«نحن نخاطب الجميع بلغة انسانية، تنطلق من الدوافع الانسانية المشتركة لا ان تغرق في تجمهرات العاطفة والانفعال».

انه لجميل ان يخاطبك احدهم بلغة انسانية، وهذا ما شدني وانا اقرأ كلمة العدد لنشرة «حوارية» وهي مطبوعة جامعية يصدرها مجموعة من الطلبة ما دفع بالاعتقاد لدى القارئ ان هناك قلما وفكرا جادا كل الجدية لخلق أفق جديد. وعلى رغم تواضع العدد الاول من نشرة «حوارية»، الا انه حمل هما كبيرا يتعلق بموضوع الثقة بين القارئ والكاتب. النشرة التي أطلت علينا في السادس والعشرين من شهر مايو/ أيار من العام الجاري كانت متواضعة، فرئيس تحريرها يعلن في الافتتاحية «لا شك ان الكثير من النشرات قد صدرت باسماء مختلفة وتوجهات متباينة الا ان النشرة التي بين يديك الآن عزيزي القارئ لم تنس ما صدر وما يصدر لاحقا من مختلف الفئات والتوجهات، ولم ترض ان يكون خطابها منسوخا ومكررا بغرض ملء اوراق بكتابات من هنا وهناك وبقلم هذا وذاك بغرض خلق وعي يفتقد للآلية البانية للوعي المبلور». وينم ذلك عن توجهات جادة ومشكورة لتغيير واقع ثقافي آخر يبني المجتمع ويأخذ بيد المواطن نحو العزة والرفعة، لكنه يفتقد الآلية لذلك، وبالتالي ارادت نشرة «حوارية» ان يكون لها توجه ليس بمكرر يستتبع الاطروحة المستهلكة من قبل المصدرين للوعي غير المعروف». ومثلما اراد رئيس تحرير «حوارية» ألا يكون خطابها مكررا، فقد استطاع ان يأتي الينا بما هو جديد على الساحة الاعلامية على المستوى الطلابي. ومع اني لم اطلع الا على نشرة طلابية واحدة حملت عنوان «آفاق جامعية» الا اني اتذكر انها كانت تتحدث بلغة لا ترتقي بالوعي الطلابي، والسبب انها تنزل الى مستوى الطالب ولا تتركه يرتقي ليصل اليها، وهذا لا يخلق وعيا وفكرا، وانما يهبط بما تبقى من رصيد الوعي الطلابي، من خلال الانحدار بمستوى الطلبة الى درجات اقل من الوعي المطلوب لمواجهة مشكلات المجتمع وهمومه.

لكن «حوارية» التي اطلعت على تصور لها ضمت اهدافا تصب في خدمة الطلبة يسعى اعضاء النشرة لنشرها والتمهيد لها. اهمها تكريس الحس الثقافي - الاخلاقي لدى الطالب، وتوجيه الانتقاد لكل من الطالب والمعلم والمنهج وكذلك الجامعة بنمط يبتعد عن الهجومية والتسقيط، واثراء وتفعيل اية وسيلة متاحة لتنمية الثقافة المسئولة لدى الطالب. واخيرا تفعيل دعم القضية الفلسطينية.

النشرة تتضمن في طاقم عملها: هيئة التحرير، اسرة التحرير، لجنة اعلامية ولجنة مالية.

مها المسجن