العدد 5251 - السبت 21 يناير 2017م الموافق 23 ربيع الثاني 1438هـ

الحكومة السورية والفصائل المعارضة حول طاولة واحدة في أستانا غداً

المئات من عناصر «داعش» يولون الدبر من «عاصمة الخلافة»

وفد شيشاني يترأسه نائب رئيس البلاد في زيارة لمدينة حلب (الجمعة)   - EPA
وفد شيشاني يترأسه نائب رئيس البلاد في زيارة لمدينة حلب (الجمعة) - EPA

يجلس ممثلون للحكومة السورية والفصائل المعارضة، غداً الإثنين (23 يناير/ كانون الثاني 2017)، حول طاولة واحدة في عاصمة كازاخستان لإجراء مباحثات مباشرة هي الأولى بين الطرفين منذ بدء النزاع الدامي قبل نحو ست سنوات.

وتختلف هذه المباحثات عن سابقاتها إذ تجري للمرة الأولى برعاية تركيا، الداعمة للمعارضة، وإيران وروسيا، أبرز حلفاء دمشق.

وتبدو مباحثات أستانا عسكرية أكثر منها سياسية إذ تهدف أساساً إلى تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في البلاد بحضور وفد سياسي يمثل الحكومة السورية وآخر يمثل المعارضة المسلحة فيما يقتصر دور المعارضة السياسية على تقديم الاستشارة.

ويبدو التباين حيال رؤية الطرفين لمضمون المحادثات واضحاً، إذ أعلن الرئيس السوري بشار الأسد يوم الخميس الماضي أنها ستركز على وقف إطلاق النار من أجل «السماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات في سورية، ما يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة». أما الفصائل فتؤكد أن النقاش سيقتصر حصراً على تثبيت وقف إطلاق النار.

وأعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا، الذي سيرأس وفد الأمم المتحدة إلى أستانا، عن أمله في أن تشكل المباحثات أساساً لحل سياسي يُستأنف بحثه في مفاوضات جنيف التي يأمل بعقدها في الثامن من فبراير/ شباط.

وترسل دمشق إلى أستانا وفداً سياسياً برئاسة مندوبها لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري.

وتشارك الفصائل عبر وفد عسكري يرأسه محمد علوش، القيادي في جيش الإسلام، وهو فصيل يتمتع بنفوذ قرب دمشق. ويعاونه فريق تقني يضم مستشارين سياسيين وقانونيين من الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة في المعارضة السورية.

أما حركة أحرار الشام، الأكثر نفوذاً بين الفصائل المعارضة والمدعومة من تركيا، فأعلنت عدم مشاركتها لأسباب عدة بينها «عدم تحقق وقف إطلاق النار» واستمرار القصف الروسي. إلا أنها أكدت دعمها للفصائل التي ستحضر إذا توصلت إلى «نتائج طيبة».

وتأتي المباحثات في وقت بات الجيش السوري في موقع قوة على الأرض وخصوصاً بعدما تمكن الشهر الماضي من السيطرة على كامل مدينة حلب.

ويشكل مؤتمر أستانا مرآة للتقارب بين روسيا وأنقرة بعد سنوات من الخلاف تجاه الأزمة السورية وأزمة دبلوماسية ناتجة عن إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية في سورية.

وطالما كان الخلاف على مصير الأسد العنصر الأبرز، إلا أن تركيا بدت مؤخراً أكثر ليونة في موقفها من الأسد بعد إصرارها على مدى سنوات على ضرورة تخليه عن السلطة.

وستشارك كل من فرنسا وبريطانيا في المؤتمر على مستوى السفراء، وفق مصدر دبلوماسي أوروبي. كما سيُمثل الاتحاد الأوروبي بوفد رسمي.

من جانبه، قال القائم بأعمال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إن السفير الأميركي لدى كازاخستان جورج كرول سيمثل واشنطن في المحادثات. وتبذل موسكو وطهران مع أنقرة جهوداً حثيثة لإنجاح المحادثات.

ميدانياً، أفادت مصادر محلية في مدينة الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في سورية بأن المئات من قيادات وعناصر التنظيم غادروا مدينة الرقة منذ مطلع العام الجاري.

وقال سكان محليون في مدينة الرقة لوكالة الأنباء الألمانية أمس، إن المئات من قيادات وعناصر التنظيم غادروا منذ مطلع العام الجاري باتجاه محافظة دير الزور، وأن أغلب العناصر التي غادرت مدينة الرقة، التي اتخذها التنظيم عاصمة لـ «الخلافة»، هم من المهاجرين (المقاتلين العرب والأجانب) وأن عناصر قيادات التنظيم غادرت العشرات من المنازل في أحياء الفردوس والثكنة وحارة الحرامية.

إلى ذلك، نقلت وكالة الإعلام عن وزارة الدفاع الروسية أن ست طائرات حربية روسية نفذت ضربات جوية على أهداف لتنظيم «داعش» في محافظة دير الزور السورية أمس.

وأضافت الوزارة أن الطائرات انطلقت من أراضٍ روسية وعادت بعد الضربات.

من جانبه، أعلن الجيش التركي، أمس، مقتل 46 إرهابياً من تنظيم «داعش» وإصابة 16 آخرين شمالي سورية في إطار عملية «درع الفرات».

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت في بيان أمس الأول (الجمعة) أن أكثر من مئة من مقاتلي تنظيم القاعدة في سورية قتلوا في ضربة جوية على «معسكر للتدريب» في محافظة إدلب.

العدد 5251 - السبت 21 يناير 2017م الموافق 23 ربيع الثاني 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:21 م

      حلبي ،،

      أردوغان سابقا قال سيطرد بشار من سوريا وينتصر وسيصلي في المسجد الأموي ، الآن بشار انتصر واعترف بالهزيمه (أردوغان ) وسيصلي في الجامع الأموي الكبير لكن بحضور فخامة الرئيس بشار الأسد .

اقرأ ايضاً