حذّرت وزارة الداخلية السعودية من أن هناك أشخاصاً يتحركون في المساجد وحلقات تحفيظ القرآن لاصطياد الشباب وتجنيدهم، معلنة اكتشاف ستة مصانع لصناعة المتفجرات خلال 28 شهراً، كانت كفيلة بتنفيذ عمل إرهابي كل يوم، معتبرة أن من الباكر الحكم على الباكستانيين في المملكة ووضعهم في حيز المخاوف ، بحسب ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الأربعاء (25 يناير / كانون الثاني 2017).
وقال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، خلال مؤتمر صحافي بالرياض أمس: «هناك أشخاص يتحركون في المساجد وحلقات تحفيظ القرآن لاصطياد الشباب وتجنيدهم، وذلك أشبه بحمل سلعة وتسويقها خارج البلاد، إذ نلاحظ سهولة انتقاله من سورية إلى العراق، باعتبارها البوابة الكبرى للإرهابيين حينها».
وأضاف أن كمية الخبرات التي تكونت لدى عناصر الخلية الإرهابية الـ16، الذين ألقي القبض عليهم يوم السبت الماضي خلال مداهمة وكرين لخلية إرهابية بمحافظة جدة، والمنتحرين الاثنين، يصعب الوصول إليها في وقت قصير، لذا تم قطع الطريق عليهم كثيراً، وخصوصاً بعد العثور على ست مصانع لصناعة المتفجرات في 28 شهراً فقط، وهذه المصانع كفيلة بجعل التنظيم نشطاً في شكل أكبر في عملية التجنيد، لوفرة المواد اللازمة للأعمال الإرهابية، فيما لو بقيت هذه المعامل قائمة.
وكشف عن تفاصيل جديدة في ما يخص الشخصيات الرئيسة في الخلية، مؤكداً أن خالد السرواني، الذي فجر نفسه باستراحة الحرازات، هو الأخطر، إذ قدم دعماً لوجستياً كبيراً، إضافة إلى عمليات المسح، التي قام بها قبل تنفيذه العملية، بإيواء المطلوبين والمشاركة في عملية شرطة الدلم، ومشاركته في اغتيال العميد كتاب الحمادي، وذلك بسبب تأثره بالفكر التكفيري وتبنيه إياه بعد مقتل أخيه بدر في العراق عام 2006.
وبين أن السرواني شارك في منتديات في الإنترنت، هدفها التحريض ودفع الشباب للخروج إلى مناطق الصراع، مبيناً أنه حاول الخروج إلى ساحات القتال في المناطق المضطربة أكثر من مرة، بدافع رغبة ذاتية ولكنها لم تتحقق، إذ كانت له تحركات كبيرة ضمن الإطار الإرهابي، ونشاط تحريضي واسع، دفع إلى اعتقاله ومحاكمته، التي انتهت بنهاية 2012، منوهاً بأنه عنصر مختص بالعمل اللوجستي، من خلال تلقيه عام 2016 توجيهات من قيادات «داعش» في سورية، بإيواء إرهابيين، هم: عادل المجماع، ومبارك الدوسري، ومحمد العنزي، في وادي النعمان المرتبط بعمليات عدة، لتظهر العلاقة التشاركية بين الخلايا العنقودية.
ولفت إلى أن السرواني ظهر خلال عملية تفجير مسجد المشهد بنجران، وأجرى مسحاً للطريق من الطائف إلى النقطة المستهدفة، كما استقبل الانتحاري الحارثيَّ المسؤولُ عن تهيئة الانتحاري نفسياً وفنياً للقيام بعمليته الإرهابية سعيد آل دعير.
وتطرق التركي إلى المنتحر الثاني نادي العنزي، الذي عاد من العراق عام 2007، بعد أن قام بعملية تفجير فاشلة، وتسلمته السلطات السعودية، ليفرج عنه ويعود للإرهاب، ويموت بالحزام الناسف بعد 10 سنوات، إذ شارك بعمليات عدة مع التنظيم في السعودية، وهو موظف بمؤهل ثانوي، وتم إيقافه في 2004، لثبوت التحاقه بعدد من النشاطات المضرة بسمعة البلاد، ليتعرف في ما بعد على وسيط يدعى أباسعدون في حلقة تحفيظ للقرآن في 2007، الذي اقنعه بالذهاب إلى سورية، ليتوجه من سورية إلى العراق لينفذ عملية انتحارية كان عنوانها الفشل، وليتم تسلمه من العراق في 2007، والإفراج عنه في 2013.
وأوضح أن أي تهديدات يتم اتخاذها على محمل الجد، وأن كل ما تم هو استهداف مستمر للمملكة، وأن كل الاحتمالات ما زالت قائمة، كما أن التحقيقات جارية للوصول إلى معلومات أكثر، مؤكداً أن «داعش» لا تملك قيادات في السعودية، وإنما اعتمادها بشكل كلي على الشبكات العنقودية.
بدوره، قال اللواء بسام العطية مسؤول ملف التحقيقات بوزارة الداخلية، خلال المؤتمر الصحافي: «من المبكر الحكم على الجنسية الباكستانية، ووضعها في حيز المخاوف»، موضحاً أن المقيمين في السعودية يسهمون بشكل كبير في تنمية الوطن، مشيراً إلى أن تنظيم «داعش» حاول استغلال بعض حاملي الجنسية الباكستانية، من خلال إقحامهم في العمليات الإرهابية.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية قبضت على خلية مكونة من 16 إرهابي، منهم 13 باكستانياً، إضافة إلى امرأة، ادعى الإرهابي حسام الجهني أنها زوجته، كما أنه استأجر استراحة الحرازات بجدة، ونقل الإرهابيين إلى الاستراحة، متنكرين بزي نسائي.
وبين أن المقبوض عليه حسام الجهني يبلغ من العمر 34 عاماً، وعاطل عن العمل ومؤهله الدراسي «متوسطة»، وأوقف في 2004 نتيجة مشاركته في العراق، وأطلق سراحه في 2006، ليوقف مرة أخرى في العام التالي، بعد أن اكتسب وبقية عناصر الخلية مهارات إجرامية، نتيجة مشاركتهم في القتال بالعراق، وأطلق سراحه مرة أخرى في 2015، أما الموقوفة فاطمة رمضان، فعمرها 20 عاماً، وهي مقيمة باكستانية، وعلاقتها مع حسام الجهني بمعرفة ذويها، إضافة إلى أن شقيقها يحمل التوجهات الإرهابية نفسها، مجدداً تأكيده أنه من المبكر جداً وضع الجنسية الباكستانية في حيز المخاوف، إذ إن «داعش» تنشط في جميع المجالات الاجتماعية والعرقية.