في كل مكان، كانوا يضفون على اليوم نفسا شبابيا أسبغ على الأجواء حميمية احتفالية كبيرة، يوزعون المياه والعصائر على الجمهور، والبطاقات التعريفية بالمترشحين، راسمين على الدوام بسمة متحمسة سعيدة باليوم ومتأملة خيرا في غد أفضل. إنهم شباب البحرين الواعد، الذين شاركوا في الحملات الانتخابية وتنظيم الانتخابات النيابية يوم الخميس الماضي. لقد برهن الشباب على قدرتهم على العطاء، وغيروا صورة سلبية مأخوذة عنهم منذ زمن بعيد. ويبدو ان الفضل يعود إلى الانتخابات النيابية التي أشعلت فيهم حماس العمل والوطنية وحب الوطن والسعي من أجل دعم المشروع الإصلاحي وجعل كل الفعاليات مفيدة وإيجابية.
واجب وطني
لطيفة جبر سند ذات الـ 23 ربيعا ترى ان المشاركة الوطنية واجب وطني والصوت الانتخابي يلقي على عاتق صاحبه مسئولية كبيرة تجاه نفسه وأهله ووطنه. ومن خلال خبرتها في تنظيم الانتخابات قالت: إن الاقبال على الانتخابات النيابية أكثر بكثير من الانتخابات البلدية واستفتاء الميثاق. وللشباب حضور كبير يشهد له الجميع.
الكل وليس الجزء
وفي الدائرة الثالثة أو «الدائرة الحديد» بمحافظة المحرق شارك الأطفال والشباب في الحملة الانتخابية للمترشحة أنيسة فخرو مرتدين قمصانا عليها صورة المترشحة ووقفوا تحت أشعة الشمس يوزعون صور المترشحة ويدعون الناس إلى التصويت. بعضهم كان ينتقل كالفراش بين الجموع القادمة للتصويت، يوزع المياه وعلب العصير، في تظاهرة تطوعية فريدة من نوعها. وعن تلك المشاركة قالت أنيسة فخرو: «الشباب والأطفال جزء لا يتجزأ من المجتمع، والاهتمام به وبأفكاره واجب علينا لنؤهلهم لحمل الأمانة من بعدنا. وكون الشباب أو الأطفال من دون السن القانونية للانتخاب فهذا لا يعني بالضرورة انهم سذّج أو سطحيو التفكير، بل أثبت الشباب خلال الفترة المنصرمة مدى تفاعلهم ووعيهم ورغبتهم الحقيقية في ان يفهموا مجريات الأمور، وباعتراف دولي فإن الشعب البحريني أثبت نضجه ووعيه بشكل كبير وملفت للنظر. وفيما يتعلق بالمترشحين فقد جاءوا من تلقاء أنفسهم، ولم يجبرهم أحد على ذلك بشكل أو بآخر. إن لشبابنا قدرة رائعة على العطاء ولا يمكن تسييسهم بسهولة لما هم عليه من وعي وإدراك. وهذه بداية طيبة لمجتمع البحرين القادم».
ندى جاسم وهناء سالم (26 سنة) عبرتا عن إحساس بالفرح والحماس بالتطورات السياسية على أرض الوطن. وأكدتا انه مادام للشباب طاقة وقدرة على الخلق والإبداع، فإنهم سيشاركون في التصويت انطلاقا من ان المشاركة السياسية واجب وطني.
نون النسوة تنافس جمع المذكر السالم
وأشار وكيل مترشح الدائرة الثالثة بالمحافظة الشمالية حسين الشويخ إلى ان مشاركة الفتيات أكبر من مشاركة الشباب في الإعداد للانتخابات والحملات الانتخابية وكذلك التصويت، وأرجع ذلك إلى ان الشباب يتعاملون مع المقاطعة من جانب عاطفي وحماسي، بينما أثبتت الفتاة البحرينية نضجا ووعيا وقدرة على تكوين رأي سياسي خاص بها يصب في مصلحة الوطن والمواطن.
وأردف مترشح الدائرة الثالثة بالمحافظة الشمالية خليفة خلفان ان شباب البحرين جيل واعد وأكثر حظا ووعيا من الجيل السابق، فإذا كان آباؤهم يعيشون بين كتب العقاد والسير، فإن هذا الجيل يصل بطموحه إلى الفضاء، ويتصل بالعالم وهو جالس في مكانه، عبر الإنترنت ووسائل الاتصال المتعددة، متسلح بالعلوم المتقدمة. ويرى خلفان ان أكثر ما يميز هذا الجيل هو النضج المبكر والرؤيا المتعمقة والمشاركة الفعالة في كل ما يطرأ على ساحة الوطن من حوادث وأمور، وتلك ميزة تجعل جيل الآباء فخورين بجيل قادم متحمل للمسئولية
العدد 52 - الأحد 27 أكتوبر 2002م الموافق 20 شعبان 1423هـ