خَسارة كبيرة تُمثل ضربة موجعة لفريق العمل الاجتماعي في نادي باربار الثقافي والرياضي، بالرحيل المفاجئ لأبرز كوادره في العمل الاجتماعي، فجر الجمعة 13 يناير/ كانون الثاني2017 العضو السابق في مجلس إدارة نادي باربار، والرئيس الأسبق للجنة الاجتماعية في النادي، والناشط الاجتماعي المعروف بحيويته والتزامه المسئول في مساهماته في الأنشطة الاجتماعية، (الفقيد محمد مهدي عياد) الذي يعده رفاقه شخصية نادرة، وعنصراً حيوياً في منظومة العمل الإداري، وقيادة العمل التنظيمي في إنجاز خطط العمل التنفيذي للمشاريع الاجتماعية والخدمية والتنموية والبيئية التي يتبناها نادي باربار، ويُعد من أهم العناصر المفعمة بالنشاط والحيوية، ويتميز بالأخلاق العالية، والالتزام المسئول في إنجاز المهام، وتولي المسئوليات التنفيذية في الخطط والأنشطة الميدانية.
مكارم الأخلاق المميزة التي يصفه بها من عرفوه وخبروا علاقاته، وفي هذا السياق يتحدث عن صفاته صديق الطفولة محمد أحمد العليوات ويصف قيمته الأخلاقية بالقول «زاملت (أبوعلي) منذ الصغر، كنا نتعلم القرآن مع بعض، ورافقني في الدراسة في مدرسة أبوصيبع، كان شخصا ذكيا ومؤدبا وخلوقا، ويسأل عن الأهل والأصدقاء في كل وقت، ولا يكره أحدا على الإطلاق». ويصفه جاره الشاب ماجد حسن شبر الوداعي بأنه «إنسان عالي الأخلاق والقيم الإنسانية ويتميز بصفات نادرة»، إذ يقول: «عرفت فيه طيبة قلبه وبأنه إنسان لا يعرف كلمة المستحيل، وإذا كنت تعيش حالة الإحباط يصنع فيك الأمل، كما يتميز بحرصه الشديد في التواصل، وبناء علاقات متينة مع الجيران بشكل خاص وكافة أفراد المجتمع في قريته باربار بشكل عام، ومسألة الوحدة الاجتماعية هَم وثقافة متأصلة في ذاته، ويحرص على المساهمة في وحدة المكون الاجتماعي في باربار». وقال عنه القائد في جوالة نادي المالكية مهدي علي حبيب في رسالة موجهة إلى كوادر الجوالة في صباح يوم رحيله: «إنه إنسان على خلق عظيم، كان يخص الجوالة بجل احترامه، إنه الرجل الوحيد الذي يخص الجوالة بالسلام في مشاركاتنا مع نادي باربار، ويحبهم ويستبشر بوجودهم ويبتسم في وجوههم»، ويصف طِباعه الرئيس الأسبق لمجلس إدارة نادي باربار محمد رضا الناصر في كلمات بسيطة، بيد أنها تحمل في جوهرها دلالات بعيدة المعاني، إذ يشير إلى أن «أهم ما يميز الفقيد الأخلاق والإخلاص في العمل والمبادرة والمثابرة في تحقيق الإنجاز».
