لا أحد ينكر بأن شركة نفط البحرين (بابكو) كانت من الشركات والجهات الحكومية التي أولت التدريب عناية خاصة، ومازالت حتى يومنا هذا. ما يمكننا الوقوف عليه هنا أن أول مجموعة من الطلبة التي أنهت تدريبها وتعليمها في المملكة المتحدة، بلغت 20 طالباً، وكان ذلك في مطلع ستينيات القرن الماضي. كانت بابكو مركز إشعاع وتعليم تولى تعليم حتى أولئك الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالتعليم النظامي وقتها.

وفي هذا الشأن، ذكرت صحيفة «النجمة الأسبوعية» في عددها الخامس والثلاثين بتاريخ 19 سبتمبر/أيلول 1962، أن الأسبوع الماضي (12 سبتمبر 1962)، شهد تطوراً هائلاً في برنامج بابكو لتدريب البحرينيين من موظفيها، عندما أعلنت نجاح 20 طالباً في المرحلة الخامسة من مجموع 24 طالباً، كانوا يتلقون تدريبهم في المرحلة المذكورة، لنيل شهادة الثقافة العامة من جامعة لندن بالمستوى الاعتيادي، وذلك لتأهيلهم للالتحاق بكليات المملكة المتحدة.

وتوضح الصحيفة الأسبوعية اختلاف تعليم المرشحين لهذه البعثة، فمنهم من تخرج من المدرسة الثانوية، ومنهم من أكمل مدرسة الصناعة، ومنهم من تلقى دراسته الابتدائية في المدارس الحكومية، بالإضافة إلى التدريب الذي تلقوه في «بابكو» في المراحل المقررة للتدريب بقسم الدراسات الصناعية.

وحصلت مجموعة أخرى تتكون من أحد عشر متدرباً فنياً يمتازون بكفاءات فنية على شهادة إتمام الدراسة الثانوية من المدرسة الثانوية في تشاير، والمدرسة الفنية في لانكشاير، وكان ضمن هؤلاء خمسة حصلوا على درجة امتياز، وخمسة آخرون نالوا الشهادة الفخرية.

وبعد كلمة ألقاها نائب الرئيس والمدير العام للشركة شميت، قال أحد الطلبة الذين أنهوا المرحلة الخامسة، جواد جعفر منديل، بالنيابة عن طلبة المرحلة الخامسة: «أود أن أشكر المدرسين جميعهم، وأخص بالذكر ماكنايت على كل ما قاموا به من أجلنا، ولولاهم لما أنجزنا وقمنا به على خير منوال.

وأشارت الصحيفة الأسبوعية إلى أن هناك ثلاثة مشاريع منفصلة للتدريب في قسم الدراسات الصناعية وهي: مقررات للمراحل التدريبية: مرحلة ثانية وثالثة ورابعة. فصول تدريبية مدتها أربع سنوات. فصول إعدادية لتأهيل الموظفين للتخصص والالتحاق بالتدريبات المهنية أو الفنية في الخارج.

وسيتكون الفصل الإعدادي الثاني الذي سيحل محل المرحلة الخامسة من سبعة عشر موظفاً، شاملاً المتدربين الفنيين الأحد عشر، الذين حصوا على شهادة إتمام الدراسة الثانوية من تشاير ولانكشاير، بالإضافة إلى المتدربين السابقين، والموظفين الذين يظهرون استعداداً للتدريب في الخارج. وهذا الفصل سيتلقى مقرراً تدريبياً يؤهل المتدرب للحصول على شهادة الثقافة العامة من المستوى الاعتيادي.

واختتمت «النجمة الأسبوعية» خبرها بالإشارة إلى أن المتدربين ويبلغ عددهم 20 متدرباً، الذين نجحوا في شهادة الثقافة العامة سيغادرون البحرين إلى لندن في مجموعتين، كل مجموعة تضم عشرة متدربين في يومي 23 و 24 سبتمبر 1962.

وفي السياق نفسه، سيصبح مجموع المتدربين الذين انتدبتهم الشركة إلى المملكة المتحدة للتدريب، 92 موظفاً وذلك بعد أن يلتحق بهم عشرون موظفاً في الأسبوع المقبل (26 سبتمبر 1962).

هذا، وقد أكمل حتى الآن 60 موظفاً بحرينياً تدريباً كاملاً في المملكة المتحدة منذ العام 1957.

وصرح مراقب دائرة التدريب ديف مولوني، بأنها مفخرة من وجهة نظر الشركة أن يظل 90 في المئة من الذين درّبتهم مواصلين العمل فيها.

وفي غضون السنوات الماضية تلقى 288 موظفاً بحرينياً مقررات تدريبية في مراكز التدريب في الشركة. وهناك 376 آخرون يتلقون التدريب المهني نفسه، أو على العمل.

ومن المؤمل أن تصرف الشركة سنوياً ما يقارب من 5 ملايين روبية على مشاريع التدريب، وقد شجعها على ذلك نجاح الموظفين الحاصلين على شهادة الثقافة العامة.

فخرو أول مهندس بترول بحريني

وكانت صحيفة «النجمة الأسبوعية» في عددها الخامس والثلاثين قد أكدت التحاق حسن عبدالله فخرو بشركة بابكو، وهو أول بحريني أكمل مقرراً جامعياً في هندسة البترول من جامعة برمنجهام في إنجلترا حيث واصل دراسته لمدة 4 سنوات.

من جانبه صرّح فخرو للمجلة بالقول، لقد تمنيت أن أصبح مهندساً منذ صغري، وهندسة البترول كانت الاختيار المناسب تجاه ميلي ورغبتي.

وقد تلقى فخرو تعليمه الابتدائي في البحرين، ثم التحق لمدة 4 سنوات بالقسم الإعدادي بالجامعة الأميركية في بيروت، ثم تابع الدراسة لمدة سنتين أخريين في كلية فنية بأكسفورد في بريطانيا للحصول على شهادة الثقافة العامة.

إعلان توظيف

أعلنت مديرية التربية والتعليم أنه يرجى من خريجي المدرسة الثانوية كافة، من القسم التوجيهي أو السنة الرابعة عام، أو تجاري، ممن يرغبون في الالتحاق بسلك التعليم لهذا العام (1962 – 1963) أن يحضروا إلى المديرية ويملأوا الاستمارة الخاصة بطلب التوظيف، وذلك في مدة لا تتجاوز الـ 20 من شهر سبتمبر 1962، ما بين الساعة التاسعة صباحاً والواحدة بعد الظهر.