لن أتحدث هنا عن تأخرنا كمجتمعات عربية عما يحصل الآن من تقدم علمي وتكنولوجي وصناعي، وحتى اقتصادي واجتماعي فذلك من المسلمات، فنحن في ذيل قائمة الابتكارات العلمية والإنتاجات الفكرية، متربعين في أعلى قائمة التخلف والجهل والأمية، وكل ذلك ما هو إلا تحصيل حاصل للواقع المعاش.
شكليا، نحن نعيش في القرن الواحد والعشرين بكل منجزاته العلمية والتقنية، فمؤسساتنا الخاصة والعامة تستخدم أحدث الأجهزة، وتتبع العلوم الحديثة في الإدارة، والبعض منا لديه الامكانات المادية ليمتلك أحدث المنتجات الإلكترونية، والسيارات الفارهة، وربما يتماشى أغلبنا مع آخر صيحات الموضة في الملبس، ويستخدم أغلى العطور.
المباني الشاهقة في مدننا قد تتفوق في جمالها على أجمل المباني في العواصم الأوروبية، ما يوحي بتطور يشمل جميع مناحي الحياة، ولكن كل ذلك يظل صورة خادعة للواقع.
بالطبع لا ضير في أن نحاكي العالم المتمدن في مظاهره، وليس عيبا أن يستخدم الميسورون منا إمكاناتهم المادية في رفاهيتهم، ويعيشون كما الأباطرة في روما القديمة، دون أن يوسخوا أحذيتهم وهم يمرون بالأحياء والقرى الفقيرة... ذلك شأنهم.
ولكن الحقيقة المُرة هي أن كل ما نشاهده من دلائل الرقي والتمدن والتحضر، ليس إلا خدعة وهمية صدقناها لبعض الوقت.
ما يمكن الإقرار به أننا مجتمعات هشة، يمكن لأي طارئ أن يعكس الصورة التي ظلت تراودنا لفترة ما، فما هي إلا سنوات قليلة حتى ظهر الواقع بكل قسوته، ليحدد من كان يقف مع تطور المجتمع بشكل حقيقي، ومن كان يروج للشكليات وأصباغ المكياج الملونة.
أكثر ما يؤلم في هذه الصورة السريالية، ما يمكن كشفه من تشرذم وانقسام في مجتمعاتنا على أسس تبدو في ظاهرها أيضا أنها مبنية على أسس تاريخية، ومع ذلك تجتر الحاضر كالبعير في مسيرته الطويلة حين لا يجد ما يقتات عليه، ففي واقعنا الهش هذا تتضارب المصالح والحقوق، والخطأ والصواب، والتقدم والتخلف، والحقيقة والرياء في مشهد واحد يؤكد أن ما نعيشه اليوم ما هو إلا نتيجة فتنة أطلقها أصحاب المصلحة وتبناها المخدوعون، وألبسها الدهاة لباس الشرعية، فليس من البراءة افتراض أن ما يجري الآن من تقسيم للناس على خلفياتهم المذهبية، واعتبار أن المذهب أو الطائفة إما أن تكون جريمة بحد ذاتها أو أن تكون صك براءة، مجرد اجتهاد فقهي يجازي من أخطأ فيه على أجر، ومن أصاب فيه على أجرين.
للدخول إلى بوابة القرن الواحد والعشرين، هنالك مدخل أهم من التقنيات العلمية والمباني الناطحة للسحاب، وكيفية إدارة الشركات والمؤسسات، وجلب الاستثمارات المحلية والأجنبية، إنها بوابة التصالح مع الذات والآخر، والتسامح والمحبة والعدل، والتي من المؤكد أنها ستفتح أبوابا لكل ما سبق، والأهم أنها ستفتح الأبواب مشرعة للمستقبل المشرق الذي نحب أن يعيشه أبناؤنا، ليكونوا من جيل القرن الواحد والعشرين.
إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"العدد 5251 - السبت 21 يناير 2017م الموافق 23 ربيع الثاني 1438هـ
لدخول بوابة القرن 21 اعتقد انه لابد من تفعيل المواطنة المتساوية فهي تفتح باب التصالح مع الذات والأخر والمحبة والعدل وهذا حله ليس بيد الناس فقط بيد ....الحكومة ثم الناس ارجعوا لرشدكم وعاملوا الشعب على أساس المواطنة واذا استمر التمييز سننتهي ....
الصلح مع االذات حتى لا تتعب واتعب غيرك واماالتفرقه والعنصريه من وساوس الشيطان
لاحظ الدول التي تحترم نفسها وتحترم شعوبها تكرّس جزء ضخم من دخلها على الدراسات العليا والأبحاث والتجارب بينما نحن دولنا تركّز ثرواتها على السلاح والحروب والفتن فكيف تتوقع من أمّة هذا حالها ان تتقدم او تهرب من ذيل القائمة
وين يا أستاذ جميل الحين احنا نأكل لوحدنا واهم يأكلون لوحدهم هم مجموعات ونحن مجموعات احنا لدينا قروب خاص على الوتس اب وهم لديهم قروب خاص بهم على القروب تفرقنا وصعب إلقاء