العدد 43 - الجمعة 18 أكتوبر 2002م الموافق 11 شعبان 1423هـ

86 في المئة يقاطعون المنتجات الأميركية في البحرين

الوسط - وحدة الاستطلاعات 

18 أكتوبر 2002

 على رغم انحسار المسيرات التضامنية مع الشعب الفلسطيني في البحرين فإن استطلاعاً للرأي نظمته «الوسط» في الذكرى السنوية الثانية للانتفاضة كشف عن وجود تأييد كبير لمقاطعة المنتجات الأميركية، وأن هناك رضاً متزايداً لشراء البضائع البديلة للمنتجات الأميركية، وان غالبية المقاطعين لهذه المنتجات يقصدون توجيه رسالة سياسية إلى الإدارة الأميركية تعبيراً عن رفضهم لسياستها تجاه الشرق الأوسط خصوصاً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ورأت الغالبية أن المقاطعة تؤثر على الاقتصاد الأميركي.
وأظهر الاستطلاع أن 86 في المئة من المشاركين يؤيدون فكرة مقاطعة المنتجات الأميركية، وأن 56 في المئة منهم يقاطعون كل البضائع الأميركية، بينما يقاطع 38 في المئة من العينة «بعضها»، وأن 6 في المئة منهم لا يقاطعونها إطلاقا. ولوحظ أن الفئة العمرية من 26 إلى 40 سنة أكثر تحمساً للمقاطعة الكلية.
ومقارنة بما كانت عليه المقاطعة في بداية انتفاضة الأقصى أبدى 66 في المئة من المشاركين في الاستطلاع اعتقادهم بتراجع المقاطعة عن السابق، وكانت الصورة عكسية لدى 25 في المئة، إذ أكدوا أن المقاطعة ازدادت، ولعل السبب ـ في تقدير المشاركين ـ تراجع المقاطعة بهذه النسبة الكبيرة إلى نتيجة تراجع التغطيات الإعلامية للموضوع وانحسار المسيرات والبرامج التلفزيونية التي تبنت برامج المقاطعة.
وأجرت «الوسط» الكثير من اللقاءات مع  المهتمين من السياسيين والاقتصاديين والتجار والمستهلكين لتقييم نتائج الاستطلاع.


في استطلاع «الوسط» للرأي العام :
86% يقاطعون المنتجات الأميركية و 79% يقصدون إرسال رسالة سياسية


الوسط - فهيم عبدالله وخليل عبدالرسول وهاني أوال , ساهم في الاستطلاع: أحمد عبدالعزيز عبدالرحمن وعبدالله أحمد عبدالله وأحمد مراد
 كشف استطلاع للرأي نظمته صحيفة «الوسط» وشارك فيه 500 مواطن وخليجي وعربي في المحافظات الخمس في البحرين عن وجود تأييد كبير لدعوات مقاطعة المنتجات الاميريكة في البحرين، وان هناك رضا مرتفعاً عن البضائع البديلة للمنتجات الاميركية، وان غالبية المقاطعين لهذه المنتجات متأكدون من ان هذا العمل يرسل رسالة سياسية للإدارة الاميركية ويؤثر في اقتصادهم.
وأظهر الاستطلاع ان 86٪ من المشاركين يؤيدون فكرة مقاطعة المنتجات الاميركية وأن 12٪ منهم يعارضونها و2٪ كانوا مترددين في موقفهم من الفكرة، إلا ان العرب المشاركين في الاستطلاع كانوا اقل تحمسا من المواطنين والخليجيين في المقاطعة، وربما عُزي ذلك لوجود انعزالية بينهم في المجتمع البحريني الذي يحمس بعضه بعضا.
