تمكنت قوات النخبة العراقية أمس الأحد (8 يناير/ كانون الثاني 2017) من الوصول للمرة الأولى إلى نهر دجلة الذي يقسم مدينة الموصل، في خطوة أساسية لاستعادة ثاني أكبر مدن العراق من الإرهابيين الذين لا يزالون يحتلون القسم الغربي من المدينة.
في هذه الأثناء شهدت العاصمة بغداد التي تتزايد فيها التفجيرات منذ بدء عملية تحرير الموصل في أكتوبر/ تشرين الأول 2016، اعتداءين داميين إضافيين أمس (الأحد).
وأعلن المتحدث باسم قوات النخبة العراقية، صباح النعمان لوكالة «فرانس برس» أن قوات مكافحة الإرهاب «وصلت إلى نهر دجلة في الجانب الشرقي» وتمركزت حول الجسر الرابع بالمدينة وهو أبعدها جنوباً.
وقوات مكافحة الإرهاب تشكل رأس حربة عملية تحرير الموصل. وكان جنودها الشديدو الانضباط والمتدربون في شكل جيد أول من دخل الموصل بداية نوفمبر/ تشرين الثاني مكبدين مسلحي تنظيم «داعش» الذي يحتل الموصل منذ يونيو/ حزيران 2014، هزيمة كبيرة.
ويشكل تقدم قوات مكافحة الإرهاب العراقية باتجاه ضفتي نهر دجلة نصراً رمزياً وتكتيكياً بعد نحو ثلاثة أشهر من بدء عملية الموصل. ويعقد وصول هذه القوات إلى نهر دجلة وضع الإرهابيين الذين تقلصت أصلاً إمكانات الإمداد لديهم.
وكانت غارة جوية في 28 ديسمبر/ كانون الأول 2016، جعلت آخر جسور الموصل الخمسة الذي كان يستخدم للعبور بين قسمي المدينة، خارج الخدمة.
ويقاوم الإرهابيون تقدم الجيش العراقي مستخدمين السيارات المفخخة. كما يعرقل تقدم القوات العراقية والدعم الجوي الدولي، وجود مئات آلاف المدنيين في الموصل.
اعتداءان في بغداد
ومع تقدم القوات العراقية تتكثف الاعتداءات في العاصمة بغداد.
وقتل 18 شخصاً على الأقل أمس (الأحد) بتفجيرين انتحاريين استهدفا أسواقاً شعبية في مدينة الصدر وحي البلديات في بغداد وتبنى تنظيم «داعش» أحدهما.
وأوضحت مصادر أمنية أن انتحارياً يقود سيارة مفخخة فجر نفسه عند الباب الخلفي لسوق جميلة الرئيسي لبيع الفواكه والخضر ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة أكثر من ثلاثين بجروح.
وسوق جميلة هو أحد أكبر أسواق العاصمة لبيع الفواكه والخضر، ويقع في مدينة الصدر في شمال شرق بغداد والتي تتعرض لهجمات متكررة.
وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن في بيان «لاحظ أحد الجنود السيارة التي يقودها انتحاري في منطقة جميلة وأطلق النار عليه لكن الإرهابي فجر السيارة التي يقودها وهو بداخلها». وأصيب جندي إضافة إلى شرطي برفقته بجروح.
وتبنى التنظيم الإرهابي التفجير في بيان عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ونقلت جثث معظم الضحايا إلى مستشفى الصدر التعليمي القريب من مكان الهجوم. وبين الجثث تلك العائدة للانتحاري وهو مقطوع الرأس.
وفي وقت لاحق الأحد، فجر انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً نفسه داخل أحد الأسواق الشعبية في حي البلديات شرق بغداد ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 16 آخرين، بحسب مصادر أمنية وأخرى طبية.
وأفاد مصدر أمني أن «الشرطة اشتبهت بالانتحاري وطاردته لكنه تمكن من تفجير نفسه».
وكان التنظيم المتطرف أعلن مسئوليته عن هجوم في مدينة الصدر في الثاني من يناير الجاري أسفر عن مقتل 35 شخصاً، تزامناً مع زيارة كان يقوم بها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لبغداد.
العدد 5238 - الأحد 08 يناير 2017م الموافق 10 ربيع الثاني 1438هـ