وصف نائب رئيس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، المرحوم جليل العريض بأن كان في مصاف الدارسين والمفكرين والباحثين المتميزين في مجالات العلوم والتربية، وأكسبته تقدير واحترام المهتمين والهيئات التعليمية والجامعات العربية والأجنبية، وذلك لما قدمه من خدمات جليلة لوطنه البحرين، من خلال ما تقلّده من مناصب وما أوكل له من مهمات في مجال تخصصه وأبحاثه.
وشهد نائب رئيس الوزراء مساء أمس (الاثنين) تدشين كتاب «أبحاث ودراسات الدكتور جليل العريض في التعليم الجامعي وتدريس العلوم»، الذي جاء بمبادرة من مؤسس بيت القرآن عبداللطيف كانو، الذي قال: «العريض من بين العلماء البارزين في الوطن العربي، وقدم خدمات جليلة لأبناء وطنه وأمتهم العربية من خلال إصدار كتب منوعة وتقديم العديد من الأوراق البحثية من خلال مشاركاته المحلية والخارجية في المؤتمرات والندوات».
فيما قالت ابنة العريض، لمياء، عن أبيها إنه «علمنا أن الصغير يتعلم الاحترام عندما يحترمه الكبار، ويتعلم الأدب عندما يعيش مع المؤدبين».
الحورة - علي الموسوي
بين دموع الحزن على رجل نذر نفسه للعلم طيلة أكثر من 7 عقود، وكلمات وفاء وعرفان في حق عالم تربوي، كان بيت القرآن مساء أمس الاثنين (23 يناير/ كانون الثاني 2017)، مضاءً بمصابيح ستة، تُمثل أبحاثاً ودراسات كتبها ذلك العالم، وبقيت كنزاً مخبوءاً في أحد ملفاته، إلى أن شاءت الأقدار أن تضيء مكتبة بيت القرآن، عبر توثيقها في 260 صفحة، هي بمثابة كتابه يحمل اسمه، هو جليل إبراهيم العريض، الذي رحل في 7 فبراير/ شباط 2015، عن عمر ناهز 82 عاماً.
الحفل الذي أقيم مساء أمس في بيت القرآن، بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، الذي رعى الحفل وحرص على الحضور فيه، لتدشين كتاب أبحاث ودراسات للعالم العريض، تتركز حول التعليم الجامعي وتدريس العلوم.
القاعة التي أقيم فيها الحفل (قاعة محمد بن خليفة آل خليفة للمحاضرات)، امتلأت مقاعدها بأهل العالم العريض، وأصدقائه، ومن تتلمذوا على يديه، حضروا جميعهم ليعيدوا الذاكرة، وينهلوا من علم العريض النابض، وفي مقدمتهم صاحب مبادرة توثيق علم العريض، مؤسس بيت القرآن عبداللطيف كانو.
محمد بن مبارك: التقيته في الجامعة متميزاً بالذكاء
سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، قال في تصريح له: «يطيب لي أن أرعى حفل تدشين كتاب أبحاث ودراسات الأخ والصديق جليل إبراهيم العريض رحمه الله في التعليم الجامعي وتدريس العلوم»، مشيداً بما يحتويه الكتاب من دراسات وأبحاث تجسد فكر وجهود وخبرات الدكتور جليل وإسهامه في تطور التعليم الجامعي وتدريس العلوم على الصعيدين المحلي والخارجي. وتابع «كما يسرني أن أنوه بما قدمه من خدمات جليلة لوطنه البحرين، من خلال ما تقلده من مناصب وما أوكل له من مهمات في مجال تخصصه وأبحاثه التي وضعته في مصاف الدارسين، والمفكرين والباحثين المتميزين في مجالات العلوم والتربية، وأكسبته تقدير واحترام المهتمين والهيئات التعليمية والجامعات العربية والأجنبية».
وأضاف «لقد التقيت الدكتور جليل العريض طالباً في الجامعة الأميركية في بيروت متميزاً بالذكاء والطموح والجد والاجتهاد في الدراسة وطلب العلم، إضافة إلى نبل الأخلاق وحسن المعشر الذي قربه من أصدقائه وزملائه، وأكسبه تقدير واحترام مدرسيه في الجامعة».
وأعرب بهذه المناسبة عن الشكر لمؤسس بيت القرآن عبداللطيف بن جاسم كانو، وعلى مبادرته بإصدار هذا الكتاب واستضافة بيت القرآن لحفل تدشينه، منوهاً بما بذله منصور سرحان في جمع وإعداد الكتاب الذي يوثق أبحاث ودراسات الدكتور جليل العلمية وخبراته العملية وما نال من تكريم وطني وعالمي على دراساته وأبحاثه.
كانو: العريض عالم بارز
مؤسس بيت القرآن، عبداللطيف كانو، وهو صاحب فكرة جمع وتوثيق أبحاث صديقه جليل العريض، تحدث في كلمته عن ارتباط العريض بعمل الخير، والعمل الصالح والدؤوب والمتميز.
كانو بدأ كلمته ممازحاً سمو الشيخ محمد بن مبارك بقوله: «لي عتاب عليه لأنه لم يزر بيت القرآن منذ مدة طويلة»، رابطاً ذلك العتاب بكلمة شكرٍ لسموّه على «اهتمامه الشخصي والاستجابة للمشاركة في تدشين كتاب بيت القرآن الجديد، ليؤكد بذلك مكانة الدكتور جليل ويؤكد الارتباط الفعلي بين المسئول الرفيع والمواطن المميز».
وقال: «العريض من بين العلماء البارزين في الوطن العربي، وقدم خدمات جليلة لأبناء وطنه وأمتهم العربية من خلال إصدار كتب منوعة وتقديم العديد من الأوراق البحثية من خلال مشاركاتها المحلية والخارجية في المؤتمرات والندوات».
