المدير الفلتة يعرف كل شيء ويفهم في كل شيء. إذا قام أي موظف لديه بأداء عمل جيد فإنه ينسبه إلى نفسه، وإذا قام هو بعمل سيّئ ينسبه إلى غيره من الموظفين. يعتبر نفسه بعيداً عن ارتكاب الخطأ، بل لا يعرف الخطأ إلى تصرفاته طريقاً. يحس بالغيرة إذا قام أحد غيره بعمل مميّز، وقد يقضي ساهراً في الليل مخاصماً النوم عيونه. لا يهدأ له بال، إلاّ إذا وجد طريقة يثبت فيها، على الأقل إلى نفسه، بأن من قام غيره بعمل مميّز، كانت له هو يد في ذلك. ينسى دوره الإداري طول يوم عمله، ليتصيد الأخطاء، وينتقد الآخرين، ويحاول جهده تحطيم الروح المعنوية فيهم.
إذا بليتم بهذا النوع من المديرين فاستتروا، واطلبوا من الله العلي القدير الرأفة به، وتخليصكم من براثنه؛ فبقاؤه على رأس الإدارة ، تقزيم للموظفين، وقتل للحافز وإضاعة للجهد، ومن الأكيد، حاجز أمام أي تقدم وظيفي.
في الغالب يكون هذا النوع من المديرين قليل الكفاءة ويغطي على ذلك القصور، بالتظاهر بعكس ما هو عليه، من خلال التفرد في اتخاذ القرارات، والبعد عن المناقشات مع الآخرين، حتى لا يكتشف الآخرون حقيقة ضعفه، وحتى لا ينسب قرار لأحد غيره من الموظفين.
يعاني المدير الفلتة أكثر عندما يتواصل مع عملاء الشركة التي يعمل فيها. فمن جهة عليه مسئولية تمثيل الشركة لدى الغير، ومن جهة أخرى يجب أن يكون تمثيله فيما يكون في صالح الشركة. فهو في أكثر الحالات يواجه صعوبات في الالتزام بما يتفق عليه مع عملاء الشركة، وخصوصاً إذا علمنا أنه قد لا يستطيع الوفاء بما يتفق عليه مع العملاء من دون مساعدة العاملين معه. عندها يكون بين أمرين، أحلاهما مُر، الأول قد لا يكون قادراً بمفرده على اتخاذ قرار مساعدة عملائه لعدم معرفته الفنية بما هو مطلوب، والأمر الثاني خشيته من طلب العاملين لديه مساعدته في تنفيذ ما اتفق عليه مع العملاء. فهو قد يعتبر أية مساعدة من موظفيه اعترافاً منه بالضعف، وأنه قد يفقد احترامهم لمعرفتهم بعدم استطاعته تنفيذ بعض المهام بمفرده.
حقاً المدير الفلتة، يعيش حياة مهنية غير مريحة، فقد لا يكون مستعداً للتسليم بحاجته لمساعدة بقية العاملين، وفي المقابل قد يسبب أضراراً وخسائر للشركة التي يعمل فيها، لتردده في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. إن خوفه من طلب المساعدة يحرمه من الاستفادة من جهود من حواليه. إن ادعاء أي مدير معرفته بكل شيء دليل على عدم معرفته بأي شيء. إذا كنت من هذه النوعية من المديرين، فربما لن تكلف نفسك قراءة هذا المقال، ولكن إن تكرمت وقرأته فلك النصائح التالية:
- لا يوجد أي إنسان يعرف كل شيء، وإذا اعتقد أنه يعرف كل شيء، فهو لا يعرف شيء. والله سبحانه وتعالي يقول في محكم كتابه «وما أوتيتم من العلم إلا قليلا».
