ما يحدث في بلادنا يثبت مرةً بعد أخرى، أننا بحاجةٍ إلى التفاهم وليس التنافر، والانفتاح وليس الانغلاق، ونشر ثقافة التآخي واحترام حقوق المواطنة وليس تأجيج الأحقاد ومشاعر الكراهية.
الله خلقنا مختلفين، وعلينا أن نتعايش مع هذه الحقيقة الربانية، ونحترم الاختلاف والتنوع الثقافي والفكري والسياسي، وليس هناك من يطالب الآخرين بالذوبان فيه أو الانصياع لكل ما يريد، ولو طلب حُكمٌ أو حزبٌ أو شخصٌ مثل ذلك، لما استجاب له أحد. فعلينا أن نتمسك بمبدأ قبول الآخر، والتعايش معه كشريكٍ حقيقي في الوطن، كمخرج لما نحن فيه من أزمةٍ وتردٍ واحتقانات.
اليوم، لم تعد هناك حدودٌ للدول، والحدود التي ألِفناها طوال نصف قرن، بدأت بالانهيار، المادي والمعنوي، والدول التي كانت تعد على مواطنيها أنفاسهم، انتهت إلى ما نراه الآن في العراق وسورية، وليبيا ومصر، واليمن وتونس. ولا يمكن لأحد أن يدّعي أنها في منأى عن كل هذه التحولات، فهذا هو زمن العولمة بمعناها السياسي والاقتصادي والثقافي، وحتى الفني والرياضي.
حتى لو تركنا نظرية المؤامرة جانباً، فإن التقنية وما تطرحه من منتجات باتت تتحكم في حياتنا. فاسأل نفسك: كم تقضي من ساعات على موقع «تويتر» و»فيسبوك» و»انستغرام» لتكتب للآخرين أو تقرأ لهم؟ وكم ساعةً تمضيها في قراءة رسائل «الواتس أب» كل أسبوع؟
اليوم، لم يعد ممكناً أن تتحكّم في الإعلام، بعدما فقدت الدولة آلية التحكم في منتجٍ صغيرٍ غزا الأسواق مثل شلال المطر: «الهاتف النقال». من كان يتخيّل أن الهاتف النقال الذي كان «برستيجاً» لمن كان يمتلكه قبل خمسة عشر عاماً، سيتحوّل إلى لعبةٍ بأيدي أطفالنا اليوم؟ ومن كان يتخيّل أن هذه الأجهزة الصغيرة التي لا يزيد عمرها عن عشرة أعوام، ستكون منافساً شرساً لمؤسسة عريقة كالصحافة عمرها أكثر من أربعمئة عام؟ وهل تخيّل أحد أن هذه الصناعة ستكون مهدّدةً بالزوال بسبب هذه «الألواح الذكية»؟
في السبعينات، أيام المدرسة الثانوية، كنا نأخذ أفلام الكاميرا إلى المنامة، حيث لم تكن توجد استوديوهات بأغلب المناطق، ويستغرق تحميضها وتظهيرها أسبوعاً كاملاً، أما اليوم فكل طفل يملك عدسة في هاتفه، يصوّر بها ما يشاء، ويرسله لمن يشاء، حتى بات الناس يستعرضون داخل بيوتهم في أكبر معرض عالمي مفتوح للصور. من هنا لم يعد ممكناً ولا عملياً ولا عصرياً، أن تحجب خبراً أو تمنع صورةً في هذا الزمان، فكيف بصحيفة رسمية ملتزمة بحذافير القانون؟
الصحافة اليوم تنتقل بسرعة من السطح الورقي إلى السطح المكتبي، ولن يطول بالنسخة الورقية العمر لأكثر من بضع سنين. وهي بالمناسبة لا تنشر إلا أقل من 30 في المئة من محتوياتها على الورق، أما الـ70 في المئة الباقية فتأخذ طريقها لنقرات الأصابع على الأجهزة الذكية، فكيف بالله عليكم يمكن أن تمنع الأخبار والمعلومات أو تحجر على الآراء في هذا الزمان؟
لابد أن نفهم العصر الذي نعيشه، حيث لم يعد مجدياً أن تمنع صحيفةً ورقية، أو تحجب موقعها الالكتروني، لأنها نشرت مقالاً لا يعجبك، أو خبراً بصيغةٍ تختلف عن زاوية رؤيتك. علماً بأن المنع والحجب إنّما يزيدان من ثقة الرأي العام، محلياً وعالمياً، بالمنتَج الممنوع، ويتخذه العالم دليلاً على استقلاليته وموضوعيته، ونزاهته ومهنيته.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 5249 - الخميس 19 يناير 2017م الموافق 21 ربيع الثاني 1438هـ
نبض
الوسط نبض الشعب
كلام جميل
اللهم احفظ البحرين من كل شر و وفق قيادتنا
وتبقى الوسط حبيبة الكل لاغنى عنها ابدا هي الصحيفة الاكثر متابعة من الجمهور
تأذن في خرابه سيد و لا راح يستوعبون شي المشكلة هناك من لازال يفكر بعقلية الماضي الوضع الآن مختلف جدا و لا يمكن إخفاء الحقيقة ..
هم الآن يحاولون إخاطة أفواهنا لغلقها بالكامل وتكبيل ايدينا حتى لا نتمكن من الكتابة، فيا ترى أي عقليّة هذه التي تحاول
طمس الحقيقة في زمن اصبح العالم مكشوفا ولا يمكن اخفاء دبيب النملة على الأرض؟
العالم كله يتخذ المنع دليل على استقلالية والموضوعية والنزاهة والصدق.
كم مرة راح يستوعبون الدرس؟
بعضهم لليوم يعيش عقلية ما قبل وجود الفونان الذكية... يكذب الصور و المقاطع الفيديو اللي "تفضح افعالهم الحقبية"..
6 سنوات ولم نتعلم ولم نفهم الدرس يا ترى كم سنة نحتاج لكي وكم ... وكم ... وكم مهجّر وكم مطارد وكم اسرة قطعت أرزاقها وكم يلزمنا حتى نفهم الدرس جيدا ان هذا الطريق ليس هو الطريق السليم في التعامل مع الشعوب؟
السير في الطريق الخاطئ وأسوأ منه الاصرار على مواصلة السير: حين يرى الانسان ان طريقه الذي يسلكه انه الطريق غير سويّ ثم يصرّ على المواصلة فهنا تكون الكارثة .
كل شي ممنوع مرغوب قالوها الطيبين
فأرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلين.
الصافات ٩٨
بعض النماذج من هالبشر تستغرب شلون عندهم عقول يفكرون بها مع إنك تحاول تقنعه بأن التعايش مع الآخر وحب الخير له هُو مصلحة له نفسه أيضا وانتصار للجميع، شلون تبي تستحوذ على كل شيء والآخر يسكت عنك؟
سلمت يداك سيد ""الإغلاق مايفيد اصلا ""مردودها عكسي تماما ""
كلمة حق اراد بها .... حقا
يسلم دينك أستاذ قاسم
كلام من ذهب لأنه بعض الناس يظن أنه يحاربك بفعل ما ولكن بفضل من اللة تصبح محاربته دعاية ممتازة لك