أيدٍ تمتد بالهواء لتصوغ شكلاً أو رسالة لا تتمكن من النطق بما تحمله كلماتها، أفواه تتسع دون أن يصل مداها لمسامعها. لا يبدو هذا المشهد غريباً بالنسبة لـ «نور» الفتاة العشرينية التي ولدت دون نعمتي السمع والنطق اللتين استعادتهما بعد نضال طويل كلل نجاحه القدر.
ولدت نور ربيع، محرومة من نعمتي السمع والنطق واكتشفت أسرتها ذلك بعد القيام بإجراء الفحوصات التي اتسمت بالطول والانهاك، وتم اثرها تأكيد اصابتها بضعف سمع عميق حتم عليها ارتداء السماعات في عمر 7 أشهر؛ فكانت أصغر طفلة في مركز تنمية السمع والنطق التابع للجمعية البحرينية لتنمية الطفولة، إذ كان عمرها آنذاك 9 اشهر، لكن رغم كثافة الدروس وعناية أسرتها الكبيرة لم يسجل أي تطور على حالتها.
على طريق التعلم
عندما بلغت «نور» سن الرابعة دمجت مع الأطفال الأسوياء في روضة المشاعل، ثم روضة النوراء و»سارت الأمور حينها بسلاسة بسبب احتضان الإدارة والمعلمات».
ولدى بلوغها سن السادسة لم يكن أمام الأسرة سوى خيارين؛ إما الحاق «نور» بمركز شيخان للتخاطب الشامل أو احدى المدارس الحكومية. طرقت والدتها «جليلة سيدعلوي» أبواب الجهتين وأخذت في اعتبارها أمورا متعلقة بصفوف الطلبة، وطريقة شرح الدروس وتقييمها، وبحثت مطولاً حول مستقبل خريجي المركز فوجدت طلبته يستخدمون لغة الاشارة التي تعد الأساس في التعليم، وأن المراحل التعليمية بالمركز لا تتعدى الاعدادية فقط، ثم يمكن للطالب اكمال دراسته الجامعية في معهد البحرين ضمن تخصصات عملية محدودة، ولم يكن ذلك ما تحلم به والدتها وتتمناه لابنتها، فقررت إلحاق «نور» في مدرسة حكومية رغم صعوبة القرار.
لم توافق بالبدء إدارة مدرسة غرناطة الابتدائية للبنات في جزيرة سترة على قبول «نور»؛ لثقل المسئولية باعتبارها غير قادرة على تقديم التعليم لمن في مثل حالتها، وهو الأمر غير المعتاد والمألوف في المدارس الحكومية، اذ لم يكن هناك قرار أو سياسة معتمدة تمكنها من دمج نور، لكنها برغم ذلك التحقت بهذه المدرسة في منطقة سكنها بسترة، بناء على اصرار الأسرة ووعودها بتحمل التبعات.
ولم يكن سهلاً دخول «نور» إلى بيئة لا أحد فيها يتقن اللغة التي تعيها، تقول نور: «فأنا جادة حين أقول أنه كان قراراً صعباً، فمعاناتي لم تكن سهلة عند دخولي مجتمعا كبيرا من الطالبات اللاتي يستخدمن اللغة الطبيعية في كل شيء، ولم يكن أي فرد فيها حتى إدارتها ومعلماتها يملكون أي معلومة حول الإعاقة السمعية بتاتاً، وإن لم يمنع ذلك احتضانهم لي وسعيهم لدمجي وتكيفي في البيئة المدرسية».
وكان لتوظيف والدة «نور» كمرشدة اجتماعية في هذه المدرسة، وتواصلها المستمر مع الجهات المعنية بالوزارة، وتعاون المعلمات وحرصهن على نجاح ابنتها واتقانها، «الدور الكبير في تأسيسي في المرحلة الابتدائية، ولن أقول أنها كانت سلسة وانسيابية، بل منهكة وشاقة، ولكن حجم المحبة لي والايمان بقدراتي كان شديداً عارماً».
