وجدت دراسة حديثة ارتباطاً بين إدراك الأبناء للدفء الوالدي وبين كل من التفكير الإبداعي والتوافق النفسي، خصوصاً عند الموهوبين منهم.

وأظهرت الدراسة إمكانية التنبؤ بالعلاقة بين الموهبة والتوافق النفسي من خلال إدراك القبول للرفض الوالدي كوسيط. وأوصت الدراسة بإعداد برامج توجه لأولياء الأمور للتوعية بتأثير الأساليب التربوية المتبعة مع الأبناء على كل من التفكير الإبداعي والتوافق النفسي.

وأجرت الباحثة مها الجارالله الدراسة على عينة من 500 طالب وطالبة من طلبة المرحلة المتوسطة والثانوية كجزء من متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه في فلسفة تربوية الموهوبين من قسم تربية الموهوبين بكلية الدراسات العليا. حيث طبقت الدراسة على مجموعة من الاختبارات منها اختبار تورانس الشكلي للتفكير الإبداعي وهو اختبار يهدف إلى الكشف عن الأفراد ذوي التفكير الإبداعي، واستبيان تقدير الشخصية الذي يحتوي على سبعة مقاييس فرعية منها العدوانية، والاعتمادية، تقدير الذات، الكفاية الشخصية، التجاوب الانفعالي، الثبات الانفعالي، والنظرة للعالم. واختبار مقياس القبول والرفض الوالدي وهي أداة قياس تتكون من أربعة مقاييس فرعية تقيس إدراك الأبناء لدفء الآباء، والعدوان، والإهمال، والرفض غير المحدد. كما اختبار المصفوفات المتتابعة لريفن، وهي أداة لقياس نسبة الذكاء. هذا وأظهرت باقي النتائج أن الذكور يميلون إلى إدراك الأب على أنه أكثر رفضاً، ومالت الإناث على إدراك الأب على أنه أكثر قبولاً.

إلى ذلك، وجدت الدراسة أن طلبة المرحلة المتوسطة يفوقون طلبة المرحلة الثانوية في إدراك الأب على أنه أكثر دفئاً وقبولاً، فيما مال طلبة المرحلة الثانوية إلى إدراك الأم والأب على أنهما أكثر نبذاً، وفسرت الباحثة الجارالله أن هذه النتيجة تبين أنه كل ما تقدم الإنسان في العمر زاد إدراكه للرفض الوالدي.

وأشارت النتائج إلى أن الذكور وطلبة المرحلة المتوسطة يتمتعون بقدر أكبر من التوافق النفسي مقارنة بالإناث وطلبة المرحلة الثانوية، وفسرت الباحثة هذه النتيجة نظراً لحساسية مشاعر الإناث، وتزامن مرحلة الدراسة الثانوية مع سن المراهقة الذي يشهد تغييرات انفعالية ومزاجية هائلة.

كما أظهرت النتائج أن إدراك الموهوبين للدفء والقبول الوالدي يفوق إدراك الطلبة العاديين، وأظهر الموهوبون مستويات مرتفعة من التوافق النفسي السوي.

وكشفت النتائج أن طلبة المرحلة المتوسطة يتمتعون بمستويات مرتفعة من الموهبة تفوق طلبة المرحلة الثانوية، وعليه نصحت الباحثة باستهداف المراحل العمرية المبكرة عند الكشف عن الموهبة واحتضان الطلبة الموهوبين في سن مبكرة لاحتواء المواهب وضمان عدم ضياعها.

يشار إلى لجنة مناقشة رسالة دكتوراه الباحثة مها الجارالله تكونت من أستاذ القياس النفسي والتقييم في جامعة الخليج العربي موسى النبهان مشرفاً مشاركاً، وأستاذ علم النفس المعرفي والتعلم بجامعة الخليج العربي عماد عبدالرحيم الزغول مشرفاً مشاركاً، وأستاذ علم النفس الاجتماعي التجريبي بكلية التربية جامعة الملك محمد الخامس محمد التويجري ممتحناً خارجياً، وأستاذ تربية الموهوبين بجامعة الخليج العربي فاطمة الجاسم ممتحناً داخلياً.