وجّه البيت الأبيض في اليوم الثالث للرئيس دونالد ترامب تحذيرات لبكّين بشأن النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي، وهي منطقة استراتيجية في آسيا، وبشأن التجارة.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الأميركية شون سبايسر أن واشنطن ستدافع عن «مصالحها» والمصالح «الدولية» في المياه الدولية لبحر الصين الجنوبي، حيث تسيطر بكين على جزر متنازع عليها.
كما أعلن سبايسر أن الولايات المتحدة منفتحة على فكرة القيام بعمليات عسكرية مشتركة مع روسيا ضد متطرفي «داعش» في سورية.
وقال شون سبايسر في أول مؤتمر صحافي تحت رئاسة دونالد ترامب: «إذا كانت هناك إمكانية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مع أي بلد، سواء كانت روسيا أم غيرها، وكانت لنا مصلحة وطنية مشتركة في ذلك، سنفعل بالطبع ذلك».
لافروف: رؤى ترامب وبوتين تتطابق في العديد من أهداف السياسة الخارجية
واشنطن تنسحب من اتفاقية التبادل الحر عبر «الهادئ»... وتحذر بكين بشأن بحر الصين الجنوبي
واشنطن، موسكو - أ ف ب، رويترز
كما سبق ووعد إبان حملته الانتخابية، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الاثنين (23 يناير/ كانون الثاني 2017)، سلسلة مراسيم أبرزها الانسحاب من اتفاقية التبادل الحر عبر المحيط الهادئ مترجماً بذلك شعاراته إلى أفعال.
ووقع ترامب مذكرة إنهاء مشاركة بلاده في الاتفاقية التي خاضت إدارة سلفه باراك أوباما بشأنها مفاوضات شاقة استمرت سنوات.
والعام 2015، وقعت الاتفاقية التي تعتبر ثقلاً موازناً للنفوذ المتنامي للصين 12 بلداً من آسيا والمحيط الهادي تمثل 40 في المئة من الاقتصاد العالمي، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ.
وكان ترامب وصفها خلال حملته الانتخابية بأنها «رهيبة» ومن شأنها الإضرار بمصالح العمال الأميركيين.
وقال ترامب لصحافيين حضروا التوقيع: «لقد تحدثنا عنها لفترة طويلة» مشيراً إلى أن هذا القرار «أمر جيد بالنسبة للعمال الأميركيين».
وكان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي المدافع بشدة عن الاتفاقية أعلن نهاية العام 2016 أن معاهدة التبادل الحر عبر المحيط الهادئ من دون الولايات المتحدة «لن يكون لها أي معنى».
والبلدان الموقعة على المعاهدة هي أستراليا وبروناي وكندا وشيلي واليابان وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا وبيرو وسنغافورة والولايات المتحدة وفيتنام.
وبعد أول عطلة نهاية أسبوع في البيت الأبيض شهدت تنظيم تظاهرات ضخمة معارضة في واشنطن ومدن أخرى، يريد الرئيس الجمهوري التحرك بسرعة.
وانعكس ذلك في مراسيم أخرى يحد أحدها من تمويل منظمات أجنبية غير حكومية تدعم الإجهاض من الأموال الفيدرالية.
ومن شأن هذا القرار أن يثير قلق الجمعيات الأميركية الناشطة في مجال تنظيم الأسرة والمدافعة عن حقوق المرأة بعد أن عين ترامب في فريقه الحكومي شخصيات معارضة علناً للحق في الإجهاض.
وفرضت مثل هذه القيود للمرة الأولى في عهد الرئيس الجمهوري رونالد ريغان قبل أن يلغيها الديمقراطي بيل كلينتون. بعدها أعادها جورج بوش ثم ألغاها باراك أوباما.
والتزم ترامب بتعيين قاضٍ معارض تماماً للإجهاض في المحكمة العليا آملاً في أن يؤدي ذلك إلى إلغاء القرار المرجعي الذي جعل الإجهاض قانونياً في الولايات المتحدة في 1973.
ووقع ترامب أيضاً مرسوماً يقضي بتجميد توظيف عمال فدراليين.
كما استقبل أمس عدداً من رؤساء كبار الشركات ووعدهم بخفض كبير للضرائب وبإلغاء ما نسبته 75 في المئة من النظم والضوابط.
وقال: «إن ما نفعله هو أننا سنخفض الضرائب بشكل كبير لكل من الطبقة الوسطى وبالنسبة للشركات، وعلى نطاق واسع».
وأضاف «نعتقد أن بإمكاننا إلغاء النظم والضوابط بنسبة 75 في المئة، ربما أكثر من ذلك، ولكن بنسبة 75 في المئة».
إلى ذلك، وجه البيت الأبيض في اليوم الثالث للرئيس دونالد ترامب أمس تحذيرات لبكين بشأن النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي، وهي منطقة استراتيجية في آسيا، وبشأن التجارة.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الأميركية شون سبايسر أن واشنطن ستدافع عن «مصالحها» والمصالح «الدولية» في المياه الدولية لبحر الصين الجنوبي، إذ تسيطر بكين على جزر متنازع عليها.
وفي مجال التبادل التجاري بين القوتين العالميتين، أقر سبايسر بأن الصين «سوق كبيرة للولايات المتحدة»، لكنه حذر من أن التجارة هي «السير في كلا الاتجاهين». من جانب آخر، ثبت مجلس الشيوخ عضوين فقط في إدارة ترامب هما جيمس ماتيس وزيراً للدفاع وجون كيلي وزيراً للأمن الداخلي. لكن يبدو أن الطريق بات ممهداً لرئيس مجلس الإدارة السابق لمجموعة «إكسون موبيل» ريكس تيلرسون لتولي حقيبة الخارجية.
وخلال جلسة الاستماع في 11 يناير الجاري، استنكر تيلرسون العمل العسكري في سورية لكنه لم يصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه مجرم حرب.
وأعلن عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان جون مكين ولينزي غراهام، في بيان أمس الأول (الأحد)، أنهما ينويان التصويت بالموافقة على تعيين تيلرسون على رغم مخاوفهما حيال علاقته ببوتين.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس إن رؤى الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتطابق فيما يتعلق بالعديد من أهداف السياسة الخارجية.
وكان لافروف يتحدث في مؤتمر صحافي مع وزير خارجية المجر بيتر زيجارتو.
العدد 5253 - الإثنين 23 يناير 2017م الموافق 25 ربيع الثاني 1438هـ