أنهت «نور» المرحلة الابتدائية وهي بالكاد تتقن بعض الكفايات الأساسية التي لم يخل نيلها من ضغوط ومصاعب، إلا أن المرحلة الاعدادية كانت الأكثر صعوبة وانهاكا بالنسبة له. أما المرحلة الثانوية فوصفتها «نور» بالفضلى التي جعلتها تدرك حجم المسئولية التي تقع على عاتقها، وأحاطتها بدعم كبير من قبل صديقات المدرسة اللاتي استمرت علاقتها بهن متينة لحد اليوم.
وتلقت «نور» بعثة جامعية من قبل وزارة التربية والتعليم أتاحت لها الالتحاق بأي جامعة وفقاً للتخصص الذي ترغب، وبالفعل التحقت بالجامعة التطبيقية، وهي حالياً طالبة إدارة أعمال في عامها الدراسي الثالث، وموظفة بشركة نفط البحرين «بابكو»، تتلقى دعماً يدفعها لبذل قصارى جهدها والابداع في عملها.
خطى...
خطت «نور» أولى خطواتها نحو النطق والسمع في عام، والذي أحدث فرقاً كبيرًا في حياتها بمساندة مساعي والدتها في الحصول على علاج يتمثل في عملية زراعة القوقعة الالكترونية باهظة الثمن، إلا أن كلفة العملية الباهظة لم تكن العائق الوحيد أمامها، إذ إن والد «نور» والأقارب رفضوا رفضاً قاطعاً إجراءها العملية؛ بذريعة وجوب الصبر والقناعة بما كتبه الله، وعدم المجازفة وتعريض «نور» لمشاكل أكبر؛ بسبب صعوبة العملية التي تستلزم فتح الرأس وما شابه.
كل تلك العوائق لم تمنع الوالدة من الاصرار على علاج «نور»، فبناء على اقتراح مُلح وتشجيع من زميلاتها بالمدرسة، قامت الأم بنشر رسائل في الصحافة المحلية تطلب فيها علاج ابنتها، كما قامت بارسائل تلك الرسائل لكل جهة تتوقع منها تقديم الدعم، وتواصلت مع مختصة ومعنية بالتنسيق لمثل هذه العمليات بجمهورية مصر، والتي حددت كلفة العملية والجهاز الإلكتروني «القوقعة» بـ 15000 دينار.
تقول «نور»: «حين بدأت أمي كانت وحيدة تكتب وتجهز وتنسخ الأوراق ثم تعدها في ملفات، وتخرج كل يوم بعد الدوام لتوزيعها على الشركات والبنوك والمصانع، ولم يخل ذلك من مواقف مؤلمة لم تمنعها أو تبطئ من برنامجها اليومي، إلا حين علِم والدي وبقية أهلي بذلك بعدما بدأ ينتشر إعلان طلب الدعم بين الناس، ورفض ذلك بشكل مطلق فهو أمر صعب عليه أن يستجدي الأموال من الناس لعلاج ابنته والتي تحمل اسمه واسم عائلته».
تعاطف اجتماعي
قصتي ليست قصة «نور» فحسب بل هي حكاية وطن وقصة الأصالة والتكاتف التي تجلت في مواقف وحكايا عدة منها حكايتي أنا، التي أجدها تجلي الاعجاز الآلهي في شخص طفلة صغيرة في أسرة بسيطة في وطني البحرين.
تكاتفت جهود أفراد وجهات مختلفة لتقديم الدعم المتاح لعلاج «نور»، من بينهم معلمات في مدرسة غرناطة الابتدائية للبنات، وبعض زملاء والدتها من موظفي وزارة العمل، وأفراد قاموا بالمشاركة في حملة جمع التبرعات إلى جانب جمعية سترة الخيري، الذي لعب دوراً مؤثراً في مخاطبة الصناديق الخيرية لمزيد من الدعم المالي.
