أعلن الديوان الملكي السعودي أمس السبت (14 يناير / كانون الثاني 2017)، وفاة الأمير محمد بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وصُلّي عليه بعد صلاة العصر في المسجد الحرام بمكة المكرمة ، بحسب ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الأحد (15 يناير / كانون الثاني 2017).
والأمير محمد الفيصل هو الابن الثاني للملك فيصل بعد الأمير عبدالله رحمه الله، ضمن 18 ولداً منهم ثمانية ذكور، وعشر إناث، وهم على الترتيب الأمير عبدالله، والأمير محمد، والأمير سعود، والأمير عبدالرحمن، والأمير بندر، والأمير تركي، والأمير خالد، والأمير سعد، و بناته: الأميرة سارة، والأميرة لطيفة، والأميرة هيفاء، والأميرة لولوة، والأميرة نورة، والأميرة العنود، والأميرة الجوهرة، والأميرة مشاعل، والأميرة حصة، والأميرة منيرة.
ولد الأمير محمد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود في الطائف عام 1356 هـ - 1937، وأمه هي الأميرة عفت الثنيان آل سعود، ومتزوج من ابنة عبدالرحمن عزام باشا أول أمين عام لجامعة الدول العربية وأنجب منها الأمير عمرو والأميرة مها والأميرة ريم.
نشأ محمد الفيصل في كنف الملك فيصل ووالدته عفت الثنيان، ودرس في المدرسة النموذجية بالطائف، وعندما تخرج فيها ألحق بمدرسة هن سكوول (Hun School) في ولاية نيو جيرسي الأميركية ثم دخل جامعة منلو بولاية كاليفورنيا، التي تخرج فيها بشهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال 1964. تولى في 1959 منصب رئيس مطار الرياض القديم حتى 1387هـ - 1967، وعينه والده وكيلاً لوزارة الخارجية وبقي فيها حتى 1971، وفي نفس العام تولى منصب أمين مؤسسة الفيصل، وبقي فيها إلى 1976 عندما قرر تركها، وبعد ذلك تولى منصب رئيس الهيئة العامة لتحلية المياه المالحة في عهد الملك خالد.
يُعَدُّ الفقيد أحد أبرز أعلام الاقتصاد الإسلامي ورواده الأوائل، إذ تفرغ بعد مناصبه الرسمية لهذا النشاط، فأسس شركة دار المال الإسلامي «وهي الشركة الأم لقرابة 55 بنكاً وشركة استثمار في مختلف أنحاء العالم»، وبنك فيصل الإسلامي المصري في القاهرة، ومصرف فيصل الإسلامي في البحرين، وبنك فيصل السودان، وبنك فيصل المحدود بباكستان، والشركة الإسلامية للاستثمار الخليجي، وهي الذراع الاستثماري النشط للمجموعة، وشركة سوليديرتي للتكافل بالبحرين، ولها فروع متعددة في جميع أنحاء العالم.
كان يشغل أيضاً منصب رئيس الاتحاد العالمي للمدارس العربية الإسلامية الدولية منذ إنشائه في 1976 إلى وفاته، كما يعتبر مؤسس مدارس المنارات التي تقف على رأس هرم المدارس الأهلية، وهي تأسست منذ أكثر من ربع قرن وبالتحديد في شهر رمضان 1392هـ، وبدأت مسيرتها بمدرسة منارة جدة للبنات ثم للبنين، وفي العام التالي أنشئت منارات الرياض، وتوالت في جميع أنحاء المملكة، لتنتشر حالياً في «مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، وجدة، والخبر، والدمام، وأبها، وخميس مشيط وأخيراً منارات القصيم ببريدة وعنيزة»، وزاد التوسع ليشمل مدناً خارج المملكة في مصر (القاهرة والعاشر من رمضان)، وفي بنغلاديش، ولم تكتف المنارات بهذا التوسع والانتشار، بل اهتمت بأبناء المسلمين من غير العرب، فقامت المنارات بتأسيس قسم الناطقين بغير العربية لتدريس المناهج باللغة الإنكليزية، والتي تؤهل للالتحاق بالجامعات العالمية، إضافة إلى تدريس القرآن الكريم واللغة العربية والثقافة الإسلامية.
كما يمتك ويشارك في عدد من الشركات المالية والاستثمارية والمصارف، وهي على سبيل المثال: بنك إثمار بالبحرين، ومؤسسة فيصل المالية بسويسرا، ومؤسسة فيصل المالية بهولندا، ومؤسسة فيصل المالية لوكسمبورغ.
والأمير محمد الفيصل هو مؤسس جائزة الأمير محمد الفيصل لأبحاث الاقتصاد الإسلامي، التي تهدف إلى خلق روح جديدة في التفكير لدى طلاب وطالبات كليات الاقتصاد، والتفكير أيضاً في إيجاد حلول اقتصادية جديدة لمشاكل المجتمعات الإسلامية مستمدة من تعاليم الدين الإسلامي، إذ إنها جائزة خاصة في الاقتصاد وهذا ما يميزها عن بقية الجوائز المتنوعة.
الله يرحمهم برحمته ويحفظ الأحياء منهم ويوفقهم الي كل خير ويجزيهم جميعهم عن أمة محمد خير الجزاء دنيا وآخرة .