وإجابة عن سؤال يتعلق بممارسة المشاركين في الاستطلاع في المقاطعة بشكل عملي أجاب 38٪ منهم بانهم يقاطعون (بعض) المنتجات الاميركية، و 56٪ يقاطعونها كلها، و 6٪ لا يقاطعونها، وقد لوحظ ان الفئة العمرية من 26 إلى 40 سنة اكثر تحمسا للمقاطعة الكلية وربما عُزي ذلك لحال النضج والتحكم في النفس. ولمعرفة تقييم المشاركين لواقع المقاطعة فقد سألناهم عن موقف المستهلكين من ذلك فأجاب 66٪ منهم بانها قد تراجعت عن السابق، و25٪ بانها زادت، و9٪ بانهم لا يستطيعون إعطاء تقييمهم في هذا الشأن، وقد لوحظ ان النساء بالغن بعض الشيء فيما يتعلق بالترجع عن المقاطعة، وأن الفئة العمرية (أكثر من 40 سنة) وكذلك الخليجيون والعرب قد قللوا من شأن التراجع في المقاطعة، ولعل السبب في تقدير المشاركين لتراجع المقاطعة بهذه النسبة الكبيرة على رغم أنهم يؤكدون بأنهم يمارسونها بنسبة كبيرة من خلال الاسئلة السابقة هو التوهم بذلك نتيجة لتراجع التغطيات الاعلامية لهذا الموضوع وانحسار المسيرات والبرامج التلفزيونية التي تتبنى برامج المقاطعة ليشعروا بانها غير موجودة فيمارسونها عمليا ولكن لا يرونها لدى الآخرين. وإجابة عن سؤال يتعلق بمدى جودة المنتجات الاميركية مقارنة بغيرها أجاب 38٪ منهم بانها ممتازة، و59٪ بانها عادية ومماثلة و4٪ يجهلون الاجابة، وقد لوحظ ان العرب المشاركين كانوا اكثر تحيزا ضد جودة البضائع الاميركية وربما عزي ذلك لتحيزهم للصناعات العربية االتي تنتجها بلادهم واالتي تنافس المنتجات الاميركية، ولعل الاجابات على هذا السؤال تكون من باب العاطفة والكره لكل ما هو أميركي، فمعروف بان المنتجات الاميركية تعتبر ذات جودة عالية.
وإجابة عن سؤال يتعلق بتقييم المشاركين في الاستطلاع للبضائع االتي طرحت في الاسواق المحلية كبضائع بديلة عن المنتجات الاميركية أجاب 74٪ منهم بان هذه البضائع البديلة مقنعة ومعقولة، وعارضهم في الفكرة 18٪ وأجاب 8٪ بانهم لا يعرفون ولعلهم من الفئة التي لا تقاطع المنتجات أصلا، والمثير أن الفئة التعليمية من المشاركين الحاصلين على الشهادة الابتدائية والاعدادية هم اكثر المتحمسين للبضائع البديلة، وربما كان رخص هذه البضائع فضلا عن الايمان بالفكرة وراء هذا الحماس، كما انه بالمقابل فقد كان الخليجيون اقل حماسا أوعلماً بمدى قبول البضائع البديلة وربما رجع ذلك لمدى تمسكهم بالجودة الاعلى االتي تتمتع بها البضائع الاميركية التي يستعملونها. ولمعرفة موقف أبنائنا الأطفال من دعوات المقاطعة أجاب 67٪ منهم بان الاطفال يؤيدون هذه الدعوات، وان 8٪ فقط يعارضونها و25٪ لا يفهمونها، ويلاحظ هنا ان النساء كن أكثر تحمسا لان يقاطع الأطفال هذه المنتجات، وان أطفال الخليجيين والعرب المشاركين وكما هو متوقع اقل تحمسا لذلك واقل إدراكا لمعانيها. وعن جدوى فكرة المقاطعة أجاب 86٪ منهم بانها مجدية مقابل 10٪ بعدم الجدوى و4٪ بانهم لا يعرفون الاجابة، وهي إجابات تؤكد نتائج الأسئلة السابقة فيما يتعلق بتأييد الفكرة من الاصل، ويتبع ذلك تراجع القناعة بالجدوى للعرب والخليجيين. وفي الوقت الذي يرى فيه 82٪ من المشاركين ان مقاطعة المنتجات الاميركية تؤثر على الاقتصاد الاميركي و13٪ لا يرون ذلك، و5٪ لا يعرفون الاجابة، وهي اجابات تؤكد كذلك النتائج السابقة، فإن 79٪ منهم يرون أن أسلوب المقاطعة قد اوصل رسالة سياسية إلى الادارة الاميركية عن موقف المواطن البحريني الغاضب من مواقفها، ويرى 10٪ غير ذلك و11٪ لا يعرفون. ويبدو ان الهدف الذي يقوم به المقاطعون بالدرجة الاولى هو ارسال الرسالة السياسية بدليل ان نسبته اكثر من نسبة الهدف بالاضرار الاقتصادي للولايات المتحدة الاميركية، وربما رجع ذلك إلى ان الرسالة السياسية اكثر إحرازا وإمكانا من الضرر الاقتصادي الذي يتطلب فترة طويلة من العمل والالتزام الجماعي وعلى نطاق واسع.
