في غضون 72 ساعة فقط أو في أقل من ثلاثة أيام، فارق طفلان بريئان الحياة، بنفس الظروف ونفس الأعراض وبملابسات متطابقة تماماً، فهل كان ذلك مجرد صدفة، أم أن ما حدث ما هو إلا بداية ومؤشراً لمستوى الرعاية والخدمات الصحية؟
الصدفة يمكن أن تكمن في التوقيت فقط؛ وإنما النتيجة كانت حتمية منذ أن بدأ التدهور الملحوظ في مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، ومنذ أن أصبح عدد حراس الأمن أكثر من عدد الأطباء في أكبر قسمٍ للطوارئ في البحرين.
يوسف الذي أكمل عامه الأول فارق الحياة وهو في سيارة الإسعاف في طريقه لمستشفى السلمانية الطبي، بعد أن أخذه والده إلى مركز الشيخ جابر الصباح وهو يعاني من الكحة وضيق التنفس، فيما فارقت الطفلة الجميلة ليلى هذه الدنيا بعد ثلاثة أيام من هذه الحادثة، وهي في الرابعة من عمرها وهي تنتظر طبيباً يشفق عليها في قسم الطوارئ بمجمع السلمانية، بعد أن نقلها والدها من نفس المركز الطبي (مركز الشيخ جابر الصباح) وهي تعاني من ارتفاعٍ في درجة الحرارة بناءً على توصية الطبيب في المركز.
طفلان بريئان يفقدان حياتهما، ليس نتيجة مرضٍ خطير أو حادثٍ لا مفر منه؛ وإنّما نتيجة إهمال طبي واضح وتقصير فاضح من قبل المؤسسة الطبية، بدءًا من الطبيب في المركز الصحي الذي لم يقم بمتابعة ومراقبة والإشراف على كيفية تلقي هاتين الحالتين العلاج الصحيح، خصوصاً أنهما في حالة حرجة «وذلك ما يفترض أن يقوم به أي طيب»، حتى وإن تطلب الأمر مرافقة المريض في سيارة الإسعاف، وليس الاكتفاء بالتوصية لنقل المريض لقسم الطوارئ ليخلي مسئوليته، ومروراً بحالة البيروقراطية واللامبالاة في قسم الطوارئ بمجمع السلمانية، وانتهاءً بالمسئولين بوزارة الصحة وعلى رأسهم وزيرة الصحة التي سمحت لكل هذه الأمور أن تحدث.
ما يحدث من تقصير في الخدمات الطبية المقدّمة للمواطنين في الفترة الأخيرة يمكن تلخيصه فيما قاله أب الطفل يوسف «الضحية» أحمد بدر مدن الذي قدّم بلاغاً للشرطة ضد وزارة الصحة متهماً إياها بالتقصير من أن «المسألة أصبحت ليست مقتصرةً على ابنه الآن، بل هي قضية رأي عام باتت تتكرّر بين الحين والآخر لعددٍ من المواطنين الذين أصبحوا ضحية الإهمال والتقصير من بعض الأطباء بالمراكز الصحية ومجمع السلمانية الطبي»؛ وما أطلقته الوزيرة السابقة للصحة ندى حفاظ من صيحة مؤلمة على موقعها الإلكتروني وهي ترى ما وصلت إليه خدماتنا الصحية من تدني وتدهور حين قالت «وااااا أسفاه على ما وصلت إليه وزارة الصحة»، وأشارت إلى أن الوزارة تخلو الآن من كبار الأطباء والممرضين والفنيين البحرينيين من ذوي الخبرات التراكمية الطويلة».
ما يمكن قوله للدكتورة ندى أن الأمر لم يقتصر على خلو الوزارة من الأطباء البحرينيين الأكفاء؛ وإنما انتهى الأمر منذ أن كنتِ على رأس الوزارة في العام 2004، إلى تدهور كامل في جميع الخدمات الصحية، فالمواطن «العادي» لا يمكن أن يحصل على موعد للطبيب الاستشاري قبل 6 أشهر على الأقل، وأن مجمع السلمانية الطبي لا توجد به أسرّة متوفرة للمرضى، وأن فترة الانتظار في قسم «الطوارئ» قد تمتد إلى أكثر من 8 ساعات، وأن بعض الأطباء في «الطوارئ» يعاملون المرضى كما يعاملون «الخدم» في منازلهم!
ولذلك كان من المحتم أن يموت أطفالنا الأبرياء وأمهاتنا وآباؤنا المسنون، وحتى شبابنا نتيجة ما وصلت إليه الخدمات الطبية... وللحديث شواهد وبقية.
إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"العدد 5239 - الإثنين 09 يناير 2017م الموافق 11 ربيع الثاني 1438هـ
الإهمال يوجد كثيرا في السلمانية لكن ينبغي التحقق كثيرا فالطفلة ليلى مصابة بداء ما في البطن هل اخبر ولي امرها الطبيب بدائها او لا ؟
مركز السلمانية افتتح عام 1978 لنصف مليون والآن بعد 30 سنة أصبح السكان مليون ونص تقريبا ونفس المستشفى غير زيادة الأسرة 250 فقط فكيف ممكن التطبيب إلا إذا كان الشخص سوبرمان
تكملة - سيلان تغذية مع خافض لحرارة الطفل وهو ما كنت أطلبه من الأطباء واصر عليه ولكن يصرون على التحويل للسلمانية، مع معرفتي بالسلمانية فأنا لم أاخذ أياً من أطفالي هناك أبداً منذ سنوات طوال، ولكن ما يحيرني هو رفض الأطباء لعمل أشياء لا تهدد حياة الطفل كأعطائه سيلان تغذية وبعض الأدوية الخافضة للحرارة وبخار يساعد على فتح مجرى التنفس، أرجو وبعد خسارة هذه الأرواح الغالية إن ينظر لهذا الأمر من جانب الأطباء أولاً حيث إن الأمانة بيدهم ووزارة الصحة ثانياً حيث أنها بموقع المسئولية الأكبر فأرواح الناس إمانة
أخي العزيز جميل،
شكراً على الطرح وأود من جانبي أن أؤكد على النفطة الخاصة بتحويل الأطفال لمجمع السلمانية الطبي من قبل أطباء المراكز الطبية، وهي نقطة تتكرر بشكل يومي حيث واجهتني عدة مرات مع أطفالي، فعندما يكون الطفل بحالة سيئة جداً من حيث عدم إنخفاض الحرارة مثلاً فلا يقوم الطبيب بعمل أي شيء يساعد وأنما يقولون لنا بأنهم سيحولوننا للسلمانية لعدم أختصاصهم بمباشرة مثل هذه الحالات مع الأطفال الصغار، من جانبي كنت أسارع لأخذ أطفالي للمستشفيات الخاصة وأتكلف التكاليف لعمل أشياء بسيطة مثل وضع سيلان - يتبع
وننتظر الدفعات بعد 7 سنوات من الأطباء المبتعثين وغير الأكفاء والباكستانين الممرضين. هذي خطة 2030 القضاء على الانسان ويفتكون
اذا كان المواطن البحريني ممنوع من التوظبف في الكادر الطبي وكذلك من الابتعاث لدراسة الطب
العﻻج في البحرين يتجه إلى اﻻسوا واﻻيام ستثبت ما دام هناك مسئولين غير مكترثين بالوضع الصحي .....انعدام في اﻻنسانيه.
ما وصلت اليه وزارة الصحة هو غيض من فيض وسيصل الحال لأكثر من ذلك في معظم مفاصل الدولة وأماكن الخدمات هذا مستقبل استشرفه كثير من الحكماء ومن لديهم خبرة في الحياة وحذّروا منه وبدل الاستماع لهم زجّ بعضهم في السجون والباقي لم ولن يصغى لهم حتى الانهيار الكامل
السبب الاشخاص الغلط ف المكان الغلط , وحسبنا الله ونعم الوكيل ونستجير بالله.
البلد يتجه للهاوية
سبب كثافته ساكنيه ليس طبيع سبب جلب الأجانب والخدمات كان بمستوه يكفي العدد السكاني والأجانب الموجودين وكذالك خبر زيادته سنوات العمل سبب الجميع يخرج من العمل حتى لايفقد امتيازاته وكذالك وضع بعده ٢٠١١ قرارا ت متخبطة