لا تخلو حياة أيّ واحد منّا من الضغوط النفسية التي قد يكون مصدرها بيئة عمل غير مريحة أو سوء توافق أسري، أو علاقات إنسانية يشوبها الاضطراب وعدم الثبات، أو محيط اجتماعي معادٍ، فالحياة المعاصرة المعقدة مليئة بأسباب التوتر والقلق والإجهاد النفسي. ويكفي للتدليل على ذلك ما توصلت إليه المجموعة البحثية «مايو كلينيك» على سبيل المثال، من أن مشاهدة 10 دقائق فقط من الأخبار يمكن أن تتسبّب في ارتفاع الضغوط ارتفاعاً كبيراَ!
تعرّف الضغوط، وفقاً للرابطة الوطنية للسلامة والصحة المهنية (NIOSH) على أنها الاستجابة الجسدية والانفعالية الضارة التي تحدث عندما لا تتوافق متطلبات العمل والحياة بشكل عام مع احتياجات الشخص الذي يعاني الضغوط، أو لا تتوافق مع قدراته أو موارده، ما يؤدي إلى سوء الحالة الصحية والنفسية والمهنية.
إحدى الدراسات المثيرة العام 2000، أظهرت أن النساء غالباً ما يتعاملن مع الضغوط بطريقة تختلف عن الطريقة التي يتبعها الرجال، فبينما يميل الرجال إلى أسلوب الكر أو الفر، فإن النساء يملن إلى استجابة تُسمى «الميل والمصادقة»، حيث يقاتل الرجال أو يبتعدون عن مواجهة الضغوط. من هنا فإن الدراسات النفسية دائماً تميل إلى التفريق بين الرجل والمرأة في الأسلوب الذي يتعين عليهما اعتماده في مواجهة الضغوط، فينصح الرجال بالتالي:
العزلة الاختيارية: عندما يتعرّض الرجال للضغوط، غالباً ما يفضل بعضهم قضاء بعض الوقت مع أنفسهم، وربما يذهبون ويشاركون في هواية فردية، أو ينطلقون لمشاهدة أحد الأفلام وحدهم. وتعد هذه طريقة جيدة للتعامل مع الحوادث المثيرة للضغوط.
التدريبات الرياضية: يستخدم الكثير من الرجال التدريبات الرياضية لمساعدتهم على إراحة عضلاتهم وتخفيف حدة ضغوطهم. والركض، وركوب الدراجات والسير لمسافات طويلة، على سبيل المثال، تمثّل طرقاً شائعة يستخدمها الرجال لتخفيف الضغوط، ويُعد أي تدريب يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب خياراً جيداً.
مشاركة الآخرين: يحب الكثير من الرجال الانطلاق مع أصدقائهم الذكور، عندما يشعرون بالضغوط، وتمثل الرياضات الجماعية أو ممارسة الهوايات المشتركة طرقاً شائعة يستخدمها الرجال لتحرير أنفسهم من الشعور بالضغط، وعلى رغم أنهم ربما لا يناقشون شعورهم بالضغط مع أصدقائهم، فإن معظم الرجال يشعرون بتحسن بعد الخروج مع أصدقائهم لساعات قليلة.
أما بالنسبة للنساء اللاتي غالباً ما يمتلكن ردود أفعال فريدة تجاه المواقف المثيرة للضغوط، فإن أبرز النصائح التي توجّه لهن للتخفيف من حدة شعورهن بالضغط:
التحدث مع من تثقين بهم من الأصدقاء والأقرباء: اقضي بعض الوقت في التحدث مع العائلة والأصدقاء بشأن الأمور التي تثير شعورك بالضغوط، ولكن عليك أن تتأكدي من أنك تكشفين أسرارك للأشخاص الذين يمكنك الوثوق بهم. ويجب عليك التحدث بشأن الأمور التي تتسبب في شعورك بالضيق، ومحاولة جعلها منطقية، مع مراعاة الحيطة في عدم تكرار النقاط نفسها مراراً وتكراراً، فربما يتسبب هذا في إثارة الشعور بالإحباط لديك ولدى أصدقائك على السواء.
قولي «لا» للأعمال والمسئوليات الإضافية: تميل النساء إلى تولي الكثير من المسئوليات، خصوصاً عندما يشعرن بالضغوط، وبدلاً من ذلك عليك التقليل من أنشطتك والأنشطة العائلية.
العزلة الاختيارية: في الكثير من الحالات، تقضي النساء الوقت في رعاية الجميع ما عدا أنفسهن، ولذلك عندما تشعرين بالضغوط، يجب عليك أن تفكّري بقضاء وقت لوحدك. ابتعدي أو ابحثي عن بعض الوقت للإختلاء بنفسك لكي تقومي بما تحبين القيام به بالضبط، كقراءة كتاب، أو مشاهدة الأفلام التي تحبينها.
ويقدّم خبراء علم النفس عدة أساليب للتخفيف من حدة الضغوط يمكن أن تنجح مع أي شخص من الجنسين، منها أن الفرد بحاجةٍ دائماً إلى نظامٍ للدعم لمساعدته على التعامل مع الضغوط، وربما يكون هذا النظام من مجموعة الأصدقاء يلتقون بشكل منتظم، وبغض النظر عن ماهية المجموعة وطبيعة اهتماماتها، يجب على المرء البحث عن الأشخاص الذين يحبهم ويثق بهم.
وحتى إذا كنت لا تتحدث عن مشكلاتك مع هؤلاء بشكل مباشر، فسترغب في قضاء الوقت مع أشخاص سعداء يجددون طاقتك ويجعلونك تشعر بإحساس أفضل. ابتعد عن الأقارب أو أي شخص يميل إلى استنزاف قوتك ويجعلك تشعر بالسوء.
ويطرح الخبراء بعض المقترحات العملية التي لها أكبر الأثر في التحرّر من الضغوط، كالاستماع للموسيقى التي تحبها، وممارسة هواية تجذبك وتستحوذ على انتباهك، إلى جانب عدم إغفال السلوكيات الصحية الصحيحة، والمحافظة على التدريبات الرياضية بانتظام تحت ضغط متطلبات العمل وتقلص الوقت المتاح للترفيه الذاتي، أو مزاولة النشاطات التي تميل إليها.
إقرأ أيضا لـ "وسام السبع"العدد 5246 - الإثنين 16 يناير 2017م الموافق 18 ربيع الثاني 1438هـ