شن تنظيم «داعش» أمس السبت (14 يناير/ كانون الثاني 2017) هجوماً هو «الأعنف» منذ عام في مدينة دير الزور في شرق سورية، ما تسبب بمقتل أكثر من ثلاثين عنصراً من قوات الجيش والإرهابيين المستثنين من هدنة هشة تشهدها الجبهات الرئيسية.
وقبل تسعة أيام من موعد مفاوضات السلام المرتقبة في أستانة بموجب اتفاق روسي تركي تضمن وقف إطلاق النار، أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات السبت دعمها لهذه المحادثات بوصفها «خطوة تمهيدية» لمفاوضات جنيف التي أعلنت الأمم المتحدة أملها باستئنافها في الثامن من فبراير/ شباط.
في شرق سورية، شن تنظيم «داعش» أمس (السبت) هجوماً على مدينة دير الزور على جبهات عدة، في محاولة للتقدم داخل الأحياء تحت سيطرة قوات النظام، ما تسبب باندلاع معارك عنيفة لا تزال مستمرة وفق المرصد.
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن التنظيم قام بـ «تفجير أنفاق وإرسال انتحاريين، فيما ردت قوات النظام وحلفاؤها بشن غارات على مواقع الإرهابيين داخل المدينة»، مشيراً إلى أن الهجوم «هو الأعنف» للإرهابيين على المدينة منذ أكثر من عام.
وتسببت المعارك بين الطرفين وفق المرصد، بمقتل «12 عنصراً على الأقل من قوات الجيش السوري وعشرين مقاتلاً من تنظيم داعش». بالإضافة إلى إصابة العشرات بجروح من الطرفين.
وبعد سيطرته في العام 2014 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور الغنية بالنفط، يسيطر تنظيم «داعش» منذ يناير 2015 على أكثر من ستين في المئة من مدينة دير الزور ويحاصر مئتي ألف من سكانها على الأقل.
وافاد المرصد ووكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» بمقتل مدنيين اثنين جراء قذائف أطلقها التنظيم على الأحياء الواقعة تحت سيطرة قوات الجيش السوري في المدينة.
وأكد مصدر عسكري سوري في دير الزور لـ «فرانس برس» أن الجيش «أفشل هجوم الإرهابيين» موضحاً أن «الطيران الحربي استهدف خطوط امداد داعش في كافة محاور المدينة».
وقال إن «تنظيم داعش حشد قواته لمهاجمة دير الزور بهدف تحقيق خرق ميداني فيها»، في محاولة لـ «قطع الطريق بين المدينة والمطار» العسكري الذي يحاول التنظيم السيطرة عليه منذ استيلائه على المدينة.
خروقات متكررة
وتشهد الجبهات الرئيسية في سورية وقفاً لإطلاق النار منذ 30 ديسمبر/ كانون الأول، بموجب اتفاق روسي تركي، هو الأول بغياب أي دور لواشنطن التي كانت شريكة موسكو في هدن سابقة لم تصمد.
ويستثني الاتفاق بشكل رئيسي المجموعات المصنفة «إرهابية» وعلى رأسها تنظيم «داعش».
ويتعرض وقف إطلاق النار منذ تطبيقه لخروقات متكررة خصوصاً في منطقة وادي بردى، التي تعد خزان مياه دمشق. لكن المنطقة شهدت هدوءاً منذ الجمعة بعد إعلان التوصل إلى اتفاق بين قوات الجيش السوري والفصائل المعارضة.
وأتاح الاتفاق الجمعة دخول ورش الصيانة لبدء عملية إصلاح الأضرار التي لحقت بمصادر المياه المغذية لدمشق. كما دخل السبت وفق المرصد، عدد من الحافلات المخصصة لإجلاء المقاتلين الراغبين بالخروج من المنطقة، من دون أن تسجل أي عمليات مغادرة.
«خطوة تمهيدية»
ومن شأن استمرار الهدنة أن يسهل انعقاد محادثات أستانة التي تعمل موسكو وطهران الداعمتان لدمشق وأنقرة الداعمة للمعارضة على عقدها في 23 من الشهر الجاري.
وأعربت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية أمس (السبت) عن دعمها لهذه المحادثات.
وأكدت في بيان في ختام اجتماع ليومين في الرياض عن «دعمها للوفد العسكري المفاوض واستعدادها لتقديم الدعم لهم (...) وأملها في أن يتمكن هذا اللقاء من ترسيخ الهدنة ومن بناء مرحلة الثقة».
كما ثمنت الهيئة «الجهود المبذولة لنجاح لقاء أستانة باعتباره خطوة تمهيدية للجولة القادمة من المفاوضات السياسية» التي يرغب الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا باستئنافها في الثامن من الشهر المقبل.
وأثيرت تساؤلات الجمعة حيال مشاركة الولايات المتحدة في تلك المحادثات، بعدما أعلنت تركيا أن واشنطن ستدعى للانضمام، وهو ما لم تؤكده روسيا.
غير أن صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية قالت الجمعة إن روسيا دعت فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى المحادثات.
وسيعقد هذا الاجتماع بعد ثلاثة أيام على تولي الجمهوري ترامب مهماته الرئاسية في 20 يناير خلفاً للديمقراطي باراك أوباما.
ولم توجه الدعوات إلى المفاوضات بعد، فيما لا تزال صيغتها غير واضحة.
العدد 5244 - السبت 14 يناير 2017م الموافق 16 ربيع الثاني 1438هـ