وصل الرئيس اللبناني ميشال عون إلى السعودية أمس الإثنين (9 يناير/ كانون الثاني 2017) في أول زيارة خارجية منذ انتخابه في أكتوبر/ تشرين الأول على أمل تخفيف التوتر الناجم عن التنافس بين الرياض وطهران.
ويأمل عون حليف جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران أن تسفر جولته الخارجية التي تشمل أيضاً قطر وإيران عن رفع تحذيرات السفر التي وجهتها دول خليجية العام الماضي لمواطنيها الراغبين في زيارة لبنان وأضرت بشدة بقطاعه السياحي.
ولبنان في قلب المنافسة الإقليمية بين السعودية وإيران. وتخلت الرياض فيما يبدو عن لبنان خلال العام الماضي مع انشغالها المتزايد بصراعها مع إيران في سوريا واليمن والعراق والبحرين.
ويدعم البلدان الطرفين المتنافسين في الصراعات الأربعة.
وألغت السعودية في فبراير شباط حزمة مساعدات قيمتها ثلاثة مليارات دولار للجيش اللبناني ونصحت السعوديين بعدم زيارة لبنان الذي يعتمد بشدة على السياحة.
تزامن ذلك مع أزمة مالية في شركة سعودي أوجيه للإنشاءات التي تخص أسرة الحريري أكبر حلفاء السعودية في لبنان.
وألقت التوترات بظلالها على مصير نحو 750 ألف لبناني يعيشون ويعملون في السعودية ودول خليجية أخرى ويحولون ما بين سبعة وثمانية مليارات دولار إلى بلادهم.
وبدأ التوتر يقل بعد انتخاب عون في اتفاق شهد اختيار أكبر سياسي سني في لبنان وهو سعد الحريري رئيساً للوزراء.
وفي بيان اليوم الاثنين قال الحريري إن زيارة عون للرياض خطوة مهمة نحو تطبيع علاقات لبنان مع السعودية ودول الخليج.
كان الأمير السعودي خالد الفيصل أمير منطقة مكة دعا عون إلى زيارة المملكة خلال زيارة لبيروت في نوفمبر/ تشرين الثاني.
وقالت الرئاسة اللبنانية إن الوفد المرافق للرئيس يضم ثمانية وزراء في الزيارة التي تستمر حتى الأربعاء. وكان وزير الداخلية نهاد المشنوق قال يوم السبت إن الرئيس سيبحث المنح العسكرية إلى لبنان التي جمدت العام الماضي.
ويسعى عون الذي سيجري محادثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى تنشيط التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري والمساعدات وخاصة المساعدات العسكرية المجمدة. وقال الوزير إن الزيارة ستشهد اجتماعا موسعا يشارك فيه كل الوفد الوزاري ثم تجرى اجتماعات ثنائية بين الوزراء.
وفي محادثاته مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيبحث الوفد اللبناني مسألة تخفيف إجراءات إصدار تأشيرات العمل للبنانيين.
كما يتوقع أن يبحث عون مساعدة قطر في إطلاق سراح تسعة جنود لبنانيين يعتقد أنهم في الأسر لدى تنظيم "داعش".