أكد مصدر عسكري سوري، أمس الأحد (15 يناير/ كانون الثاني 2017)، سيطرة القوات الحكومية على مساحات جديدة في محيط قرية عين الفيجة، خلال تجدد العملية العسكرية، على مواقع المعارضة المسلحة في وادي بردى شمال غرب العاصمة دمشق.
وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن قوات الحرس الجمهوري سيطرت ظهر أمس على مرتفع رأس الصيرة الاستراتيجي المشرف على بلدتي عين الفيجة ودير مقرن بعد اشتباكات عنيفة مع الفصائل المسلحة.
وعادت الاشتباكات إلى منطقة وادي بردى منذ مساء السبت بعد اغتيال مسلحين مجهولين اللواء أحمد الغضبان المكلف من قبل الرئيس السوري بشار الأسد بإدارة شئون قرى وبلدات المنطقة، كما سحبت الحكومة السورية ورش الصيانة التي دخلت إلى المنطقة لإعادة تأهيل نبع عين الفيجة، الذي يمد دمشق بالمياه.
ويتم حالياً ضخ المياه من آبار داخل المناطق، التي تسيطر عليها الحكومة، إلا أن هذه الآبار توفر 30 في المئة من احتياجات العاصمة اليومية من المياه، حسبما أوضحت الأمم المتحدة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أن القوات الحكومية تمكنت من تثبيت نقاط تمركز في قرية عين الخضرا، الأمر الذي يسهل مهمة القوات المشاركة في العملية البرية المزمعة على قرية عين الفيجة.
وأضاف المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، أن سبعة أشخاص لقوا حتفهم في قصف للقوات الحكومية قرب قرية دير قانون التابعة لمدينة الزبداني.
وفي ذات الوقت، ضغط تنظيم «داعش» بتنفيذ هجوم ضد آخر معاقل الحكومة شرقي سورية، بحسب المرصد السوري. وفي اليوم الثاني من هجوم موسع، استولى تنظيم «داعش» على جبل يطل على مدينة دير الزور شرقي سورية، وباتت قريبة إلى تقسيم القطاع الذي تسيطر عليه الحكومة إلى شطرين، وفقاً لما أوضح المرصد السوري.
وعلى صعيد آخر، في منطقة تدمر، توقفت العملية العسكرية الواسعة، التي بدأتها القوات الحكومية والمسلحون الموالون لها أمس لاستعادة آبار النفط والغاز ومدينة تدمر» بحسب ما أفاد مصدر ميداني في القوات الحكومية السورية.
ونفى مصدر عسكري سوري ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي عن سيطرة القوات الحكومية على مفرق جحار، مبيناً أن «أقرب نقطة تتواجد فيها القوات تبعد سبعة كيلومترات عن الموقع المذكور».
الاتفاق «ملغى»
قتل الغضبان بعد هدوء نسبي أعقب الإعلان الجمعة عن التوصل إلى الاتفاق الذي يتيح دخول فرق الصيانة لإصلاح الأضرار اللاحقة بمصادر المياه في بلدة عين الفيجة مقابل وقف العمليات العسكرية وخروج المقاتلين الراغبين بمغادرة الوادي.
وقال مصدر في وزارة المصالحة السورية لوكالة «فرانس برس» أمس (الأحد): «رغم اغتيال المسلحين للواء أحمد الغضبان، إلا أن التسوية لم تنهر بشكل كامل في وادي بردى».
وتحدث عن «اتصالات ومساع جديدة بالتوازي مع العمل العسكري الجاري حالياً».
إلا أن الناطق الرسمي باسم «الهيئة الإعلامية في وادي بردى» عمر الشامي قال لـ «فرانس برس» إن «الاتفاق يُعتبر ملغى من صباح اليوم بعد خرقه من النظام مرات عدة خصوصاً بعد مقتل الغضبان».
وتبادل طرفا النزاع السبت الاتهامات بالمسئولية عن مقتل الغضبان الذي يتحدر من وادي بردى.
وأوردت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) السبت أن «إرهابيين أطلقوا النار» على الغضبان «بعد خروجه من اجتماع مع متزعمي المجموعات الإرهابية المسلحة في قرية عين الفيجة».
في المقابل، اتهمت المؤسسات والفعاليات المدنية في قرى وبلدات وادي بردى في بيان مشترك ليل السبت «يد الغدر» باغتيال الغضبان «عند حاجز للنظام (...) لتقضي على كل أمل في حل سلمي يحقن الدماء».
كما ناشدت فصائل المعارضة «عدم التوجه إلى أستانا» حيث من المقرر عقد مفاوضات سلام في 23 يناير بموجب اتفاق الهدنة الذي لم يؤد إلى وقف المعارك المستمرة في المنطقة منذ 20 ديسمبر/ كانون الأول.
تقدم للإرهابيين
في شرق سورية، حقق تنظيم «داعش» أمس (الأحد) تقدماً على الأطراف الجنوبية لمدينة دير الزور حيث يشن منذ السبت هجوماً هو «الأعنف» منذ عام سعياً للسيطرة على كامل المدينة، وفق المرصد.
وأوضح مدير المرصد عبد الرحمن أن التنظيم «تمكن من التقدم في محيط مطار دير الزور العسكري وفي الأطراف الجنوبية للمدينة، حيث سيطر على عدد من التلال المشرفة على المطار».
من جهته، قال مصدر عسكري سوري لـ «فرانس برس» أمس إن «الطيران السوري شن غارات مكثفة على مواقع داعش في تلال الثردة» جنوب المطار.
العدد 5245 - الأحد 15 يناير 2017م الموافق 17 ربيع الثاني 1438هـ