العدد 48 - الأربعاء 23 أكتوبر 2002م الموافق 16 شعبان 1423هـ

كتاب يحمل الجديد عن القاعدة وبن لادن

روبرت فيسك comments [at] alwasatnews.com

اتضحت صورة البطل المزهو بنفسه في كتاب جديد جدير بالاهتمام نشره صحافي يعرفه. وكان واضحا استعداد القاعدة للقتال في أفغانستان، عندما هاجم 19 فردا مركز التجارة العالمي والبنتاغون العام الماضي. وهناك ما لا يقل عن 62 مواطنا بريطانيا، و30 أميركيا، و8 فرنسيين أعضاء في تنظيم القاعدة في الأسابيع التي سبقت حوادث سبتمبر/أيلول2001 حسب الرواية التي يوردها الكتاب.

وقد نشر مراسل قناة الجزيرة في إسلام آباد السوري أحمد زيدان، كتاب «بن لادن يرفع القناع»، وكان قد التقاه عدة مرات، من بينها وليمة زواج ابنه عبدالله. ونشر هذا الكتاب القيّم في 215 صفحة، واحتوى على مقابلات بن لادن، مع عرض تفاصيل عن القواعد السرية للقاعدة في أفغانستان، ولذلك سيقضي عملاء وكالات الاستخبارات وقتا في قراءته، في الوقت الذي يقول فيه الأميركيون انهم لا يعلمون إن كان الرجل المطلوب رقم واحد في العالم حيا أو ميتا. والكاتب يذهب إلى أنه مازال حيا. ويصف كيف أقنع بن لادن زعيم الطالبان الملا عمر بالسماح له بالبقاء في أفغانستان ما عجّل بالقصف الأميركي لأفغانستان.

الكتاب غني بالتفاصيل التي لم تنشر من قبل عن البليونير السعودي الذي تتهمه أميركا بارتكاب حوادث سبتمبر/ ايلول في نيويورك وواشنطن.

ويظهر كتاب زيدان أن هناك 2742 من الأفغان العرب في القاعدة، أي الاسلاميين الذين قاتلوا إلى جانب بن لادن أثناء حكم الطالبان، من بينهم 62 بريطانيا، 30 أميركيا، 8 فرنسيين، 1660 من الشمال الإفريقي، 680 سعوديا، 480 يمنيا، 430 فلسطينيا، 270 مصريا، 520 سودانيا، 80 عراقيا، 33 تركيا، بالاضافة إلى 180 فلبينيا.

وانتشر المقاتلون من الأفغان العرب في فترة حكم الطالبان في جميع أنحاء أفغانستان، وهذا هو الترتيب الأول من قبل القاعدة للحرب، منهم 260 عربيا في أربع قواعد حول قندهار، و145 عربيا في قاعدتين في أرزكان، و1870 مقاتلا في سبع قواعد في كابول، و404 حول مزار شريف، و400 في 3 قواعد حول قندوز، و300 في اقليم لانكمان، و1700 في 12 قاعدة قرب الحدود الشمالية الغربية... ومئات أخرى في مناطق أخرى. وينشر التنظيم معلوماته الآن - كما يقول الكتاب - عبر الانترنت، فرسائله تنشر عبر موقع الشبكة المسمى «النداء». كما تنشر كلمات الملا عمر عبر الموقع العربي المسمى «إمارة أفغانستان الاسلامية».

ويحتوي الكتاب على مقابلة مسجلة في أكتوبر/تشرين الأول العام 2000، إذ يذكر بن لادن كيف طالب السعوديون بتسليمه، وكان ذلك في وقت ليس بعيدا عن تفجيرات السفارتين الأميركيتين في شرق افريقيا. وقد اعترف بن لادن للكاتب بمجيء رجال الطالبان وطلبهم منه وقف التصريحات عن المملكة، والاقتصار على الكلام عن الأميركان. وأضاف أنه بكى وأخبر الملا عمر انهم سيغادرون دولته ويتوجهون إلى حيث رحمة الله الواسعة، ولكنهم سيتركون أطفالهم وزوجاتهم تحت رعايته... ولكن الملا عمر رد بأن الأمور لم تصل إلى هذا الحد، واعتذر رجال الطالبان وغادروا.

وفي لفتة مهمة قال بن لادن انه من الطبيعي أن يوجد جواسيس في معسكرات تدريبه، لأنه كان هناك منافقون بين أتباع محمد (ص)، ولكن ذلك لم يعنِ أن الرسول قد توقف عن رسالته.

ويلمح الكاتب إلى ما قد يشعر به بن لادن من زهو إذ استمرت حملته ضد الأميركان وعندما تزوج أفغانية في العام الماضي كان الكاتب من ضمن ضيوف العرس، وبقى مع زعيم القاعدة يوما كاملا.

ويذكر الصحافي السوري كيف أن زعيم القاعدة ألقى قصيدة أمام مقاتليه، ثم طلب من المصور إعادة عرضه أمام الرجال أنفسهم. ويعتبر الكاتب هذا العمل زهوا من جانب بن لادن، خصوصا وانه طلب منهم الجلوس أمامه ليقوموا بدور المادحين كما حدث في العرس.

وقد ذكر حادث تفجير الناقلة الأميركية «كول» في أكتوبر/ تشرين الأول 2000 في ميناء عدن، وكيف قال: «أسجد لله شكرا على هذه العملية البطولية التي دمرت السفينة الأميركية، وانها إشارة للأميركيين أن عليهم مغادرة أرض العرب».

وفي مقابلة أخرى ذكر ما قاله من أن اعتلاء شخص عرش بلاده لا يعني الكثير مادام البلد لا يملك الموارد الكافية للوقوف على قدميه. ويدل ذلك على أن جميع الدول العربية والاسلامية لا تمتلك مقومات الحياة المستقلة لوحدها. ويعتبر الحل الوحيد هو التحول إلى الخلافة العربية والإسلامية، وهو الوضع الذي كان قائما قبل سقوط الخلافة العثمانية: «لقد تعايشنا لقرون، وليس كما يحدث في الدول العربية التي فرض حدودها الغرب».

ويبقى السؤال الوحيد الذي لم يجب عليه الكتاب بشكل حاسم هو بقاء بن لادن على قيد الحياة، فوجهة نظر زيدان التي عبر عنها هي: «اعتقد انه مازال حيا، بل اعتقد انه هو نفسه الذي قام بتسجيل الشريط الأخير لقناة الجزيرة»

العدد 48 - الأربعاء 23 أكتوبر 2002م الموافق 16 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً