكداً أن الصراع ليس نزاعاً، فالمقصود هو الاختلاف في موضوع بيئة العمل، ملفتاً إلى أن النزاع قد يؤدي إلى الصراع، إلا أنَّ هناك خلطاً بين النزاع والخصومة والعراك.
وذكر أن البعض يُعرِّف النزاع على أنه تعارض المصالح وعدم اتفاق الرغبات بين الأطراف المتنازعة، وقد يكون عملية تتضمن إدراك أطراف النزاع وجود تعارض بينها في الأهداف والقيم والأفكار، وقد يكون النزاع عبارة عن كفاح حول القيم والسعي من أجل المكان أو السلطة، وقد يكون أحد أشكال التفاعل في تحقيق الوحدة.
ولفت الشخص إلى أن النزاع يمر بأكثر من مرحلة، مبيناً أن النزاع لا يحدث من فراغ، وإنما هناك ظروف سابقة، كما أن مسببات النزاع متعددة وقد يصنف على العوامل أو السلوكيات، وقد تكون عوامل ديموغرافية، وقد تكون لها علاقة تنظيمية تؤدي إلى النزاع.
ولفت الشخص إلى أن هناك عوامل تسبب النزاع، كالعوامل التنظيمية والتي سببها الرئيسي العملية الإدارية التي دائماً ما تحتاج إلى التخطيط، مبيناً أن أي خلل في العملية الإدارية يؤثر على عملية النزاع.
وأشار إلى أن النزاع في السنوات الماضية كان يعتبر ظاهرة سلبية تؤثر على العمل ويجب قمعها في أسرع وقت ممكن؛ لكونها شرّاً وهذا هو المنظور التقليدي إلى النزاع، أما المنظور الحديث فيطرح أن النزاع ليس ظاهرة طبيعية، وإنما ظاهرة مرغوبة وصحية إذا أدير بشكل إيجابي.
وأكد الشخص أن هناك علاقة قوية بين النزاع والأداء، إذ إنه كل ما كثر النزاع وتم حله بشكل إيجابي زاد مستوى الأداء الإيجابي، موضحاً أن من إيجابيات النزاع
هو إفراز أفكار جديدة، فكثير من المنجزات الحضرية والمتقدمة كانت وليدة النزاع، إضافة إلى أنَّ حل النزاع بشكل إيجابي يساهم في التقليل من اتخاذ القرارات الهزيلة، وذلك بسبب تعلم طرق جديدة لحل المشكلات.
وذكر الشخص أن النزاعات تتنوع، فهناك نزاع ذاتي أو في المجموعة أو بين المجموعات أو بين الأفراد، مشيراً إلى أن هناك العديد من الأساليب لإدارة النزاع ومن أهمها التعاون أو التنافس أو التسوية أو التنازل أو التجنب، مؤكداً أن أفضل أسلوب هو التعاون.
العدد 5256 - الخميس 26 يناير 2017م الموافق 28 ربيع الثاني 1438هـ