قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه «سيقيم بالتأكيد مناطق آمنة في سورية» لحماية الأشخاص الفارين من العنف هناك.
وقال ترامب في مقابلة أجرتها معه محطة «إيه.بي.سي نيوز» أمس الأول (الأربعاء) إن أوروبا ارتكبت خطأ جسيماً باستقبال ملايين اللاجئين من سورية ومناطق اضطراب أخرى بالشرق الأوسط. وأضاف «لا أود أن يحدث ذلك هنا».
وتابع «سأقيم بالتأكيد مناطق آمنة في سورية للأشخاص (الفارين من العنف)»، لكنه لم يذكر أي تفاصيل.
وطبقاً لوثيقة اطلعت عليها «رويترز» يوم الأربعاء فمن المتوقع أن يأمر ترامب وزارتي الدفاع والخارجية في الأيام المقبلة بوضع خطة لإقامة «المناطق الآمنة» في تحرك قد يخاطر بزيادة التدخل العسكري الأميركي في الصراع السوري.
وتشير مسودة الأمر التنفيذي التي تنتظر توقيع ترامب إلى أن الإدارة الجديدة تقدم على خطوة عارضها طويلاً الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما خشية الانجرار بشكل أكبر في الصراع وخطر اندلاع اشتباكات بين الطائرات الحربية الأميركية والروسية فوق سورية.
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أمس الخميس (26 يناير/ كانون الثاني 2017) عن مسئول في وزارة الخارجية ترحيب الدوحة بتعهد الرئيس الأميريكي دونالد ترامب بإقامة مناطق آمنة في سورية.
وقال مدير المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية أحمد سعيد الرميحي في تصريح لوكالة الأنباء القطرية إن الدوحة ترحب بتصريحات ترامب وأكد «ضرورة توفير ملاذات آمنة في سورية وفرض مناطق حظر جوي (وهو ما) يضمن سلامة المدنيين».
وأضاف الرميحي أن قطر تأمل أن تساهم المفاوضات التي جرت في أستانة هذا الأسبوع «في تثبيت وقف إطلاق النار» بين الفصائل السورية المتحاربة وأكد «ضرورة إنشاء آلية رقابة فعالة وعملية لتهيئة الظروف لمفاوضات جنيف».
ومن جانب تركيا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو أمس إن أنقرة تنتظر نتائج تعهد ترامب بإقامة مناطق آمنة في سورية مشيراً إلى أن تركيا تؤيد منذ فترة إقامة مثل هذه المناطق.
وقال أوغلو «رأينا طلب الرئيس الأميركي بإجراء دراسة. المهم هو نتائج هذه الدراسة وما هي نوع التوصية التي ستخرج بها».
وقال مفتي أوغلو إن تركيا مازالت عند موقفها بأنه لا مكان للأسد في مستقبل سورية.
غارات روسية تركية جديدة
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن المقاتلات الروسية والتركية شنت مجدداً غارات مشتركة في سورية استهدفت مواقع لتنظيم «داعش» في مدينة الباب بمحافظة حلب (شمال).
وقال الجيش الروسي في بيان «في 26 يناير، نفذت القوات الجوية لروسيا وتركيا عملية جوية جديدة مشتركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الباب».
وأضاف أن «هذه العملية الجوية، بالتوافق مع الجانب السوري، شاركت فيها قاذفات سو-24 إم ومقاتلات سو-35 إس من الطيران الروسي مع مقاتلات إف-16 وإف-4 من الطيران التركي»، لافتاً إلى أن الطائرات الروسية «دمرت ثلاثة مراكز قيادة واتصالات والعديد من المواقع المحصنة».
مسئولون معارضون يرفضون دعوة للقاء لافروف
هذا، ورفض مسئولون في الهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف السوري المعارض دعوات تلقوها للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم (الجمعة) في موسكو، وفق ما أكد مسئولان لوكالة «فرانس برس» أمس (الخميس).
وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات رياض نعسان: «وصلت دعوة شخصية للدكتور رياض حجاب (المنسق العام للهيئة) لكنه اعتذر عنها. ولم توجه دعوة للهيئة العليا للمفاوضات بحد ذاتها».
الجيش يحبط هجوماً داعشياً جنوب شرقي حلب
من جانبٍ آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الجيش دحرت هجوماً لتنظيم «داعش» جنوب شرقي حلب أمس بعد اشتباكات قطعت لبعض الوقت طريق إمداد يربط المدينة بمناطق أخرى في سورية تسيطر عليها الحكومة.
ونفى مصدر عسكري سوري في وقت سابق قطع الطريق وقال إنه لم يحدث هجوم للدولة الإسلامية في المنطقة. وأضاف المصدر قائلاً «على العكس... الجيش يوسع سيطرته في تلك المنطقة».
إلى ذلك، قالت حركة أحرار الشام المسلحة في بيانٍ أمس إن ستة فصائل معارضة أخرى انضمت إليها في شمال غرب سورية لصد هجوم كبير لجماعة متشددة قوية.
وشنت جبهة فتح الشام المتشددة - التي كانت تعرف بجبهة النصرة وجمعتها صلات بتنظيم القاعدة - هجوماً على عدد من فصائل الجيش السوري الحر هذا الأسبوع متهمة إياها بالتآمر عليها خلال محادثات السلام التي جرت في قازاخستان هذا الأسبوع.
والفصائل التي انضمت لأحرار الشام وفقاً للبيان هي «ألوية صقور الشام وجيش الإسلام - قطاع إدلب وكتائب ثوار الشام والجبهة الشامية - قطاع حلب الغربي وجيش المجاهدين وتجمع فاستقم كما أمرت وغيرها من الكتائب والسرايا».
الأسد: وقف الأعمال القتالية مدخل لعودة السلام
هذا، واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد أمس المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق له.
وذكر بيانٌ صدر عن الرئاسة السورية أن الأسد وعبد اللهيان أكدا دعمهما لاتفاق وقف الأعمال القتالية الذي يستثني داعش والنصرة والمجموعات «الإرهابية» الأخرى المرتبطة بهما.
وأضاف أن هذا الاتفاق يشكل مدخلاً لعودة السلام إلى سورية عبر الاستمرار في محاربة الإرهاب وخلق الظروف الملائمة لإطلاق حوار يقوده السوريون ويقررون من خلاله مستقبل بلدهم.
العدد 5256 - الخميس 26 يناير 2017م الموافق 28 ربيع الثاني 1438هـ