وفيما يتعلق بموقف المشاركين من الموظفين البحرينيين العاملين في الشركات والمطاعم التي تبيع المنتجات الاميركية فقد قال 34٪ منهم بانهم لا يبالون بهم، و59٪ أنهم يتعاطفون معهم، و 3٪ فقط قرروا التراجع عن المقاطعة خوفا عليهم، و5٪ لم يحددوا موقفهم. ويتضح ان نسبة المتعاطفين مع هؤلاء الموظفين كبيرة ولكن هذا التعاطف لا يشفع لهم لترك مبدأ المقاطعة، كما نجد من خلال الارقام المقارنة أن النساء أكثر صرامة بالنسبة لهؤلاء الموظفين ومثلهن المشاركون العرب! كما يتضح بان الفئة التعليمية الحاصلة على شهادة الابتدائية او الاعدادية أكثر تحمسا وصرامة منهم جميعا.
وكيل بضائع استهلاكية: تراجعت المبيعات  فعلاً بسبب الموقف الاميركي من أحداث جنين
  فيصل حسن جواد رئيس مجلس إدارة شركة حسن محمد جواد التي تدير محلات جواد سوبر فير واالتي تملك وكالات لمواد غذائية واستهلاكية يقول انه من الطبيعي أنّ تأييد مقاطعة المنتجات الاميركية ما زال قائماً حتى اليوم (كما أشار الاستطلاع بنسبة 86٪)، وذلك بسبب استمرار الموقف الأميركي في الجانب الذي لا يصب في مصلحة الأمة العربية والإسلامية.
كما أنّ تراجع المقاطعة (بنسبة 66٪) يعد أمراً طبيعياً أيضاً وذلك لأنّ المقاطعة تشتد عند الأزمات كما حدث أيام مذبحة جنين وفيما لو حدثت مذبحة أخرى اليوم ستعود المقاطعة بالشدة نفسها، فقد تأثرت الشركات الأميركية التي تعاملنا معها بسبب المقاطعة وتحديداً بعد مذبحة جنين.
ويبرر استمرار قيام عدد من المحلات ببيع المنتجات الأميريكة على رغم وجود نسبة يعتد بها من المقاطعين لهذه المنتجات بأن التاجر مرتبط بالسوق وعامة الناس وهو يعرض ما يريدونه وليس ما يريده هو، كما أن هناك فرقاً بين المنتجات الاميركية التي نستوردها من الولايات المتحدة الاميركية مباشرة وبين تلك التي نشتريها من الوكلاء في البحرين، اشتريناها من اميركا  مباشرة لا يمكن لنا إرجاعها واسترداد قيمتها وبالتالي فنحن نعرضها لكي لا نخسرها أو نخسر قيمتها، بخلاف التي اشتريناها من الوكلاء في البحرين فنستطيع إرجاعها واسترجاع قيمتها، وأنا أرى بأن التجار الذين منعوا المنتجات الاميركية عن محلاتهم إنما هم من النوع الثاني الذي يشتري البضاعة من البحرين ولذلك تمكنوا من إرجاعها بسهولة.
رئيس الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع  مع العدو الصهيوني: نذكّر المواطنين  بضرورة المقاطعة ونحذّر من التعامل مع العدو!
  ومن جهته قال رئيس الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني إبراهيم كمال الدين اننا شاهدنا قوائم كثيرة للبضائع البديلة التي فاقت البضائع الاميركية جودة منتشرة ومتوفرة الآن في الأسواق، ما حدا ببعض السفراء إلى التلميح بالخسائر التي منيت بها الخزينة والشركات الاميركية نتيجة لهذه المقاطعة، كما صرّح أحد الوزراء العرب طالباً من مواطنيه الامتناع عن مقاطعة هذه البضائع لأنّ هذا الأسلوب قد يضر بالعلاقات مع سيده الاميركي!
تؤكد الأخبار الواردة من الشقيقة السعودية أنّ نسبة استيراد المنتجات الاميركية انخفضت إلى 40٪ خلال الأشهر الستة الماضية.
ويقول ان الأمر المفرح أنّ نسبة المؤيدين للمقاطعة جاءت 86٪، وهي نسبة عالية ودليل على الوعي بجدوى المقاطعة، وإصرار المواطنين على توصيل رسالة غضب للإدارة الأميركية. ويقول إن نسبة الـ 66٪ الدالة على وجود تراجع في المقاطعة تتطلب منا التوقف عندها قليلاً لنعيد تذكير المواطنين وتحذيرهم من خطورة التعامل والتهاون مع عدونا، وعلينا الاستمرار في المقاطعة ما دام عدونا يفترس إخوتنا في فلسطين المحتلة.
