هل شعرت يوماً أنك تكتب تحت وابل المطر؟
هذا ما أحسسته وأنا أكتب هذه الكلمات!
كنت مخططاً أن أنشر قراءة واحدة في رسائل القراء مرة كل شهر، لأعطي فكرة عامة عما تحتويه جعبة «الوسط» كل شهر. كنت متهيباً من دخول التجربة، ليس خوفاً من أحد وإنما لصعوبة تولي التعبير عن رسائل الآخرين وتوصيل أصواتهم الخافتة بصورة نزيهة ودقيقة وأمينة، ولكن بعد نشر التجربة الأولى (العدد30) تلقيت طلبات كثيرة لإعادة التجربة بمعدل أكبر، فقررت الكتابة كل أسبوعين (العدد44). بعد ذلك توالت ردود الفعل الإيجابية لتطالب بمعدل أكبر، فاضطررت إلى كتابة الحلقة الثالثة بعد مضي أسبوع فقط (العدد 51). والآن أجد نفسي مضطراً بعد يومين إلى نشر الحلقة الرابعة. لم يكن الأمر على هواي، وإنما اضطرني البعض إلى ذلك. وأرجو ألا يضطروني إلى الكتابة كل يوم، فالملفات كثيرة، ونحن لا نلعب ولا نتلاعب. فقضايا الناس المصيرية لا تحل بالصد والرد على طريقة «الرأي والرأي الآخر» المسرحية، وإنما بالبحث عن مواقع الخلل ومحاسبة المقصّرين الذين يعتبرون أنفسهم فوق المساءلة، وأن مناصبهم تحميهم من النقد، وينسون أن البرلمان قادم، وأن الوضع اليوم لم يعد كالأمس. قضايا الناس المصيرية لا تتم معالجتها بتهديد الناس والتضييق عليهم في أرزاقهم، وليّ أيديهم، ومنع «الاشتراكات» عن من يتكلم عن الحقائق ويعمل على الاصلاح والكشف عن مواقع الخلل ليمكن تداركها لتصلح أمور الدولة والمجتمع، وتتحسن الأوضاع.
البعض يعتقد أن دور الصحافة المدح وتدبيج المقالات وتلميع الصور، وإلا فهي «عرجاء لاترى إلا بعين واحدة»! وينسى أن دورها خدمة الناس وإدارة أمورهم بعدل وإنصاف، ولم يتعظ من تلك الكلمة الحكيمة التي أطلقها عمر بن الخطاب (رض) لتخلد عبر الزمان وهو يتكلم عن كلمة الحق مع ناقديه: «لا خير فيكم إذا لم تقولوها لنا، ولا خير فينا إذا لم نسمعها منكم»، ويا له من درس بليغ!
وبمقدار ما تتسع دائرة المسئولية تكبر دائرة المحاسبة. فإذا دخلت الواسطة والمحسوبية في الإدارة اختل ميزان العدل وانتكس. ونحن لا نختلق الكلام وإنما ننقل ما يصلنا من رسائل الناس، واتبعنا في نشرها سياسة تحفظ ماء وجه المتضررين، بحيث نحتفظ بأسمائهم لدينا، وكنا نأمل القيام بدور الوسيط إذا اهتم «من يهمه الأمر» بالسؤال عنهم والبحث عن حل لمآسيهم، ولكن فهمت الرسالة خطأ، واتهمنا بـ «التحريض والكلام الإنشائي الذي تكذبه الوقائع المشهودة كل يوم». ولم ينس الرأي العام من أقيل من منصبه بسبب الرشاوى وكتبت عنه الصحافة المحلية، ودفع ثمن ذلك من بقي سنوات طويلة من دون توظيف، بدعوى انه لم ينجح في الامتحان التحريري أو الشفوي، وهناك من توظّف من دون امتحان وإنما بتوصية.
وإذا «اضطرت» الصحافة إلى إبراز الهوامش الصغيرة على الصفحات الأولى فلأن السياسة المتبعة هي الإنكار والاتهام والتكذيب وتلويث سمعة كل من ينطق بحرف واحد، والتشكيك في وطنيته وإخلاصه لوطنه وقومه، وكأن الوطنية مقصورة على فئة قليلة ممن يعيش على هذه الأرض الطيبة والباقون متهمون حتى يثبت العكس!