الراحل يتميز بسجل حافل في تاريخ مسيرة حياته وبمبادراته ومساهماته المتميزة في النشاط الاجتماعي والثقافي والخيري، إذ عُرف عنه منذ أيام شبابه المبكر في سبعينات القرن الماضي بمساهماته في الأنشطة التطوعية، بما كان يعرف (بالفزعة) في بناء بعض منازل القرية، وساهم بشكل فاعل مع رفاق دربه في الحراك الاجتماعي المطالب ببناء مدرسة في باربار، كما عمل ضمن مجموعة العمل الخيري والأنشطة الاجتماعية لشباب فريق الكوكب الرياضي، الذي استمر نشاطه حتى صيف العام 1976، وكان يضم في صفوفه خيرة شباب باربار، وتبنى مبادرات اجتماعية مهمة عَادت بالنفعِ على المجتمع المحلي في باربار، وكان للفقيد مساهماته الفعلية في هذا الحراك الشبابي، وكان لتلك المواقف والمشاركات أثرها الإيجابي في بناء قدراته في تنظيم وقيادة العمل الاجتماعي، كما ترك ذلك أثره الإيجابي في مسيرة نشاطه الطلابي، عندما كان يدرس في مدينة خاركوف بأوكرانيا، وكان يصفه الطلبة العرب (بالعمدة) لما كان يتميز به من علاقات ومبادرات متميزة في الحراك الطلابي العربي، ولمسنا ذلك أثناء زيارتنا مدينة خاركوف في ثمانينيات القرن الماضي، ويصف ذلك الموقف خريج معهد كييف للتكنولوجيا المهندس وحيد زينل في التعزية التي سجلها على مجموعة التواصل الاجتماعي لجمعية المتحدثين باللغة الروسية إذ قال: «الله يرحم بوعلي. فعلاً خبر مفجع! كان زميل وصديق ورفيق الدراسة فى خاركوف/ أوكرانيا. وكان يتصف بطيب ومكارم اﻷخلاق عند الجميع من الطلبة العرب والأجانب».
المسئولية الاجتماعية قيمة روحية وإنسانية متأصلة في بنائه الفكري، وتُمثل مؤشرا في مواقفه ونشاطه الاجتماعي، ذلك ما خبرناه في مسيرة الأنشطة الاجتماعية والثقافية والخدمية والبيئية التي نظمها نادي باربار، إذ تَصدر بحكم تخصصه المهني إدارة الأنشطة الخدمية والبيئية، وتميز بمتابعته تنفيذ مشاريع تعبيد الطرق، وبناء شبكة الصرف الصحي في باربار، والاهتمام بتطوير الساحل، وفي سياق حضور الرئيس الأسبق للمجلس البلدي في المحافظة الشمالية يوسف البوري مجلس العزاء المقام على روح الفقيد، تذكر مواقفه وحرصه وإلحاحه ومتابعاته المستمرة لإنجاز المشاريع الخدمية في باربار، وتلك المواقف يشير إليها الكثير من أهالي باربار، إذ كان في مقدمة المبادرين في تنظيم حملات التنظيف في المواقع المهمة في باربار، وخصوصا الأنشطة التي نظمها النادي بالتعاون مع المؤسسات الأهلية لإزالة الأنقاض والمخلفات، وتأهيل الشريط الساحلي في القرية.
الكوادر المسئولة في التزاماتها والمجردة من الأنا وحب الذات، صارت من النوادر في أنشطة التطوع المدني في عصرنا الحديث، والفقيد يَشهد له نشاطه وممارساته وأقوال رفاقه في العمل المدني، بأنه من الكوادر النادرة في نشاطها وفعلها التي تتميز بنكران للذات، ويتفق الجميع بأن هذا النوع من الكوادر تُمثل القوة التي يمكن الاعتماد عليها في بناء وتنفيذ المشاريع الوطنية، ونجزم بالارتكاز على خبراتنا في العمل المدني البيئي إنها تمثل معادلة مهمة ومطلبا إستراتيجيا في منظومة الإبداع والإنتاج والإنجاز، في مقومات إنجاز خريطة الطريق الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، وفقدانها يخل بمنظومة عمل تلك المعادلة، ذلك ما أدركه ولمسه فريق العمل الاجتماعي والثقافي في نادي باربار، الذي يحضر لبناء وتنفيذ مشروع تنموي متداخل الأهداف والمحاور الاجتماعية والثقافية والبيئية ويمثل «أبوعلي» عنصراً رئيساً في منظومة العمل الإداري لذلك المشروع، وان رحيله المفاجئ يشكل خسارة استراتيجية للمشروع التنموي الطموح لفريق العمل الاجتماعي والثقافي في نادي باربار.