- إصرارك على الموافقة على كل شيء وتقرير كل أمور العمل، يحرمك أولاً من الحصول على مساعدة من حواليك، وبالتالي من إمكانية مساهمة موظفيك بآراء وأفكار جديدة قد تساعد على تحسين جودة القرار، وبالتالي تحسين بيئة العمل. ثانياً، إذا فشلت في إشراك العاملين من حولك، فإن إمكانية الترقية بالنسبة لك ربما تكون معدومة، حيث أن أية ترقية لك من قبل مسئوليك تتطلب تأهيل البديل، وعدم إشراك الموظفين لن يساعدك على خلق البديل، وقد يحرمك من إمكانية الترقية.
- إن عدم إشراك الموظفين في اتخاذ القرار فيه إجحاف في حقهم في التدريب والتعلم والتطور. من أهم أدوار أي مدير هو تطوير وتدريب الموظفين وتأهيلهم لأدوار جديدة في المستقبل. فكيف يتطورون ويكونوا جاهزين لأخذ مناصب عليا إذا لم يتم تأهيلهم لتلك المناصب؟
ولذلك فإن المدير «الشاطر» الذكي، يجب أن يتذكر على الدوام أهمية التدريب والتطوير له ولمن معه من العاملين، وهذا هو الطريق الصحيح للتطور والترقي. ولعب دور المدير الفلتة يحرم المدير من تطوير مهاراته ومهارات من حوله.
إقرأ أيضا لـ "صالح حسين"العدد 5252 - الأحد 22 يناير 2017م الموافق 24 ربيع الثاني 1438هـ
الله يعينا كأنك تتكلم عن مديرنا - نبي نصائح كيفية التعامل معاه
احسنت ابو إياد
هالمدير بعد الفلته بعد لما يوظف مدراء تحته ما يوظف الا مدراء كانهم عبيد وشرطة يلشطون الموظفين اله تحتهم! نحاسه!
هالمدير طبيعته يسوي مشاكل بين الموظفين وبعدين يجي يسوي روحه الحلال بينهم! كانه واحد يحط ادياج في قفص ويتضحك عليهم وبعدين يشيلهم عن بعض ويسوي روحه الحكيم!هو اله يتسبب ابهالمشاكل اصلا!
هالمدير الفلته فيه مرض نفسي وتكبر! من يختلف وياه احد يتهمة بالجنون ونص مكينة والكل يقول عنك مجنون! يتهم الناس بالداء اله فيه على قولتهم رمتني بدائها وانسلت! هو فيه الجنون وهو يغلط ويرمي غيره بالجريمة اله هو يسويها!
احسنت استاذ صالح,نشرت المقال الرائع هذا في قروباتي في الواتس اب! هذا هالمدير كله يبي يطلع فيها وقليل ادب! يجيب الموظف في المكتب ويقول ليه انا زين مني اموظفنك ولحم اجتوفك هذا من جهدي!ويبي الموظف يبوس ايده!
اي والله عالجرح....
كلام جميل اتمنى ان يقرئه الاخ المدير كانت مصلحته هي فوق كل شيء حرمان من التدريب والتاجيل بحجج واهية، وعند طلب الاجازة يبدء التحقيق معاك وين رايح ومن وهل كيف الى اخره يحسسك ان الاجازة اللي راح تاخذها ليست من حقوقك. عندما تطالبه بالتطوير واعطائه الافكار ينسبها لنفسه والمشكله ان المدراء الكبارية اللي عندنا من هذه الشاكلة. واحد منهم سئلني سؤال وعطيته الاجابة بعد شهر جاني يقول ليش تخش!! الاخ راح مقدم معلومة بس ماعرف يكمل الموضوع لان الفكرة اللي عطيته اياها جديدة ويبي لهاتفكير والاخ يبي يبوق افكار !!
احسنت استاذ صالح حسين, هذا المقال رائع واعجبتني النسخة الاولى منه ايضا والان هذة النسخة الرائعة ايضا وسانشره ان شاء الله في قروباتي! شكرا جزيلا
هذا هو حال مديرنا ......الجديد فهو فلتة بما تعنيه الكلمة من معنى وينطبق عليه كل ما ذكرته أخي العزيز
المشكلة اشلون صار مدير