وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرين تنفيذيين الأربعاء (25 يناير/ كانون الثاني 2017) لبناء سياج على طول الحدود الأميركية المكسيكية وتعليق التمويل لمدن تحمي المهاجرين غير الشرعيين بينما يمضي قدما في خطط واسعة ومثيرة للانقسام لتغيير كيفية تعامل الولايات المتحدة مع الهجرة والأمن القومي.
ومن المتوقع أن يتخذ الرئيس الجمهوري خطوات إضافية في الأيام المقبلة للحد من الهجرة غير الشرعية ومنها أوامر تنفيذية تقيد وصول اللاجئين وتمنع إصدار التأشيرات لأشخاص من العديد من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ذات الأغلبية المسلمة ومنها سوريا والسودان والصومال والعراق وإيران وليبيا واليمن.
وتستهدف هذه المقترحات تجنيب الولايات المتحدة عنف الإسلاميين بيد أن منتقدين يقولون إنها تشوه سمعة الولايات المتحدة كبلد يرحب بالمهاجرين من جميع أنحاء العالم.
ووقع ترامب أمرين تنفيذيين يتعلق أحدهما بإنشاء سياج على طول الحدود الأميركية المكسيكية البالغ طولها نحو 3200 كيلومتر والآخر بتجريد ولايات ومدن "الحماية" التي تؤوي المهاجرين غير الشرعيين من الأموال الاتحادية وزيادة عدد أفراد قوة إنفاذ قوانين الهجرة.
وقال ترامب في تعليقات في وزارة الأمن الداخلي بعد توقيع الأمرين "نحن في خضم أزمة على حدودنا الجنوبية: زيادة لم يسبق لها مثيل للمهاجرين غير الشرعيين من أميركا الوسطى تضر كلا من المكسيك والولايات المتحدة.
"وأعتقد أن الخطوات التي سنتخذها اعتبارا من الآن ستحسن الأمن في كل من بلدينا. إن أمة من دون حدود آمنة لا تعتبر أمة."
وأثارت خططه غضبا فوريا من المدافعين عن المهاجرين وآخرين الذين قالوا إنه يعرض للخطر حقوق وحريات ملايين الأشخاص بينما يعامل المكسيك كعدو لا كحليف.
ويقدم مسؤولون محليون في مدن مثل نيويورك ولوس أنجليس وشيكاجو وفيلادلفيا وبوسطن ودنفر وواشنطن وسان فرانسيسكو وسياتل بعض أشكال الحماية للمهاجرين غير الشرعيين. وقد تكون مليارات الدولارات من المساعدات الاتحادية لهذه المدن التي يحكمها ديمقراطيون في الغالب معرضة لخطر الفقد.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر "الشعب الأمريكي لن يضطر بعد الآن لتقديم العون المالي لهذا التجاهل لقوانيننا."
وفي مقابلة مع شبكة (إيه.بي.سي نيوز) الأربعاء قال ترامب إن إنشاء السياج سيبدأ خلال أشهر على أن يبدأ التخطيط على الفور وإن المكسيك سترد للولايات المتحدة "مئة في المئة" من كلفته.
ويقول المسؤولون المكسيكيون إنهم لن يدفعوا ثمن بناء السياج.
وخلال إفادة صحفية في البيت الأبيض أشار سبايسر إلى السياج على أنه "حاجز مادي كبير على الحدود الجنوبية."
وأضاف "بناء هذا الحاجز أكثر من مجرد وعد انتخابي. إنه خطوة أولى منطقية من أجل تأمين فعلي لحدودنا التي يسهل اختراقها. هذا سيوقف تدفق المخدرات والجريمة والهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة."
وقد تغير أفعال ترامب على نحو جذري الموقف الأميركي بشأن الهجرة وستزيد كذلك من توتر العلاقات مع المكسيك.
وقال سبايسر إن هدف ترامب هو البدء في مشروع السياج بأسرع ما يمكن مستخدما أموالا حكومية موجودة بالفعل ثم يعمل بعد ذلك مع الكونجرس الذي يقوده الجمهوريون لتخصيص مزيد من المخصصات المالية له.
وقال ترامب لقناة (إيه.بي.سي) اليوم "سنسترد الأموال في موعد لاحق من أي صفقة نقوم بها مع المكسيك. أبلغكم فحسب أنه سيكون هناك دفع. سيكون في صورة..ربما صورة معقدة. ما أفعله في صالح الولايات المتحدة. وسيكون في صالح المكسيك أيضا. نريد أن تكون هناك مكسيك مستقرة للغاية وقوية جدا."
وكلفة وطبيعة وحجم السياج لا تزال غير واضحة.
وكان ترامب قدر الكلفة العام الماضي "بثمانية مليارات دولار على الأرجح". غير أن هناك تقديرات أعلى وقال إن السياج سيمتد لمسافة 1600 كيلومتر بسبب تضاريس الحدود.
وقال ترامب إن أمره التنفيذي سينهي أيضا ممارسة يطلق عليها منتقدون اسم "أمسك وأطلق" كانت السلطات تلقي في ظلها القبض على المهاجرين غير الشرعيين في الأراضي الأميركية لكن لا تعتقلهم أو ترحلهم على الفور.
ويشمل الأمر التنفيذي الخاص بضبط الحدود خططا لتعيين خمسة آلاف ضابط آخر من ضباط إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية بغرض اعتقال المهاجرين عند الحدود وزيادة عدد ضباط الإدارة التنفيذية للهجرة والجمارك الأمريكية لاعتقال وترحيل المهاجرين الذين يعيشون في الولايات المتحدة بصورة غير مشروعة.
كما سينشئ مزيدا من أماكن الاعتقال للمهاجرين غير الشرعيين على طول الحدود الجنوبية لجعل اعتقالهم وترحيلهم أيسر وأقل كلفة.
وعندما سئل عن سياج ترامب قال السناتور الجمهوري جون ماكين إن حاجزا ماديا ليس كافيا لتأمين الحدود ودعا إلى استخدام إضافي لأبراج المراقبة وطائرات من دون طيار ووسائل تكنولوجية أخرى.
وقال مكين الذي تقع ولايته أريزونا على الحدود مع المكسيك لبرنامح (مورنينج جو) الذي تبثه شبكة (إم.إس.إن.بي.سي) "الأسيجة يسهل اختراقها".
نسى اصل الامريكيين من وين
كلهم مهاجرين دخلوا امريكا لسرقة ثرواتها واستوطنوها عقب ما ابادوا السكان الاصليين الهنود الحمر