يبقى نقول ان الفقيد إنسان متسامح ويتجاوز أخطاء وهفوات الآخرين وإساءات البعض، وقال لنا في سياق جلساتنا قبل رحيله بأيام قليلة، علينا تقييم أخطاء الغير بوعي وواقعية وتجاوزها بحكمة لمصلحة العمل، وعلى رغم ما يتميز به من حكمة وأخلاق، إلا أنه لا يسمح بتجاوز الخطوط الحمر التي يحرص التأكيد عليها في سياق حديثه، والمتمثلة في والديه ورفاق دربه الذين يعتبرهم مدرسته التي تربى في كنفها، ونهل من معارفها الفكرية، وتعلم فيها أسس العلاقة الإنسانية ومبادئ وقيم الأخلاق، وذلك ما عرفنا عنه طوال مسيرة علاقتنا التاريخية بشخصه في محطات حياتية مختلفة في العمل الاجتماعي.
رحمك الله يا «أبا علي» الصديق الصدوق، إنك خالد في ذاكرتنا وذاكرة رفاق دربك ومحبيك ومخلداً في أفعالك النزيهة ومكارم أخلاقك.
إقرأ أيضا لـ "شبر إبراهيم الوداعي"العدد 5249 - الخميس 19 يناير 2017م الموافق 21 ربيع الثاني 1438هـ
غفر الله له ورحمه واسكنه فسيح جنانه ان لله وانا اليه ﻻراجعون
انه خالد بأخلاقه وروحه المجتمعية وله تأثير قوي لدى الشباب بأخلاقه الرفيعه وابتسامته العريضه
ولم نرى منه الا الاحسان للغير دون النظر لعرقه
رحمك الله يارفيق
رحمك الله يا ابو علي فلقد كنت بالفعل ذات خلق عظيم ولا ننسى سلامك وترحيبك الحار لنا في زياراتك وتواصلك معنا في الحسينيات
للفقيد الغالي الرحمة والرضوان والفسيح من الجنان ولأهله وذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. الفاتحة لروحه الطاهرة.
أبو شروق
له الرحمه والغفران أبو علي
رحم الله الفقيد الكلمات لا تفي بقدره
بارك الله فيك دكتور شبر
رحمك الله يا ابا علي
إنا لله وإنا إليه راجعون
شكرا د. شبر الوداعي على هذه النبذة الطيبة عن فقيدنا الغالي.
رحمك الله بوعلي. تستاهل أكثر من هذه الكلمات الرائعة. فقد كنت عند حسن ظن الجميع ....
رحمك الله يا أبا علي. أنت مثال للرجل المخلص و المتفاني في عمله و علاقاته. أنت قدوه نقتدي بها في كل شيئ. كل شيئ جميل فيك لا سيما قلبك المتسامح.
شكرا للدكتور سيد شبر الوداعي بالتعبير والقراءة عن الصديق والنسيب والجار العزيز الحاجي محمد مهدي عياد الله يرحمه ويجعل الجنة مثواه الفقيد له ذكريات لأ تنسى لدى الجميع حيث كان متميز بطبع خاص ببتسامته وحركاته الطيفه التي تعبر مدى حبه للجميع وكأنما يحسب نفسه أحد من مجموع الأسرة الواحدة للسأله للكل بلا استثناء تحياتي لمحبيه وذويه أخوكم محمد أحمد العليوات ابوابراهيم وشكرا
مقالة موفقة دكتور شبر
رحم الله الفقيد
وسام
رحمة الله الواسعة الى أبونا وأخينا وصديقنا وكل الكلمات لا تعطي المرحوم حقه ولكن هي مشيئة الله ولا إعتراض على حكمه.