ثم كيف تكون هذه الرسائل «رمزية ومن دون موضوع جاد وموضوعي»... وأصحابها يتكلمون عن الواسطة والظلم الذي وقع عليهم - بحسب تعبيرهم- ومنهم من يعيش حياة شاقة وصلت إلى درجة الطلاق، ومنهم من هدد ليتراجع عما كتبه في الصحافة، ومنهم من أهين في أروقة الوزارة حتى عاد إلى منزله باكياً. كل ذلك والأبواب مشرعة، فكيف لو كانت مغلقة؟! وهل هناك ما هو اكثر جدية من هذه الرسائل؟ بعد ذلك نتهم بالرومانسية كأننا قوم ليس لهم همٌّ في الحياة، ووصف العمل بأنه «عملية مكشوفة النوايا غير النبيلة»؟! علماً بأنني لم يحدث أن قابلت أحداً من كبار مسئولي الوزارة شخصياً، وانقطعت علاقتي بها مذ تخرجت في الثانوية قبل 24 عاماً، ولا أعلم أين مقار عملهم أصلاً، وليس لي شغل بذلك، كل ما يهمني أن أوصل شكاوى المواطنين إلى من يهمه الامرأملاً في إيجاد حل. ومن غير المنطقي أن تتهم ساعي البريد الذي يحمل لك رسالة في نبل نيته! في أي زمان نعيش؟ بل من الذي يحكم على ما في القلوب؟
من هنا، ولئلا نتهم من جديد بالرمزية والتحريض وأمور أخرى قادمة في الطريق، سنضطر إلى خرق سياستنا السابقة وننشر الأسماء التي لدينا، معتذرين من أصحابها أولاً وأخيراً... ونحن مازلنا على اعتقادنا أن للمواطن «كرامة وحرمة»، هي مقياس كونه على الرأس والعين أم كونه كالكرة تتقاذفها الأرجل والاقدام.
والرسائل الكثيرة التي تردنا كل يوم وننشر النزر اليسير منها، مكتوبة بالعربية الفصحى، كتابها من خريجي الجامعات ومن زهرة أبناء وبنات البلد، من العجيب أن تقول عنها وزارة التربية انها «رمزية يلزمها من يفكك شفراتها لأنها من دون اسم أو عنوان، من دون موضوع جاد وموضوعي، وبالتالي لا يمكن لأحد أن يفهم مدلولها وبالتالي يرد عليها»!!! ونترك الحكم للقارئ الحصيف.
باختصار... ولكي لا نطيل، لنكسر القاعدة ونبعث بالرسالة مذيلة بأسماء أصحابها إلى من «قد» يهمه الأمر!
باختصار: نحن من ينتظر التوظيف والإنصاف
٭ نزهة عبدالحسن الشويخ 96 - باربار ٭ رنا عبدالرسول 97 - الديه ٭ نجلاء سيد هاشم 98 - سترة ٭ قدرية منصور/ وفاء مهدي 98 - السنابس ٭ مريم مختار 98 - سترة ٭ رنجس محمد جاسم 98 - المالكية ٭ أحلام علي همام 99 - عالي ٭ حميدة محسن أحمد 99 - سترة
٭ نعيمة سيد حسين شرف - 99 - الخميس ٭ خديجة صفوان 99 - سماهيج ٭ بهجة جواد حسن 99 - الحجر ٭ فاطمة حسن 99 - مدينة حمد ٭ نجاة عبدالله حسن 2000 - حلة عبدالصالح ٭ رباب عبدالله سلمان 2000 - كرباباد ٭ زهرة عبدالله مهدي 2000 - الدير ٭ عفيفة السيد جمعة 2000 - عالي ٭ هدى علي حسن2000 - كرزكان ٭ رسالة سلمان علي 2000 - الدراز ٭ زينب حسن العالي 2000 - توبلي ٭ ريحانة علي محمد 2000 - سند ٭ صفية عيسى خميس 2000 ٭ زكية سيد جعفر جاسم ٭ حورية سيد جعفر (مصادر تعلم) ٭ فوزية حسين عيد ٭ زهرة محمد ٭ نعيمة عبدعلي المعراج (مصادر تعلم)...
(ملاحظة: هذه مجرد عينة عشوائية، وبقية الأسماء سننشرها قريباً عند الاضطرار، وأرجو ألا نتهم بتهمة من «صنف» جديد!!).
رومانسية جداً
وربما خير ما أختتم به هذه الأوجاع «الرومانسية» ما كتبه أحدهم بطريقة أكثر رومانسية: «انني أقول الحقيقة: وهي ان وزارة التربية لم تظلمنا بعد... (وعساها ما وظفتنا) ويش عاد... فسنظل نحن نحمل شهاداتنا وبطالتنا وفقرنا ونفعل مثلما تفعل وزارة التربية معنا: ننوم أبناءنا على حلم شراء تلك اللعبة... إلى أن ينسى الطفل ويتعود على التخدير»! ويا لها من سخرية مرة منك يا «فقيروه»!
