في مملكة البحرين، جهود ومؤسسات تعنى بحالات التوحد، «المرض» الموصوف من قبل المختصين بالغامض، والداء الذي «تزداد ضحاياه وتتضاعف».
تلك هي حصيلة زيارة نفذتها «الوسط»، أمس السبت (7 يناير/ كانون الثاني 2017)، لمركز عالية للتدخل المبكر، والذي قفز عدد الأطفال الموجودين على قائمة الانتظار لديه من 180 طفلاً قبل 10 سنوات إلى 420 طفل حالياً.
شباب في عمر الزهور، كانوا في الاستقبال. دخلوا المركز بحالات وأعراض وصفت من قبل ذويهم بالصعبة، هم «اليوم في تحسن مستمر، وجاهزون للانتقال لحياتهم العملية»، تقول ذلك معلمتهم أحلام موسى التي تشكو بقاء 8 من خريجي المركز من دون وظيفة، لتناشد على إثر ذلك الجهات المختصة وعلى رأسها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، التدخل وحلحلة المشكلة.
وعلى وقع موسيقى فيروزية وسط هواء طلق وزهور يانعة، كان الحديث مع عدد من مسئولات المركز وأمهات منتسبيه، وذلك في الحفل الذي يقام أسبوعياً، ضمن حزمة فعاليات الهدف منها تعزيز المهارات الاجتماعية والتواصلية للمنتسبين.
تبدأ مديرة مركز عالية للتدخل المبكر الشيخة رانية بنت علي آل خليفة، الحديث فتقول: «يعمل المركز الموجود منذ 12 عاماً، على التدخل المبكر والتأهيل المهني للأطفال الذين يعانون من صعوبات التواصل أو التوحد، ويشتمل على برامج مختلفة تركز جميعها على البرامج السلوكية والتي لها علاقة بالتخاطب، ويتوافر في المركز 3 مختصين من خارج مملكة البحرين يزورنا سنوياً».
وأضافت «باستمرار نعمل على تحديث البرامج، فكل طفل من أطفال التوحد هو حالة خاصة، والبحوث لا تزال مستمرة للبرامج المناسبة لكل حالة أو لكل طفل، ولذا تكثر البرامج بل والمدرسون أيضاً، إذ يمكن أن تدخل لأحد الصفوف لترى 6 طلبة تقبلهم 6 مدرسات ومشرفة».
وتابعت «إلى جانب المركز، هناك المدرسة ومجمع المعالي الطبي، أما خريجو المركز، فقد قفز عددهم من 2 إلى 4 طلاب سنوياً، إلى 10 أطفال، بمجموع يصل إلى نحو 50 طالباً».
ونوهت الشيخة رانية بجدوى التدخل المبكر، وبينت أن التحسن يعتمد على حالة الطفل والصعوبات التي يعاني منها، وعلى تعاون الأهل، مشيرة لحظة حديثها عن تحدي الحصول على وظيفة، إلى تنظيم المركز، اليوم (الأحد)، زيارة لعدد من المختصين، إلى جانب إقامة مؤتمر صحافي في (10 يناير/ كانون الثاني 2017)، وذلك لتنفيذ برنامج بالشراكة مع «تمكين» والمختصين في مجال التدريب المهني للأطفال، واصفة إياها بـ «التجربة الرائدة على مستوى البحرين».
بجانب ذلك، أكدت الشيخة رانية، ازدياد حالات التوحد في البحرين وفي العالم، وعقبت «لذا لابد من وجود شيء مشترك عالمياً، أما الأسباب فهناك نظريات كثيرة نرجح منها ما طال جيناتنا من أضرار، ومستقبلاً أتصور أن العلم سيفصل بين كل حالة من حالات التوحد عن الأخرى والتي تندرج جميعها حالياً تحت عنوان واحد».