كما أنّ نسبة 67٪ تؤكد تأييد أطفال البحرين للمقاطعة، وهي تدل على صحوة لا تستثني الصغير ولا الكبير، وأما بالنسبة للموقف من العاملين البحرينيين في الشركات والمطاعم الاميركية فإنه نظراً لتفشي البطالة في البحرين فإن الناس تخاف من «قطع الأرزاق»، ولذلك صوّت 59٪ من العينة بتعاطفهم مع العمال البحرينيين في المطاعم والمؤسسات التي تبيع المنتجات الأميركية، وهذا دليل آخر على سريان المقاطعة ومطالبة المجتمع بإيجاد أعمال بديلة لهؤلاء العمال وحمايتهم من البطالة. ويؤكد على انه نتيجة لهذا الاستطلاع فإن حيوية المجتمع البحريني وإصراره على إرسال رسالة تحذير للإدارة الأميركية على أن الشعوب بإمكانها أن تخوض المعارك وتنتصر من دون سلاح عدا سلاح الإيمان بعدالة القضية وحتمية الانتصار.
 الدكتور عبد العزيز أبل: دلالات على معاداة  أهل البحرين للولايات المتحدة بسبب مواقفها
يقول الناشط الوطني نائب رئيس نادي العروبة الدكتور عبدالعزيز أبل في تعليقه السياسي على الاستطلاع إنه يبرز موقف البحرينيين المعادي للولايات المتحدة الأميركية وحرصهم على عدم دعمها وان نسبة 86٪ من المؤيدين للمقاطعة تشير إلى أن اتخاذ النسبة الأعلى لموقف صارم من العلاقات الاقتصادية بالولايات المتحدة الأميركية، فيما أكدت نسبة 56٪ الموقف نفسه بمقاطعة «كل» البضائع الأميركية في قبال نسبة مؤثرة (37٪) عبرت عن مقاطعة «انتقائية» للبضائع الاميركية، ولعل هذه النسبة تخيلت البضائع المقصودة كالكمبيوترات والأدوية وقطاع المعلومات ولا تقاطع كل ما هو اميركي. ويضيف انه يرجع اعتقاد 66٪ من العينة بتراجع المقاطعة إلى أنّ المقاطعة لم تعد في أوجها كما كانت عند بداية حملة المقاطعة أو خلال الأيام الأكثر دموية للقمع الصهيوني للمواطنين الفلسطينيين، كما أن تعبير 59٪ من العينة عن قناعتهم بأن المنتجات الاميركية عادية كغيرها، يبرز المشاعر المناهضة للولايات المتحدة وهو موقف يعبّر عن نفور شديد مما هو أميركي على رغم القناعة بأنّ المنتجات الأميركية جيدة، لكن الموقف السياسي للعينة يدفع باتجاه التقليل من شأن جودة هذه المنتجات، وربما يكون ذلك تعبيراً عن شعور استهلاكي حقيقي إذ لا يجد المستهلك المشارك في العينة فرقاً كبيراً بين ما هو أميركي وما هو أوروبي على سبيل المثال.
ويؤكد على أن الموقف السياسي هو الذي يحكم تقديرات الجودة فقد ارتأت نسبة 74٪ من العينة أنّ البدائل المطروحة للبضائع الأميركية مقنعة ومعقولة، ويمكن للمحلل أن يستنتج أنّ المزاج السياسي للمستهلك البحريني والعربي إزاء السياسة الأميركية هو مزاج موجه وثابت إذ لا تهمه الجودة عندما يتعلق الأمر بالمصير والكرامة الوطنية والقومية أو الإسلامية.
واما عن نسبة جدوى المقاطعة (86٪) فيدلل على الوعي بأهمية العلاقة بين السياسة والاقتصاد، وكذلك كانت النسبة متقاربة فيما يتعلق بالاعتقاد بتأثير المقاطعة على الاقتصاد الأميركي، فهذه القناعة هي التي عبرت عنها نسبة عالية من العينة (80-68٪) تعبر عن ربط وثيق بين العداء للصهيونية والغضب من الولايات المتحدة الأميركية وموقفها المنحاز كلياً للعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الشقيق. ويقول إن نسبة 79٪ عبرت عن قناعتها بوصول الرسالة المعادية للسياسة الأميركية إلى الإدارة الاميركية ولصناع القرار الأميركي، كما أوضح الاستطلاع مدى حساسية العينة للمصاعب الوظيفية التي قد يعاني منها العاملون البحرينيون في شركات قد تتأثر بالمقاطعة، وذلك بتعاطف أكثر من نصف العينة مع هؤلاء العاملين الذين قد يتضررون إثر هذه المقاطعة.