إلى التربية ايضاً :ماذا حصل لبعثات الطب البشري العام؟
[ انني اؤمن بتوجيهات القيادة السياسية في المملكة وعلى رأسها عظمة الملك - حفظه الله ورعاه - والخطى الكبيرة التي اتخذها عظمته في شئون المجتمع والمملكة. واجبنا الوطني يحتم علينا جميعا أن نتكاتف مع أصحاب النفوس والضمائر الحية ومن موقع المسئولية في إيصال الحقائق وبكل شفافية إلى عناية المسئولين والعمل في رفع هذا الممارسات غير المسئولة والمشينة لسمعة المملكة وقيادتها الرشيدة، من قبل أصحاب النفوس المريضة والمتسلطين على رقاب الناس ويمارسون الدكتاتورية في حق المواطنين مستغلين نفوذهم ومواقعهم الوظيفية ضاربين بعرض الحائط مبدأ تكافؤ الفرص وعدم التمييز الذي نص عليه الميثاق والدستور.
أرى من واجبي أن أبين الحقائق واضع النقاط على الحروف، إنني ومنذ 8/7/2002 يوم تكريم المتفوقين من قبل صاحب السمو رئيس الوزراء الموقر أحاول جاهدا وبالطرق الحضارية الحصول على بعثة في مجال الطب لابني وذلك بناءً على رغبته ومعدله التراكمي 97,2 ٪ حيث الاولوية للذي يحقق معدلات عالية، وكونه حصل على معدل أعلى بكثير من بعض الذين تم منحهم بعثات داخل وخارج البلاد وفي مجال الطب البشري العام ومن بينهم: ح.م.ع (96,9)، ا.ع.ا (96,7)، غ.ا.ا (95,8) وجميعهن بجامعة الخليج العربي، وآخرون ابتعثوا إلى الاردن والسعودية وايرلندا وربما دول اخرى وإن البعثات المخصصة لجامعة الخليج العربي ومن واقع القائمة المعتمدة للمجلسين بجامعة الخليج (12) وليس (8) كما صرح أحد المسئولين بوزارة التربية والتعليم.
مع ان ابني اجتاز وبتفوق امتحان القبول في جامعة الخليج العربي اضطر في نهاية المطاف الاستسلام للسياسة الشارونية (سياسة فرض الأمر الواقع) وبتاريخ 21/9/2002 تحديداً وقبل موعد سفره بيومين فقط قام باستكمال إجراءات القبول لدراسة تخصص وسائط متعددة وبكلفة اعلى بكثير من تخصص الطب في جامعة الخليج العربي، تخصص لا يحتاج إلى التميز والتفوق وسيكون رائجا في معاهد التدريب التجارية داخل المملكة بعد فترة وجيزة من الزمن.
لقد طرقت الكثير من الأبواب والبعض منها اكثر من مرة ولا اعلم إذا كانت هناك جهات أخرى يجب مخاطبتها، ضمن المساعي حاولت مع ديوان الملك المعظم، مكتب سمو رئيس الوزراء الموقر، مكتب سمو ولي العهد الموقر، وزارة التربية والتعليم (وزير التربية وإدارة البعثات)، وزير الصحة، وزير العدل، محافظ منطقة المحرق، مستشار الملك للشئون الاقتصادية، ملحقية السفارات المانحة لهذه البعثات (خليجية، عربية وأجنبية)، جامعة الخليج العربي، الصحافة المحلية، إذاعة البحرين (البحرين تصبح) والكثير من المعارف وأصحاب الضمائر الحية من الذين تعاطفوا مع قضيتي.
إنني اقدر مشاعر الاهل والاصدقاء الذين نصحوني أن أنسى الموضوع وكان الله غفورا رحيما ولا أعرض نفسي وأبني للمضايقات والإيذاء ولكن إيماني القوي بالله سبحانه وتعالى وبقضيتي العادلة وثقتي الكبيرة بالقيادة الرشيدة، ولكي لا تتكرر هذه الممارسات ادعو إلى تشكيل لجنة محايدة ونزيهة لتحقق في هذا الامر لتقف على التجاوزات والممارسات المسيئة لسمعة القيادة الحكيمة والمعرقلة لمسيرتها الاصلاحية والديمقراطية في عهد الملك المعظم، وبهدف إجتثاث جذور الشبكات العنكبوتية المتمصلحة والمستفيدة داخل مؤسسات واجهزة الدولة. وأتمنى ان لا يهمل هذا المقال وهو الرابع بهذا الخصوص ويؤخذ بمأخذ الجد من قبل المسئولين.
مرفق وثائق اسماء الطالبات المتفوقات والنسب التي هي اقل من معدل ابني.
المصدر: جامعة الخليج العربي
«الاسم والعنوان والوثائق متوفرة لدى الوسط»
العدد 53 - الإثنين 28 أكتوبر 2002م الموافق 21 شعبان 1423هـ