وبشأن مؤشرات تزايد حالات التوحد، قالت: «الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية قبل 10 سنوات وبعدها، إلى جانب تجربتنا في المركز، إذ نفتح باب التسجيل لمدة شهر في السنة، وخلال هذه المدة نسجل نحو 150 طفلاً، ونغلق باب التسجيل فيما لايزال عدد على قائمة الانتظار بعضهم ينتظرون منذ 3 سنوات».
بدورها، كانت المعلمة في المركز أحلام موسى، التي التحقت بالعمل قبل 10 سنوات، تشير إلى «تفاوت حالات التوحد، من بينها الخجل وضعف التواصل البصري وصعوبات التعلم وصعوبات القراءة والطفل روتيني، وطفل النشاط المفرط»، وأضافت «على مستوى أطفال البحرين، ومن خلال تجربتي فلا وجود لسمة غالبة، ففي صفي مثلاً 15 حالة جميعها مختلفة».
وطوال حديثها، كانت المعلمة أحلام تظهر قدراً عالياً من الرضا حيال عملها. تعلق على ذلك بالقول: «صحيح أن التعامل مع حالات التوحد صعب، لكنني لو خيرت وقد أكملت 10 سنوات، بين أن أعمل هنا لـ 20 سنة أخرى، وبين أن أنتقل لأطفال طبيعيين، فلن أبرح مكاني. العمل معهم روعة، وللوهلة الأولى قد تشعر بضيق حين تجالسهم لكنك بعد فترة ستشعر أن الله أخذ منهم شيئاً وأعطاهم شيئاً آخر. هم ملائكة الرحمة، يضربك ثم يأتي ليعتذر منك، وحين يجالسك ينتظر الحب وهو يشاهدك».
وتوجهت بحديثها ناحية الأسر ناصحةً: «عليكم بمراقبة أبنائكم ورصد جملة مؤشرات، كأن يكون ابنك يفتقر للتواصل البصري (لا يشاهدك في عينيك)، أو لديه تأخر في نطق كلمة (بابا) بعد 9 شهور، وفي ظل وجود صعوبة تقييم في مستشفياتنا فإن على الأهل بذل مجهودات مضاعفة»، وذكرت أن المراكز الصحية غير مؤهلة للتعامل مع حالات التوحد، والاكتشاف المبكر، وهو ما يوجب على وزارة الصحة العمل على علاجه عبر تأهيل المراكز.
وانضمت المعلمة أحلام للقائلين بزيادة الحالات في البحرين، وقالت: «لا وجود لأسباب معينة وراء التوحد، تماماً كأنه لغز، وهو يزداد في البحرين بنسب كبيرة، حتى باتت لائحة الانتظار لدينا في المركز تضم 420 طفلاً»، ولفتت إلى ضرورة وجود الثقة لدى الوزارات والمؤسسات في قدرة ومواهب وطاقات أبنائنا، واستشهدت في ذلك بعبدالله نور، الشاب العاشق للتصوير و «الذي ينتظر مد يد العون له»، معبرة عن أملها في تعاون وزارات التربية والتعليم والعمل والإعلام.
وإلى أم هيا، التي تحدثت عن تجربتها مع ابنتها هيا ذات الـ 17 عاماً، فقالت: «انضمت للمركز قبل 6 سنوات، وتغيرت 180 درجة، شمل ذلك تصرفاتها وهدوءها، فأصبحت تتصرف بشكل أفضل وأصبح التواصل بيننا وبينها أفضل، وكلامها أوضح، وكل ذلك بفضل تدخل مركز عالية».
وأضافت «أصبح بمقدورنا الخروج معها في المحلات حالها حال أي شخص طبيعي، وقبل لم يكن لديها صبر وانتظار فتطلب حاجة معينة في الوقت نفسه وأي تأخير يعني صراخاً وفوضى حتى أن الطفل الهادئ بداخلها يتحول في لحظة لطفل عنيف».
