دفنت إسرائيل أمس الاثنين (9 يناير/ كانون الثاني 2017) أربعة جنود قتلوا الأحد في هجوم بشاحنة في القدس، في أحد اكثر الهجمات دموية منذ أشهر، ما عزز التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين على الرغم من الهدوء النسبي في الأشهر الاخيرة.
وقام الشاب الفلسطيني فادي القنبر (28 عاماً) الأحد بصدم جمع من الجنود كانوا يقومون برحلة مخصصة للعسكريين في القدس، ما أدى إلى مقتل أربعة منهم. وقتل القنبر برصاص القوات الإسرائيلية بعدما صدم الجنود في متنزه في حي أرمون هنتسيف الاستيطاني المطل على البلدة القديمة في القدس.
وهذه أول خسائر في صفوف الإسرائيليين في هجمات فلسطينية منذ 9 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب قائمة رسمية إسرائيلية.
والقنبر من سكان حي جبل المكبر في القدس الشرقية المحتلة.
وعقب الهجوم، قالت الشرطة الإسرائيلية إنها قامت باعتقال تسعة فلسطينيين، بينهم خمسة من أفراد عائلة الشاب القنبر.
وأقدمت قوات الأمن الإسرائيلية صباح الاثنين على هدم خيمة عزائه في حي جبل المكبر، بحسب مراسلة لـ «فرانس برس».
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قال الاحد بعد الهجوم ان الشاب من «انصار» تنظيم «داعش».
بينما نفى ابن عمه، محمد القنبر (43 عاماً) ذلك.
وقال القنبر لـ «فرانس برس»: «فادي كان شخصاً عادياً. كان متديناً وحياته طبيعية. لم يكن هناك أي شيء في حياته يدل على أنه من داعش. لم يتواصل في حياته مع داعش ولم يعرف داعش».
وأعلنت السلطات الإسرائيلية عن سلسلة من الإجراءات العقابية ضد عائلة القنبر منها عدم إعادة جثمانه إلى عائلته لدفنه وهو إجراء عقابي تلجأ إليه إسرائيل ضد منفذي العمليات أو من يقتلون في مواجهات مع الجيش والشرطة، ورفض أي طلبات لم شمل قدمها أي من أفراد عائلته لأقارب في الضفة الغربية أو قطاع غزة، بحسب ما أوردت وسائل الإعلام.
وبدأت العائلة التحضير لمغادرة منزلها قبل هدمه.
ومن جانبه، أكد مسئول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ «فرانس برس» أن إسرائيل قررت اعتقال أي شخص يعرب عن تعاطفه أو تأييده لتنظيم «داعش».
والاثنين، أكد نتنياهو الذي زار بعض الجنود الجرحى في مستشفى في القدس في تصريحات نشرها مكتبه، «أهم شيء يجب فهمه هو أننا نتعرض لنوع جديد من الهجمات يستوحي فيها فرد واحد (...) ويقرر على الفور القيام بشيء. وفي هذه الحالة، عملية صدم».
ويرى خبراء أن هذه الهجمات تأتي نتيجة شعور الشبان الفلسطينيين بالإحباط جراء زيادة صعوبات الحياة اليومية وانسداد الأفق مع تعثر عملية السلام وممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
العدد 5239 - الإثنين 09 يناير 2017م الموافق 11 ربيع الثاني 1438هـ