قال مدير إدارة المتاحف بهيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، لـ «الوسط»، إن العروض المتحفية في موقع مسجد الخميس لا تقتصر على المسجد نفسه، بل تشمل منطقة البلاد القديم بشكل عام.
وأضاف، بعيد افتتاح ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، الموقع أمس الثلثاء (10 يناير/ كانون الثاني 2017)، «يجب أن ندرك أن هذه منطقة البلاد القديم كانت تضم بساتين وعيونا ومجتمعات. وكثير من المواقع الأثرية تفتقر للإطار الطبيعي الذي نشأت فيه».
وتعليقاً على توجه الهيئة لإنشاء مركز زوار أو متحف مصغر في كل موقع أثري، قال: «الهدف من هذه المتاحف أو مراكز الزوار، أن تحكي قصة المواقع تناغماً مع عنوان هذا العام (آثارنا إن حكت)، فلكل موقع حكاية ليست في بقاياه فقط وإنما في الحقبة التاريخية التي عاصرت الموقع»، وأردف «رأينا أن متاحفنا السابقة ركزت على حضارة دلمون، كما ركزت المعارض المؤقتة على حضارة تايلوس، ونحن نرى ضرورة التطرق للحقبة الإسلامية وما آلت إليه من آثار».
وبشأن مسجد الخميس، قال: «يشكل مركز زوار مسجد الخميس فرصة للزوار للتفاعل مع الموقع، فبالإضافة للمتحف الذي تم إنشاؤه هناك ممشى للموقع يمكن الزائر من التجول في الموقع بطريقة منظمة، فالحركة في كل موقع يجب أن تكون منظمة بوصفها عنصرا أساسيا من عناصر حماية الموقع، وعلاوة على ذلك هناك الجزء الخارجي وفيه الشواهد المعروضة (الساجات)، وبالتالي نحن أمام موقع يضم عناصر مختلفة سيكون مفتوحاً للزوار».
وفيما يتعلق بتفاصيل برنامج موسم (آثارنا إن حكت)، قال مدير المتاحف: «نأمل أن يتم تسليط الضوء على المواقع كافة، فهناك مواقع غير ظاهرة (إن صح التعبير)، سواء كانت تلالا أو مواقع لم يتم التنقيب عنها، لكننا نعلم ان لها قيمة ولها دلالات تاريخية، ومن المقرر أن يتم تدشين موسم (آثارنا إن حكت)، في مؤتمر صحافي خاص سيحدد كافة هذه الأنشطة، ومن ضمن البرنامج كذلك ستكون هناك مؤتمرات دولية عن الآثار سنفصح عن تفاصيلها لاحقاً».
وأضاف «إلى جانب ذلك، هناك المحاضرات العلمية التي نستهدف من إقامتها وضع الجمهور في صورة نتائج آخر الدراسات، حيث وجدنا صعوبة وصول ما نصدر من كتب أو تقارير عن المواقع الأثرية للمتلقي، فيما الحوارات النقاشية أو المؤتمرات والندوات التي يحتضنها المتحف الوطني ومتحف قلعة البحرين، تعمل على تبسيط المعلومة لتصل للجميع بمختلف مستوياتهم العلمية والثقافية والتاريخية، وبما يحقق عنصر التفاعل مع هذه المعلومة».
وشدد الشيخ خليفة بن أحمد على الحاجة للمزيد من التوعية بشأن الحضارات القديمة في البحرين بما في ذلك حضارة دلمون والتي تعد أحد أبرز الحضارات على مستوى العالم، منوهاً إلى أن الأسلوب المعتمد في تحقيق ذلك هو أسلوب الحكايا الشيقة، وأملنا ان تصل للموطن.
وفيما يتعلق بالمشاريع المتوقع أن ترى النور خلال العام الجاري، قال: «الرسومات الخاصة بمشروع المتحف الخاص بمستوطنة سار موجودة، وهو من تصميم أحد أكثر المعماريين شهرة في العالم. عملنا كثيرا لإيجاد المبنى بطريقة هندسية مغايرة تجمع بين الهندسة المعمارية الحديثة بالإضافة لطبيعة الموقع، وحلمنا أن يتحقق في 2017».
وأضاف «أحلامنا كثيرة في الثقافة، وقد أصدرنا كتاب أعمدة الثقافة الذي وضع إطارا عاما لمشاريعنا المستقبلية والمتاحف التي نأمل إنشاءها، والتي هي عبارة عن استثمار في الثقافة وفي ذاكرة الوطن وفي الاقتصاد، واستثمار كذلك في المجتمعين، إذ نؤكد دائما على أن الرسالة الأساسية للمتاحف لا تقتصر على العرض المتحفي، بل تتجاوز ذلك لتصل إلى دمج المجتمع وتكوين البنية التحتية الملائمة للزوار، سواء من مرافق ومختبرات وغرف ورش عمل وأقسام إدارية، تماما كما هو منجز في متحف قلعة البحرين، ولتكون بذلك إدارة الموقع من الموقع نفسه وبصورة مباشرة».
العدد 5240 - الثلثاء 10 يناير 2017م الموافق 12 ربيع الثاني 1438هـ