على رغم ذلك، كانت أم هيا تتحدث بقلق عن مستقبل ابنتها وأطفال المركز ما بعد التخرج، في إشارة منها لضرورة وجود تنسيق بخصوص التوظيف، منعاً لأية انتكاسة ولاستثمار هذه الطاقات، وعقبت «نأمل من الشركات والمؤسسات تبني هؤلاء الشباب والشابات القادرين على خدمة أوطانهم».
وعمر هيا سنتان، اكتشفت جدتها سمات التوحد عليها. كانت تجلس لوحدها من دون تواصل مع بقية أفراد العائلة.
تعلق الأم «كانت تعيش في عالمها الخاص، ومن هنا بدأنا المشوار داخل البحرين وخارجها، في المراكز الصحية والمستشفيات، ومن هنا أشير إلى حاجة هذه المراكز لأن تكون مؤهلة بالأطباء المختصين وذلك لاكتشاف حالات التوحد في وقت مبكر، كما أتمنى من وزارة التربية والتعليم استحداث مادة في المنهج بشأن التوحد لتثقيف الأجيال المقبلة».
ختاماً، كانت أم محمد (علياء أحمد)، تتحدث عن تجربة ابنها أحمد ذي الـ 15 سنة، لتقول: «دخل ابني مركز عالية قبل 10 سنوات، وشخص على أنه طفل توحدي منذ أن كان عمره 3 سنوات و4 شهور، ومنذ ذلك الوقت بدأنا العلاج»، وأضافت «وعمره سنة و9 شهور أصيب فجأة ببوادر التوحد، كان يتحدث بصورة طبيعية وفي تواصل بصري بيننا وبينه بشكل طبيعي، وكان يلعب مع الأطفال، وبين عشية وضحاها فقد كل ذلك فأصبح يجلس لفترة طويلة أمام التلفاز من دون حراك ولمدة تصل إلى ساعة ونصف الساعة».
وتابعت «نقلته لأكثر من مكان للتشخيص وبسبب عدم إلمام الأطباء بالتوحد (شمل ذلك الخاص والحكومي) فقد ظلم ابني. كان ينام لـ 4 ساعات في اليوم فقط ومع ذلك كان الطبيب يردد هذا طفل جميل ولا يشكو من شيء، وبمساعدة إحدى الصحافيات نقلت ابني لأحد المراكز ومستشفى العسكري».
وأردفت «أتحدث عن ما قبل 10 سنوات، وعن معاناة لم نكن نحصل فيها على طبيب قادر على تشخيص حالة التوحد، ولم تكن المساعدات لهذه الفئة حتى الرسمية موجودة بعد، فبدأنا المشوار لننتشل فئة مهمشة في المجتمع، وتمكنا من توعية الناس عبر تجربة عقد كامل من الزمان».
أم محمد التي تشغل رئيسة لجنة الأمهات في مركز عالية، نوهت بالتغيير الإيجابي الذي طال ابنها، وأوضحت «استفاد محمد كثيراً، فرجعت له اللغة هنا في المركز وكان يعاني من النشاط المفرط، وكل ذلك تغير، وأصبح يقرأ ويكتب، ويتعرف على كل الأشياء الموجودة حوله».
على رغم ذلك، تطرقت أم محمد إلى الكلفة الباهظة للعلاج ولمتابعة حالة التوحد، والتي تصل إلى 375 ديناراً شهرياً هنا في البحرين في بعض المراكز، و850 ديناراً شهرياً بالنسبة لابنها محمد الموجود في الأردن (تشمل مصروفات المركز والمدرسة والعلاج).
تكاليف باهظة، لم تفقد بسببها أم محمد «سعادة التعامل مع حالة التوحد»، حتى قالت: «من دون مبالغة، يبلغ ما صرفته على ابني محمد وخلال 10 سنوات أكثر من 200 ألف دينار، وعلى رغم ذلك لا تفارقني السعادة. ابني هدية رب العالمين، لا أشعر أنه عبء ووصلت لمرحلة رضا داخلية وخارجية».
