العدد 52 - الأحد 27 أكتوبر 2002م الموافق 20 شعبان 1423هـ

جامعة «جوسيو» تستعد لحلة جديدة

طبع فيض حيوية الستينات جامعة جوسيو التي تستقبل 40 ألف طالب وآلاف الموظفين في قلب باريس. لكنها أُنهكت اليوم، لهذا كلف المعماري جان نوفل بإعادة تسليط الضوء على وظيفتها، لا سيما عبر تحويل مبانيها القائمة وتكييفها مع محيطها المديني.

تمتد على ساحة هائلة كمتاه لغياب اشارات التوجيه وتشكل بين مبانيها مجاري هوائية عنيفة. لانها مبانٍ رفعت على اوتاد، وبينت واجهات تميزت بالكمود بزوايا وأبواب كما للحصون. جوسيو، هي حرم جامعي معزول يعيش على هامش المدينة على رغم تواجده في قلب باريس، فلا شجرة ولا خضار انما معادن. لمحو اللون الرمادي السائد ولقطع الصلة مع هذا العالم الاسمنتي، كلف وزير التربية الوطنية جاك لانغ، المعماري جان نوفل باعداد ترسيمة موجهة لتنسيق اعمال التجديد وانسنة هذا الحرم الجامعي وتشريعه على الاحياء المحيطة به.

يعود تصميم هذا المبنى الى الستينات من القرن الماضي، من قبل المعماري ادوار البير، تلبية لطلب اندريه مالرو، لتشييد جامعة كبيرة متعددة المواد. واستقبلت المباني جامعتي باريس 6 و7 (للآداب والعلوم البحتة والعلوم الانسانية). لعبت هذه الجامعة دورا كبيرا، فأحداث مايو/آيار 68 الطلابية عاشها الاساتذة ويذكرون دوما اعلاما مثل: لاكان وفوكو ودولوز وبارت... كما مازال طيف ماركس وفرويد في الافق. على رغم طابعها المتقشف كانت مبانيها «شهادة معمارية حقيقية» كما تقول المهندسة ايزابيل غليويك من مكتب جان نوفل، لقد صمم الموقع بذكاء، من مادة غير عادية لكنه لم يكمل ولم تبين قيمته.

يرتكز عمل جان نوفل في حرم جوسيو على بعث الحركة في المباني القائمة وعلى كشف الطاقة غير المستغلة بدل التهديم لكل شيء. ولهذا سيعمل على معالجة هذه المساحة المكشوفة على المجاري الهوائية. فكر المعماري بوضع حواجز على شكل شاشات واقية وبزرع اشجار عند حدود ساحة الشرف حول البرج المركزي المشرف على الحرم. حدد التصميم بشكل «حاجز شبكي» حول اثني عشر ملعبا، تسعة منها ستحفر لانشاء باحات مساحتها 1500م2، لاستعادة الضوء الطبيعي لقاعات التدريس وللمستودعات التي تقع على مستوى الساحة والتي لا نوافذ لها. ستغرس نباتات فيها بحيث تصل قمتها الى مستوى الحاجز الشبكي. كما سيوضع في الساحة ابنية خفيفة لمكتبات وصالات رياضية ومقاهٍ وواجهات علمية.

لاعطاء بعض الانسجام للموقع، سيعمل على اكمال تصميم المعماري البير الاصلي بوضع حواجز اضافية قد تستعمل كمساكن طلابية ومكتبة كبيرة او صالة رياضية كبيرة

العدد 52 - الأحد 27 أكتوبر 2002م الموافق 20 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً