نفذت مروحيات تابعة للتحالف الدولي بقيادة أميركية في عملية نادرة إنزالاً بريّاً أمس الأول (الأحد) في ريف دير الزور في شرق سورية، وتمكنت من قتل 25 إرهابيّاً على الأقل، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومصدر من قوات سورية الديمقراطية أمس الإثنين (9 يناير/ كانون الثاني 2017).
وبحسب المصدر في قوات سورية الديمقراطية، استهدف الإنزال «آليات عدة تابعة إلى مسلحين من داعش كانوا قادمين من مدينة الرقة وتم الاشتباك معهم، وقُتِل عددٌ منهم وأُسِر آخرون»، مؤكداً أن الهجوم «كان يستهدف قياديين مهمين من التنظيم».
من جهته، أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية العملية واصفاً إياها بـ«الناجحة جدّاً».
وأضاف أن العملية نفذتها وحدة القوات الخاصة الأميركية المكلفة ملاحقة قادة الإرهابيين.
وتابع أن هدف مثل هذه الهجمات ليس فقط تصفية هؤلاء القياديين، بل أيضاً جمع معلومات لعمليات أخرى لاحقاً.
بيروت - أ ف ب
نفذت مروحيات تابعة للتحالف الدولي بقيادة أميركية في عملية نادرة إنزالاً برياً أمس الأول (الأحد) في ريف دير الزور في شرق سورية، وتمكنت من قتل 25 إرهابياً على الأقل، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان ومصدر من قوات سورية الديمقراطية أمس الاثنين (9 يناير/ كانون الثاني 2017).
وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» أمس بأن «أربع طائرات مروحية تابعة للتحالف الدولي، نفذت ظهر الأحد إنزالاً في قرية الكبر في ريف دير الزور الغربي استمر لساعتين».
وقال إن «القوات التي كانت على متن المروحيات استهدفت بعد نزولها على الأرض، حافلة تقل 14 عنصراً من التنظيم، ما أدى إلى مقتلهم جميعاً. كما هاجمت محطة للمياه يسيطر عليها تنظيم «داعش» في القرية وخاضت معه اشتباكات عنيفة، تسببت بمقتل 11 إرهابياً على الأقل».
وأكد مصدر قيادي من قوات سورية الديمقراطية، وهي تحالف مقاتلين عرب وأكراد تدعمهم واشنطن، لـ «فرانس برس» أن «أربع مروحيات أميركية من طراز أباتشي إضافة إلى مروحيتي حماية» نفذت الإنزال في القرية التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» والواقعة على بعد أربعين كيلومتراً غرب مدينة دير الزور النفطية والحدودية مع العراق.
وبحسب المصدر في قوات سورية الديمقراطية، استهدف الإنزال «آليات عدة تابعة لمسلحين من داعش كانوا قادمين من مدينة الرقة وتم الاشتباك معهم وقتل عدد منهم وأسر آخرون»، مؤكداً أن الهجوم «كان يستهدف قياديين مهمين من التنظيم».
وأوضح مصدر عسكري سوري لـ «فرانس برس» أن «رادارات الجيش رصدت عملية الإنزال» أثناء حدوثها، من دون أن يحدد هوية المروحيات التي نفذتها.
من جهته، أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أمس (الاثنين) عن العملية واصفاً إياها بـ «الناجحة جداً».
ورفض المتحدث الكابتن جيف ديفيس تقديم تفاصيل العملية مكتفياً بالقول إن حصيلة الـ 25 قتيلاً من الإرهابيين التي أعلنها المرصد السوري «مبالغ فيها كثيراً».
وأوضح «أن الحصيلة أقل حجماً».
وأضاف أن العملية نفذتها وحدة القوات الخاصة الأميركية المكلفة ملاحقة قادة الإرهابيين.
وتابع أن هدف مثل هذه الهجمات ليس فقط تصفية هؤلاء القياديين بل أيضاً جمع معلومات لعمليات أخرى لاحقاً.
على صعيد آخر، أكد الرئيس السوري، بشار الأسد أن منطقة وادي بردى، خزان مياه دمشق، والتي شهدت أمس (الاثنين) تجدداً للمعارك، غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مبدياً استعداده للتفاوض بشأن كل الملفات في محادثات آستانا، باستثناء مسألة بقائه في السلطة.
وقال الأسد في مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية، بحسب ترجمة عربية نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الاثنين، إن «وقف إطلاق النار لا يشمل النصرة وداعش»، لافتاً إلى أن منطقة وادي بردى «التي تشمل الموارد المائية للعاصمة دمشق تحتلها النصرة... وبالتالي فهي ليست جزءاً من وقف إطلاق النار».
وأضاف الرئيس السوري أن «دور الجيش السوري هو تحرير تلك المنطقة لمنع أولئك الإرهابيين من استخدام المياه لخنق العاصمة».
والاثنين، أفاد المرصد «بتجدد الاشتباكات في محاور عدة في وادي بردى بعد هدوء نسبي شهدته الجبهة خلال الأيام الماضية، إثر فشل التوصل إلى اتفاق بين الأطراف يتيح عملية إصلاح المضخات في مقابل وقف الأعمال العسكرية».
ومن المفترض أن يؤدي استمرار وقف إطلاق النار إلى مفاوضات سلام مرتقبة بين الأطراف السورية في العاصمة الكازاخستانية آستانا، نهاية الشهر الجاري.
وخلال المقابلة، أعرب الأسد عن استعداده للتفاوض حول كل الملفات باستثناء مسألة بقائه في السلطة.
وقال «نحن مستعدون للتفاوض حول كل شيء. عندما تتحدث عن التفاوض حول إنهاء الصراع في سورية أو حول مستقبل سورية فكل شيء متاح وليست هناك حدود لتلك المفاوضات».
ورداً على سؤال حول استعداده لمناقشة مصيره كرئيس، أجاب الأسد «نعم، لكن منصبي يتعلق بالدستور، والدستور واضح جداً حول الآلية التي يتم بموجبها وصول الرئيس إلى السلطة أو ذهابه (...) الشعب السوري كله ينبغي أن يختار الرئيس».
لكنه أردف متسائلاً «من سيكون هناك من الطرف الآخر؟ لا نعرف حتى الآن. هل ستكون معارضة سورية حقيقية؟ وعندما أقول (حقيقية) فإن ذلك يعني أن لها قواعد شعبية في سورية».
وفي هذا الإطار، اعتبرت بسمة قضماني عضو الوفد المفاوض، المنبثق عن المعارضة السورية، أن «الروس هذه المرة جادون وحازمون. يريدون الخروج من النزاع، ذهبوا في الخيار العسكري أبعد مما كان في مصلحتهم».
وقالت لـ «فرانس برس» إن الروس «لا يمكنهم تحقيق نصر كامل، فذلك سيستمر لسنوات (...) ولهذا هم يريدون الآن حلاً سياسياً وأن يكون هذا اللقاء في آستانا ذا مصداقية».
العدد 5239 - الإثنين 09 يناير 2017م الموافق 11 ربيع الثاني 1438هـ
الاسد ضيع سوريا في سبيل الكرسي