وتوالت المواقف التي تعكس أصالة المجتمع البحريني ومدى تضامنه مع قضية «نور» بشكل أثار شخصيات عدة، منها زهرة الزيرة التي تواصلت مع الأم لتقديم دعمها المعنوي والمادي، وساهمت كذلك الطالبة الجامعية المتخرجة حديثاً في الأردن من تخصص الاعاقة السمعية الهام منصور بشدة في الحملة، وتضاعف دعمها أكثر حين توظفت بشكل فعلي بهذا المجال بمستشفى السلمانية الطبي.
كما وصلت إلى منزل «نور» أطقم ذهب لبيعها والاستفادة من مبلغها للعملية، وجمعت بمنزلها حصالات لأطفال تبرعوا بها من أجل العملية.
ولم يقتصر الدعم على الجانب المادي بل امتد ليشمل الجانب الاعلامي، إذ سرد بعض الكتّاب قصة «نور» في صحفهم اليومية.
كللت هذه المساعي بموافقة الشركة المختصة بالعلاج، على سفر «نور» للعلاج، وذلك بدفع نصف المبلغ المطلوب وهو 8.500 دينار، وكان الرصيد الذي تم جمعه بالبنك لا يتجاوز 4000 دينار، والتي جمعت في قرابة 4 أشهر، ما عنى أن فترة جمع المبلغ المتبقي قد تستغرق 4 أشهر أخرى. تقول «نور»: «حينها سأكون بلغت الثامنة من عمري وقد يمنعني ذلك من إجراء العملية».
تقول «نور»: هكذا كانت مقالات الكاتب الصحافي: «الأم التي يقلقها اقتراب موعد ميلاد ابنتها»، وهو ذاته الصحافي الذي اتصل بأمي يسألها عن المتبقي من المبلغ فأخبرته أننا بحاجة لـ 4000 دينار والباقي يفرجها الله، تنهدت أمي حين أغلق الصحافي الهاتف يطلب منها انتظار اتصاله الذي لم يتأخر إلا لحظات كانت طويلة على والدتي، صعقت أمي وسمع الصحافي بكاء أمي فرحة حين بشرها بأن أحد الوجهاء توفي من فترة بسيطة، وأبناؤه الأربعة يسعون للبحث عن صدقة جارية لروح والدهم، وعليه سيدفع كل ابن منهم ألف دينار لعلاج الطفلة».
رحلة العلاج
قامت والدة «نور» بإتمام اجرءات الحجز والسفر، وتعاون الطبيب المختص أحمد جمال، لتسريع اجراء أشعة الرنين المغناطيسي وتجهيز التقارير اللازمة والملف المتكامل لـ»نور»، وأخيها المصاب بذات الإعاقة.
ومن المفارقات أنه حتى في طريق «نور» ووالدتها للمطار، وردت اتصالات تقدم مزيداً من التبرعات استلمتها الأسرة لإكمال المبلغ قبل السفر. تقول «نور»: «في مصر لم تتوقف الرحمات الآلهية بل تجلت بسخاء أذهلت أسرتي لدرجة أن أمي هوت ساجدة على الأرض».
في أغسطس/ آب 2004، جهزت الأم ابنتها «نور» وحممتها بهدوء، ووضعت المطهر في شعرها وفقاً لتعليمات الطبيب، تقول «نور»: «أحسست بها تلمس شعري وكأنها تودعه علمت أنه سيتم حلق شعري للعملية، وطال وجودها معي بلا كلمات بل بكثير من المشاعر».
