يعد النوم مشكلة عائلية مسيطرة على كثير من الآباء الذين لديهم أطفال صغار. إذا كان الأطفال لا ينامون بشكل كاف، أو لعدد ساعات قليل للغاية، يصاب الآباء بالانزعاج وتتراجع جودة حياتهم، وفق تقرير نشرته صحيفة "القبس" اليوم الثلثاء (10 يناير/ كانون الثاني 2017).
والمشكلة هنا لا تقتصر على مواعيد النوم وفتراته، فهناك أمران آخران يمكن أن يتسببا في اضطراب نوم الجميع؛ وهما نوبات الهلع الليلية والكوابيس. لقد سألنا الخبراء لتوضيح الظاهرة وتقديم مقترحات لما يجب فعله.
ما الفرق بين نوبات الهلع الليلية والكوابيس؟ نوبات الهلع الليلية هي سلسلة يبدأ فيها الأطفال فجأة، بينما لا يزالون نائمين، بالجلوس في السرير وأحيانا الصراخ في فزع. ولكنهم لا يستجيبون حتى إذا تم لمسهم.
ويقول طبيب الأطفال توماس إرلر إن الأطفال لا يكون لديهم أي تذكر عما حدث، على عكس الوالدين اللذين حرما من النوم واللذين تعد «نوبات الهلع الليلية أمرا مزعجا للغاية بالنسبة اليهم».
ليس لنوبات الهلع الليلية أي نتيجة سلبية على التطور العقلي للأطفال، وفي الأغلب تصيب الأطفال بين الثانية والسادسة من العمر.
ولكن في حالة الكوابيس، عادة ما يستيقظ الأطفال ويستجيبون عند التحدث اليهم، وغالبا ما يمكنهم تذكر الكابوس بالتفصيل. وعادة ما يكونون خائفين ولديهم مشكلة في العودة إلى النوم. كثيرا ما تحدث الكوابيس بين سن الثالثة والتاسعة.
ما الذي يجب أن يفعله الآباء؟ رغم أن هذا قد يبدو عديم الجدوى، يقول إرلر أفضل استراتيجية للتعامل مع نوبة الهلع الليلي هي «الجلوس بجوار الطفل ومراقبته والانتظار، فلتبق هادئا». وبأي حال يتعين على الآباء ألا يحاولوا هز الطفل الذي يصرخ لإيقاظه.
ومن الأفضل جعل الطفل يستلقي مجددا بهدوء عند زوال النوبة. وعادة ما تنتهي نوبة الهلع من تلقاء نفسها عند نقطة معينة.
لكن إذا رأى الطفل كابوسا فهناك شيء يمكن أن يفعله الوالدان.
وتقول كاتارينا روديغر، وهي طبيبة نفسية وخبيرة في علم النوم «بعد الحلم السيئ يحتاج الأطفال إلى التواصل الجسدي. فمن الأفضل معانقتهم».