أشارت أحد التقارير الصادرة عن مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر إلى استقرار إجمالي عدد الشحنات العالمية من الحاسبات، والحاسبات اللوحية، والأجهزة المحمولة فائقة الأداء، والهواتف المحمولة خلال عام 2017، حيث يُتوقع أن يبلغ عدد الشحنات العالمية من هذه الأجهزة 2.3 مليار جهاز خلال عام 2017، وهي متوافقة مع تقديرات عام 2016.
ويشار إلى وجود نحو 7 مليارات جهاز من الهواتف المحمولة، والحاسبات اللوحية، والحاسبات قيد الاستخدام حاليًا مع حلول نهاية عام 2016. ومع ذلك، لا تتوقع مؤسسة جارتنر أن يسجل عدد شحنات الأجهزة التقليدية أي نمو يذكر حتى عام 2018، في حين تشير التوقعات إلى تحقيق نمو طفيف في عدد شحنات الأجهزة المحمولة فائقة الأداء والهواتف المحمولة.
وفي هذا السياق قال رانجيت أتوال، مدير الأبحاث لدى مؤسسة جارتنر: "يشهد السوق العالمية للأجهزة حالةً من الركود، فشحنات الهواتف المحمولة سجلت نموًا فقط في أسواق آسيا والمحيط الهادئ الصاعدة، بينما تراجعت شحنات الحاسبات الشخصية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق".
ويضيف رانجيت أتوال قائلًا: "بالتزامن مع تراجع عدد شحنات الأجهزة التقليدية، يشهد متوسط أسعار البيع حالةً من الركود بسبب إشباع السوق، ولتباطؤ معدل الابتكار. فلا توجد أسباب مقنعة بالنسبة للمستهلكين تدفعهم إلى ترقية أجهزتهم، أو لشراء أجهزة تقليدية، لأنهم يسعون وراء التجارب والتطبيقات الحديثة ضمن القطاعات الصاعدة، مثل شاشات العرض المثبتة على الرأس HMDs، والمساعد الشخصي الافتراضي VPA، ومكبرات الصوت، والأجهزة القابلة للارتداء".
وسيستفيد سوق الحاسبات الشخصية الراكد من دورة استبدال الأجهزة التي ستحل في نهاية هذه الفترة المتوقعة، كي تعود لتأجيل معدل النمو خلال عام 2018. وعلى نحو متزايد، يُتوقع أن تستقطب الأسعار والأداء الوظيفي للأجهزة المحمولة فائقة الأداء المشترين، في حين ستواصل مبيعات الحاسبات التقليدية تراجعها.
كما سيستفيد سوق الهواتف المحمولة أيضًا من دورة استبدال الأجهزة، إلا أن الفرق في وتيرة وسرعة الاستبدال سيظهر ما بين الأسواق الناضجة والصاعدة، وهو ما علّق عليه رانجيت أتوال بالقول: "لا يزال الأشخاص في الأسواق الصاعدة ينظرون إلى الهواتف الذكية على انها جهاز حاسب رئيسي، حيث سيقومون باستبدالها دوريًا أكثر من الأشخاص في الأسواق الناضجة".
أما شركات التوريد فإنها تحاول وبشكل متنامي الانتقال إلى فئات الأجهزة الصاعدة والأسرع نموًا، الأمر الذي نوّه إليه رانجيت أتوال قائلًا: "يتطلب تحقيق هذا الأمر تحولًا من المنهجية التي تركز على الأجهزة إلى منهجية الخدمات ذات القيمة المضافة الأكثر غنى. وستحظى المنهجيات الموجهة بالخدمات بأهمية أكبر، حيث ستسعى شركات توريد الأجهزة إلى إرساء شراكاتها مع شركات توريد الخدمات، وذلك لأنها تفتقر إلى الخبرة اللازمة لتوفير الخدمات التي تقدمها بأنفسها".