اصطحبت «نور» للمستشفى وبدأ مفعول المخدر يسري في جسدها، تقول «نور»: «أذكر هذه اللحظات جيداً حتى غبت عن الوعي، واستيقظت بكل ما تحويه الدنيا من آلام، لم أتمكن من رؤية أحد فالدوار كان شديداً واستمر تقيوئي للدم وبكائي وكان الطبيب بجانبي هادئاً مبتسماً من نجاح العملية التي استمرت 5 ساعات، إذ تطلبت العملية وجود المهندس المختص بالبرمجة الالكترونية للجهاز المزروع في رأسي».
كانت «نور» بحاجة ليد الأم التي أزعجتها كثرة الاتصالات في هذا الوقت تحديداً، فاعتقدت في البدء أنهم أهلها في الوطن الذين أتعبهم انتظار خبر عمليتها ويريدون الاطمئنان عليها، وكان هذا حال أبيها أيضاً الذي استمرت المكالمات تنهال عليه حتى قامت والدتها بالرد، و»كانت المفاجأة، عرفها المحبون قبلنا، فقد كانت بالخط العريض على الصفحات الأولى للصحف «ملك البحرين يتكرم بتحمل تكاليف علاج الطفلين «أحمد» و»نور الهدى» ما جعل سجود أمي يطول مع دموع الامتنان للرحمن».
وبقيت «نور» تتلقى جرعات المضاد الحيوي بشكل يومي، إذ إن نظام العلاج في مصر مختلف، فلا يقيم المريض في المستشفى، بل عليه العودة والحضور اليومي لتلقي الأدوية والمضاد في الوريد الذي كان مثبتاً في يدي «نور» بشكل يثير انزعاجها وألمها، وخاصة مع قلق الأطباء من ارتفاع حرارتها ورفض جسمها للجهاز الجديد المزروع.
الجهود الجبارة التي قدمتها قلوب كبيرة وأنفس معطاءة جعلت الأم تهمس للأرض والسماء، وتمتن لكل الأيادي التي ساهمت في غرس بذرة «نور» ورعايتها، بشكل استدعى مباركة العناية الآلهية لتثمر بعودة السمع والنطق لها.
عودة النعم
بعد عودة نور للبحرين وتخطي المرحلة الأولى، بدأت المرحلة الحاسمة والمهمة وهي لحظات تسلل السمع لأذنها، إذ ذهبت للاجتماع مع «المهندس» الذي سيقوم بالبرمجة وتشغيل الجهاز المزروع برأسها، فأخبرها المهندس بحركات الإشارة انها ستشعر بشيء مختلف، وطلب منها رفع يدها إن سمعت صوتاً، وبمجرد أن ضغط المهندس على أحد أزرار الجهاز حتى انهالت دموعها دون توقف لم تعرف سببه، رغم أن والدها كان سعيداً وحاول تهدئتها، أما أمها فكانت هي الأخرى تبكي معها «كلتانا استمر بكاؤنا حتى بكى جميع الموجودين... استمروا ينادون اسمي، نور... نور... وبسبب كثرة بكائي طلب المهندس التوقف حتى أهدأ».
خرجت «نور» ووالدها يمسك بيدها وأمها باليد الأخرى كما لو كانت طفلة تتعلم المشي للتو، وهما يشيران إلى السيارة وصوت بوقها وأصوات مختلفة من حولها وأكثر ما سمعته آنذاك كان اسمها بصوت أمها وأبيها.
تلك لم تكن نهاية حكاية «نور» بل بدايتها، إذ حتم على أسرتها اصطحابها لدروس التخاطب والسمع. تقول «نور»: «قد وفت زهرة الزيرة بوعدها واستقبلتها في مركزها، واهتم بها الاخصائيون هناك «حتى أن إحدى الاخصائيات كانت تعلمني الأصوات وهي تبكي وتقول أنا أمام معجزة متمثلة في طفلة». لم تجعل «نور» الاعاقة التي ولدت معها مانعاً من الانطلاق بطموحاتها والسعي نحو عيش كل يوم بكل ما يحتويه من جمال وسعادة، منمية مواهبها الفنية المتجسدة في الرسم والتصميم، مؤمنة بأن الله قد حباها الكثير من النعم، وأن رحمة الله التي رافقتها في طفولتها ستبقى في كل مراحل حياتها. و»هذا ما أتمنى أن يشعر به جميع ذوي الاحتياجات الخاصة أن يبحثوا عن قدراتهم الكامنة وقوتهم الخفية، ولا يركزوا فقط على الضعف والنقص فيهم، وإلا فلا يلوموا الآخرين إن نظروا نظرة قاصرة لهم، فهم أولى بأن يؤمنوا بما أودعه الله فيهم».
