في جزيرة سترة، كانت الشكاوى الأهلية تتحدث عن انتشار عشوائي ومخالف لـ «فرشات» بيع الخضراوات والفواكه والمواد الغذائية.
الساعة تشير لـ 12 ظهراً، تنتقل «الوسط» للموقع، فتعاين عن كثب. فرشات تنتشر على الشارع المعروف بشارع رقم (6)، وأخرى بالقرب من سوق سترة المركزي، وفيها باعة من البحرينيين والآسيويين، وسؤالهم «إذا تمت إزالة فرشاتنا من هنا، فأين البديل؟».
الأبرز بين المتحدثين، كانت حالة المواطن البحريني فيصل البستاني. شاب بعمر 34 عاماً من دون أن يتمم نصف دينه، يستريح خلف «ثلاجات» أسماكه، ليعود كل مساء محملاً بـ «بضعة دنانير»، على حد تعبيره.
يقول بلسان قلق: «هذا مصدر دخلي الوحيد، ولدينا ترخيص للبيع، ونحن هنا منذ 7 سنوات ولا مشاكل تذكر كما قد يدعي البعض»، مضيفاً «برنامجي كل يوم، الخروج والساعة تشير إلى 3:30 صباحاً، ولا أعود للمنزل قبل الساعة 6 مساءً. أعود «متسودن» وبمبلغ بالكاد يصل إلى 10 دنانير»، وأردف بلكنته السترواية «إذا شالونا من هني، بقعد في البيت. مفي شغلة ولا مشغلة».
وعلى خلاف ما فعلته بلدية الجنوبية مؤخراً مع الباعة الجائلين من البحرينيين في مدينة عيسى، كانت أمانة العاصمة ممثلةً في عضوها عبدالواحد النكال، تتحدث عن رؤيتها في التعاطي مع ظاهرة الفرشات المتزايدة، على مستوى البحرين.
يقول النكال لـ «الوسط»: «القانون يخول البلدية بإزالة الفرشات المخالفة مباشرة، وهو ما نطبقه بالفعل باستمرار في العاصمة المنامة وغيرها من المناطق وذلك بالتعاون مع وزارة الداخلية، لكن ما يحصل هو عودة الفرشات نظراً للأعداد غير الكافية من المفتشين التابعين لأمانة العاصمة، مقارنة بأعداد الباعة الجائلين».
وتعليقاً على شكاوى أهلية من أضرار محتملة قادمة من الفرشات نتيجة لغياب الاشتراطات والرقابة الصحية على المواد الغذائية، قال النكال: «يمارس العمل في بعض هذه الفرشات آسيويون بوصفهم يعملون لدى أصحابها من البحرينيين، وفي سبيل علاج تفشي هذه الظاهرة وجهنا بالفعل إخطار إزالة لعدد من الفرشات والتي طلب أصحابها من البحرينيين منحهم مهلة لترتيب أوضاعهم، وهو ما وافقنا عليه في ظل قناعتنا بضرورة توفير البديل ما بعد الإزالة»، مؤكداً المسئولية المشتركة حيال هذه الظاهرة وتشمل إلى الجانب البلدي والأمني، وزارة الصحة في ظل وجود مواد غذائية تشمل الزيوت وأصناف أخرى تتطلب التفتيش والرقابة.
العدد 5248 - الأربعاء 18 يناير 2017م الموافق 20 ربيع الثاني 1438هـ