وأشار إلى أن «بيت القرآن ارتأى أن يُصدر كتاباً جديداً يشمل ويتناول بعض تلك الدراسات والبحوث، ومن أجل تنفيذ هذا وتحويل الفكرة إلى عمل بحثي، طلبت من الأخ منصور سرحان ذلك، لخبرته وكفاءته والتميز في إصدار الكتب الخاصة».
وفي تصريح لـ «الوسط»، عن سبب اختيار العريض تحديداً لتوثيق أبحاثه، أجاب قائلاً: «لأن العريض لا يوجد مثله أحد، جليل شخصية من الشخصيات النادرة، لأنه بدأ بالتعليم وركز فيه، وأنشأ الجامعة، والجامعات العربية تدين له بكفاءته وفطرته، وأهم من ذلك، أنه إنسان وإنسانيته جعلته يحب الجميع، وهو معروف لدى الصغير والكبير، وكان الأمير الراحل صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، يُحبه ويوده وقريب منه، وكذلك رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وهو صديق وعزيز، وكنا أصدقاء منذ أيام المدرسة».
وأشار إلى أن «عمله الدؤوب في كل مكان وضع فيه، وآخر أيامه كان متطلعاً إلى إنجازات أخرى».
سرحان: العريض قضى حياته في الأبحاث والدراسات
بدوره، قال عضو مجلس الشورى ومدير مكتبة عيسى الوطنية، منصور سرحان، إن المرحوم جليل العريض كان شعلة من النشاط، وقضى معظم حياته في الأبحاث والدراسات، مشيراً إلى أنه أثرى المكتبات بدراساته وأبحاثه في العلوم والتربية.
سرحان عمل على جمع وتحرير كتاب «أبحاث ودراسات الدكتور جليل العريض في التعليم الجامعي وتدريس العلوم» بتكليف من مؤسس بيت القرآن عبداللطيف كانو.
وفي كلمته، قال سرحان إن مؤسس بيت القرآن عبداللطيف كانو عرض عليه فكرة توثيق أبحاث ودراسات العريض، وذلك بتاريخ 11 يونيو/ حزيران 2015، أي بعد وفاة العريض بنحو 4 أشهر، وهو أحد أبرز المفكرين والباحثين في مجال العلوم والتربية على المستوى العالمي، بحسب سرحان.
وذكر أن فكرة كانو تنم عن حبه وتقديره لهذه الشخصية، مشيراً إلى أنه عمل على جمع العديد من الأبحاث والدراسات التي قُدمت كأوراق عمل.
وذكر أن محاسن الصدف أن عائلة العريض سلمت المكتبة الوطنية مكتبة العريض، إلى جانب ملف يحتوي على العديد من المقالات والأبحاث والدراسات التي ألفها في فترات مختلفة من حياته، بعضها نشر والبعض الآخر لم ينشر أو نشر في بعض الدوريات.
واعتبر أن هذا الملف «كنز ثمين مكنني من الاطلاع على جهوده في عمل البحوث والدراسات، وكانت المهمة شاقة ومضنية، بسبب وفرة البحوث وشدة تنوعها، وهو الأمر يتطلب اختيار الدراسات التي يحتاجها القارئ والدارس».
وبيّن أنه اختار الدراسات التي تتمثل في مجالين على درجة بالغة من الأهمية، هما التعليم الجامعي وتدريس العلوم، وهي 6 دراسات، 3 منها تتعلق بتطوير الجامعات الخليجية.
وذكر أن العريض عُرف كأحد أبرز علماء التربية في الوطن العربي، وكذلك في الأدب والثقافة، وكلفته العديد من المؤسسات التعليمية لمساعدتها في العمل على تطويرها.
حمزة: العريض مربٍّ فاضل ومتعدد المواهب
من جانبه، وصف رئيس جامعة البحرين، رياض حمزة، المرحوم جليل العريض بأنه «مربٍ فاضل ومتعدد المواهب»، مشيراً إلى أنه «من رواد التعليم الحديث، عاصر التعليم لعقود طويلة، وكان مربياً فاضلاً، ومتعدد المواهب، وله إصدارات عديدة في مجال تطوير المناهج وتعليم العلوم والارتقاء».
حمزة تحدث إلى «الوسط» على هامش تدشين الكتاب، مؤكداً أن «كتابات وإسهامات جليل العريض ستظل مرجعاً للكثير منا في هذا قطاع التربية والتعليم».
وبسؤاله عمّا إذا كانوا سيسترشدون بأبحاث العريض لتطوير الجامعة، قال حمزة: «العريض ليس غريباً عن جامعة البحرين وهو من مؤسسيها، فكان عميد كلية المعلين ونائباً لرئيس الجامعة، ولاشك في أن هذا الكتاب سيزود الكثير من الباحثين ورواد هذه الجامعة، للرجوع للكتاب والاستفادة منه في مجال تطوير العلوم والتربية».
العدد 5253 - الإثنين 23 يناير 2017م الموافق 25 ربيع الثاني 1438هـ
قم للمعلم :- رحمك اللللللله يا استاذ وجزاك الله عن البحرين وأهلها أفضل الجزااااء ... و الشكر الجزيل لمن دعا و عمل و حضر هذا الاحتفال الذي هو تكريما للعلم و العلماااء.
المرحوم الدكتور جليل العريض كان مديرا للمعهد العالي للمعلمين في السبعينات وكان إداريا مخلصا وعلى يديه تخرجت مجموعة من المدرسين والمدرسات ..جزاه الله خير الجزاء ...