ويختم بأنه يتبين لنا من الاستطلاع أنّ المستهلك البحريني والعربي يعي أهمية الاقتصاد ويرى ضرورة استخدام السلاح الاقتصادي في العمل السياسي الهادف إلى تحرير مقدرات الأمة العربية والإسلامية من الهيمنة الأميركية والضغط عليها لتعديل موقفها المنحاز كلياً للعدو الصهيوني.
الاقتصادي جعفر الصايغ عن النتائج: دليل وعي  المجتمع بفكرة المقاطعة وقدرته على الاستمرار
يعلق الاقتصادي الدكتور جعفر الصايغ على نسبة المشاركين 86٪ التي تؤيد فكرة القاطعة بأن هناك رغبة للاستجابة وليس بالضرورة وجود القابلية لديهم، و يرى أن نسبة 56٪ من المشاركين الذين يقاطعون (كل) البضائع الاميركية تعتبر نسبة لابأس بها قادرة على التعايش من دون الحاجة للسلع الاميركية ما يعني أنها أصبحت غير ضرورية لفئة كبيرة من المواطنين. وعن نتيجة تراجع المقاطعة بنسبة 66٪ يقول الصايغ ان هذه النتيجة ربما تتناقض مع ارتفاع نسبة المقاطعين فعليا ولكنها قد تعطي مؤشرا على ان المقاطعين غير قادرين على الصمود لفترة طويلة. ويقول معلقا على نسبة المشاركين 59٪ من الذين يرون ان جودة البضائع الاميركية عادية ومماثلة للمنتجات الأخرى ان إجابتهم يغلب عليها الطابع السياسي اكثر من كونها استهلاكية، ولكن إذا كانوا يرون ذلك فعلا فمن السهل عليهم الاستمرار في المقاطعة لفترة أطول.
وعن نسبة 82٪ للمشاركين الذين يرون جدوى المقاطعة يعلق بأن هذه النسبة تتناقض مع نسبة تراجع المقاطعة نفسها، وهي تعني ان غالبية المشاركين يعتقدون بجدوى الفكرة إلا أنهم لا يستطيعون الصمود فيها.
ويقول ان نسبة 82٪ من المشاركين الذين يرون في المقاطعة تأثيرا على الاقتصاد الاميركي تشير إلى ان الشارع البحريني مدرك لاهمية المقاطعة وتأثيرها على الاقتصاد وهي معلومة صحيحة 100٪!
الاقتصادي حسين المهدي: استطلاع عاطفي  والمقاطعة لابد أن تُدرس وإلا تكبّدنا نحن الخسائر!
  الاقتصادي حسين المهدي (مهتم بالشئون الاقتصادية المحلية والعربية) يعلق أولا على حيثيات الاستطلاع فيقول انه يجب أن نأخذ باعتبارنا بعض الاعتبارات فيما يتعلق بالاستطلاع ومن أهمها أن الجنس الذكري قد شارك بنسبة 82٪، وأن الفئة العمرية غلب عليها الشباب في فترة المراهقة (10-25 سنة)، وفي تقديري أن هذه الفئة يجب أن يتم التعامل معها بحذر خصوصاً أن فترة المراهقة تتميز بنقص الخبرة وإبداء الرأي الاعتباطي، وبالتالي يكون كلامنا قريباً للعاطفية.
 ولو أخذنا المقاطعة على أساس عاطفي وقصير المدى من غير دراسة متأنية تضمن جدوى المقاطعة فإنّ ذلك سيعود بالسلب على اقتصاداتنا، فأهم الشركات الاميركية التي تستورد دولنا منها هي شركات السيارات، وتشير الأرقام إلى أنّ معدل ازدياد الاستيراد منذ بدء الانتفاضة العام 2001م حتى الآن قد زاد بنسبة 5٪ سنوياً على رغم تدهور النمو الاقتصادي في بلداننا.  ويقول ان استطلاع الرأي هذا بيّن ظاهرة أخرى هي أن هناك نحو ثلث عينة من الاستبيان لا تبالي بمقاطعة المطاعم الاميركية سواء فيها بحرينيون أو لا، وحوالي أكثر من ثلث العينة يقاطعون بعض المنتجات الاميركية وليس كلها، كما أن نسبة 66٪ من المشاركين في الاستطلاع يرون أن المقاطعة تراجعت وهذا يدل على تناقض في قبال تأييد 82٪ منهم للمقاطعة، فالمقاطعة تراجعت بنسبة الثلثين والكثير من المشاركين يرى جودة البضائع الاميركية وهذا يدلنا على عاطفية الاستطلاع والتناقضات فيه.

العدد 43 - الجمعة 18 أكتوبر 2002م الموافق 11 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً