انتهت أمس الاثنين (23 يناير/ كانون الثاني 2017) محادثات اليوم الأول في أستانا بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة من دون تحقيق تقدم، في حين أعلن البيت الأبيض في تطور لافت الانفتاح على القيام بعمليات مشتركة مع موسكو ضد المتطرفين في سورية.
وقال مصدر مقرب من الوفد الحكومي لـ «فرانس برس»: «انتهت اجتماعات وفدنا»، كما قال المتحدث باسم الفصائل يحيى العريضي أيضاً إن المحادثات انتهت بالنسبة لليوم الأول.
وأضاف العريضي «لم يعد هناك المزيد من الاجتماعات لهذا اليوم، لكن كلا الجانبين يعملان على القضايا المتعلقة بتعزيز وقف إطلاق النار» الذي تم التوصل اليه في 30 ديسمبر/ كانون الأول.
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر في أول مؤتمر صحافي بعد تولي ترامب منصبه: «إذا كانت هناك إمكانية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مع أي بلد، سواء كانت روسيا أم غيرها، وكانت لنا مصلحة وطنية مشتركة في هذا الأمر، فسنفعل بالطبع ذلك».
وقبل ذلك بقليل، أعلن الجيش الروسي شن ضربات جوية ضد مواقع المتطرفين في سورية بالتنسيق مع الولايات المتحدة لكن وزارة الدفاع الأميركية نفت، مؤكدة أنها «لا تنسق الضربات الجوية مع الجيش الروسي في سورية».
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن قيادة القوة الجوية في سورية تسلمت أمس الأول (الأحد) «من الجانب الأميركي (...) إحداثيات أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بالقرب من الباب في محافظة حلب».
وفي أستانا، أجرى وفد الفصائل محادثات أمس وخصوصاً مع الأتراك، الجهة الراعية لهم، ولكن أيضاً مع الروس حلفاء دمشق، ومع الأمم المتحدة.
وكشف العريضي أن هذه المحادثات كانت «مطولة ومثمرة»، مشيراً إلى نقاشات «معمقة» بشأن «المشاكل السياسية» في سورية مع مبعوث موسكو.
وقرر الوفد المعارض في اللحظة الأخيرة عدم التحدث مباشرة مع وفد الحكومة السورية على رغم أن الجميع جلسوا حول طاولة واحدة مستديرة كبيرة في فندق ريكسوس في أستانا.
وأكد العريضي أن محادثات اليوم ستكون «من خلال وساطة».
وقال: «للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وسفك الدماء، ولكي تنسحب القوات الأجنبية والميليشيات من الأراضي السورية (...) سنفعل كل ما يتطلبه الأمر، ومن الممكن القيام بذلك».
وقد توعدت فصائل المعارضة باستئناف القتال ضد قوات النظام في حال فشل المحادثات في أستانا بين وفدي الطرفين برعاية روسيا وتركيا وإيران.
ويأتي هذا التحذير في مستهل المحادثات الهادفة إلى تثبيت وقف إطلاق النار الهش الساري منذ 30 ديسمبر/ كانون الأول.
وحذر متحدث باسم وفد الفصائل أسامة أبوزيد رداً على أسئلة وكالة «فرانس برس» من أنه «إذا نجحت الطاولة نحن مع الطاولة. لكن إذا لم تنجح للأسف لا يكون لنا خيار غير استمرار القتال».
وقال رئيس وفد الفصائل المعارضة محمد علوش القيادي في «جيش الإسلام»: «أتينا إلى هنا لتثبيت وقف إطلاق النار كمرحلة أولى لهذه العملية. ولن نذهب إلى الخطوات التالية إذا لم يتحقق هذا واقعاً على الأرض».
من جهته، قال عصام الريس من أعضاء الوفد المعارض: «من دون وقف إطلاق النار يكون من الصعب التوصل إلى اتفاق (...) نحن هنا لبحث العملية العسكرية وهذا يعني وقفاً للعنف ولإطلاق النار».
وقال سفير سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، الذي يرأس وفد النظام، إن دمشق تأمل من خلال المحادثات «تثبيت وقف الأعمال القتالية لمدة زمنية محددة يتم خلالها الفصل بين التنظيمات الموقعة والراغبة بالتوجه إلى مصالحة وطنية والاشتراك في العملية السياسية من جهة وبين تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة» الإرهابيين والتنظيمات المرتبطة بهما» بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية.
بدوره، دعا مبعوث الامم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا الذي يقوم بدور وسيط بين الطرفين في أستانا، إلى إنشاء آلية مراقبة وتطبيق لوقف إطلاق النار على الأرض.
وقال: «لم يكن لدينا مثل هذه الآلية في السابق ولهذا السبب فشلنا» في تسوية النزاع، مشيداً بكل مبادرة تهدف إلى «تعزيز الثقة» بين الطرفين.
ولقاءات أستانا التي تجري برعاية روسيا وإيران وتركيا تكرس تغير المعطيات في سورية في الأشهر الماضية بعد فك الارتباط الأميركي تدريجياً وتكثيف التدخل الروسي في البلاد.
العدد 5253 - الإثنين 23 يناير 2017م الموافق 25 ربيع الثاني 1438هـ