العدد 5249 - الخميس 19 يناير 2017م الموافق 21 ربيع الثاني 1438هـ
فيصل علوي خالهم .... الشكر و الحمدلله و البركة في امهم الطيبة الحنونة و ابوهم ابو احمد رجل و نعم الرجل الله يوفقهم و يعمر بيتهم
الحمد لله وبارك الله لمن ساهم فلى علاجها والله يحرسها ويمن عليها بالخير والبركات ةالفهم والعلم
على خطى الخير مسعاكِ وبارك الله جهود والدتك أختنا العزيزة وجهود والدك ابن الخال العزيز، وأتمنى لك عمراً مديداً ممتداً بالعطاء الزاخر
أحمد الحداد
زراعة القوقعة في سن متأخرة بداية لمرحلة صعبة من تعلم الكلام و الاصوات و النطق..هذا لمن يسأل عن الصعوبات التي واجهتها نور في المرحلة الاعدادية و الثانوية...تحية كبيرة للأم و الأسرة و كل التوفيق لنور
الله يبارك فيها ويبلغ والديها ما تتمنى سرد القصة غير واضح وايضاً الإشارة الى بعض الجهات سواء بالتبرع او المساعدة نور اجرت العملية في عمر السادسة الا ان اجراء العملية في مثل حالة نور ليست النهاية بل هو طريق طويل من التدريب والتعلم والإخفاقات طوبى لهده الاسرة التي احتضنتها
الله يبلغنا فيها يارب
كل الشكر للوسط
ولكاتبة المقال
وفقكم الله
سعيد
الله يوفقها وماذا عن أخيها؟
تم عمل زراعه قوقعة لاخيها احمد في سن أصغر من نور وهو الان انسان طبيعي جدا يتحدث بطلاقه ويسمع جيدا ووصل الى الصف الثاني الاعدادي
سرد القصة مو واضح
في البداية يفهم القاريء ان نور وصلت للمرحلة الثانوية وهي صماء،، ثم يذكر انها اجرت العملية قبل الثامنة من عمرها؟؟ اي صعوبات شديدة مرت بها وهي في الاعدادي اذا العملية نجحت واصبحت انسانة طبيعية؟؟؟
صح مو مفهومة الحين متى بدت تسمع يوم صغيرة لو واصلت دراسة وهي ما تسمع وبعدين نجحت العملية
قصه بطلتها الام التي لم تيأس و لم تهن و لم تعجز و تخطت الصعاب لترى ابنتها تعيش حياه طبيعيه !! الرجاء الابتعاد عن زواج الاقارب ففيه الكثير من المشاكل
نور الله يوفقج عمري ويبارك لج في الوالدة
لله درها هذه الأم التي تستحق التكريم على كفاحها وعطائها من أحل عائلتها.
قصة موءثرة تصورتها هبة الحياة
عكس واحد يقتل إنسان
مفارقه
الله يحفظها ويخليها لأهلها
قصة نور مثيرة ومؤثرة جدا ففيها العزم والإصرار لتحقيق المراد وفيها تجلت قدرة الخالق والرحمة والإحسان في قلوب الخيرين .. أبكاني وأنا أقرأ قصة نور تبرع الأطفال بحصالاتهم .. حفظ الله الجميع من كل مكروه وأدام الله عيلنا نعمة الإخاء والتراحم والمودة .