العدد 5237 - السبت 07 يناير 2017م الموافق 09 ربيع الثاني 1438هـ
يحتاج الى الدعم من المسؤلين في الجهات المختصة والوزارات حتى يتسنى للمشروع ان يبصر النور ولا تحتار أين نذهب بأولادنا وبناتنا .. تم طرح المشروع كثيرا على وسائل الاعلام أين هم المسؤولين من هذه المواضيع وأين دعمهم ؟ كان مشروع مركز عالية الخاص بفئة الشباب التوحدي مطرح منذ افتتاح المركز ... أين هم المسؤولون ولماذا لا يتم دعم هذا المركز ؟علنا نجد من يقرا ويسمع لنا
اشكر صحيفة الوسط على طرح هذا الموضوع ومتابعته المهم فعلا لطفل التوحد واولياء الأمور وتوقعت ان يكون التفاعل والتعليق من قبل أولياء الأمور بدرجة كبيرة وأعلل عدم التفاعل وهو كثيرا ما كتب عن احتياجات هؤلاء الاطفال ومعانات أولياء الأمور وعن دعم المؤسسات والمراكز التعليمية القائمة على رعايته والاهتمام بهم ولكن ولن أقول لا يوجد دعم ولكن ليس هو الكافي والمطلوب وخاصة عندما يتم تخريج الأولاد او البنات من المركز أين نذهب بهم اوليس من حقهم ان يكون لهم مركز متخصص يتابع ما تعلّموه مثلا مركز عالية يتبع
وهنا اوجه كل الشكر الى القائمين على هذا المركز الذي طرح رؤيته كاملة منذ افتتاح المركز الى أن يصل الطفل الى سن 15 الذي ينتقل الى مرحلة جديدة ويكمل في المركز ويتعلم بقدراته مهما تكون هذه القدرات بسيطة والذي يحصل الآن يتم تخريج الأطفال من المركز لأنه لايستوعب الأطفال والشباب وتبأ معاناة أولياء الأمور مع أبنائهم والمستغرب في الأمر انه تم مناشدة المسؤولين لدعم ما طرحه مركز عالية في دعم المشروع الخاص بفئة الشباب في وسائل الأعلام المتعددة أين هم من هذه المناشدة ألا يسمعون ويقرأون .. إلى متى سنظل نناشد
اشكر مركز عالية على ترتيب هذه الزيارة للصحافة ولكن لي عتب حيث أني ولية أمر طفل توحدي ومن خريجي مركز عالية وكان من الاجدر دعوة كافة أولياء الامور الذين تخرجوا أبنائهم وأصبحوا في عالم النسيان والمجهول حتى نوصل وجهة نظرنا الى الصحافة أسوة بالاخرين كما أتمنى من صحفة الوسط العمل على تفعيل حملة تبرعات لصالح المركز حتى يتمكن من بناء المركز المقترح لفئة الشباب والذي يحتاج الى أصحاب الايادي البيضاء من التجار والبنوك والشركات الكبرى والذين لهم مساهمات كثيرة في العمل الخيري خاصة وأن الارض والخرائط جاهزة
انصح بقراءة كتاب رحلتي مع التوحد قصة ام عالجت ابنها بواسطة الغذاء واكتشفت ان سبب اصابة ابنها بالتوحد والكثير غيرها تطعيم mmr
نحن حقيقة اولياء امور اطفال التوحد نعاني كثيرا بداية بسوء في التشخيص الى التأهيل والتعليم ..
وقلة وهي المجتمع ..
اطفال التوحد في الخارج عباقرة بينما هنا يقبرون..
الله يشافيهم ويساعد أهلهم
كقطط المنزل ترمى متى ما مات صاحبها
ضاقت البيوت وقلة عدد افرادها وتباعدت منازل اهاليها وانشغلت افراد العائله بالعمل لتامين متطلبات الحياة.. اتمنى من حكومة البحرين وؤسساتها الخاصه والعامه العمل السريع لانشاء نادي صحي متكامل يخدم هذه الفئه ويسمح باستقبال من يرعاهم للعنايه بهم وتوسع ثقافتهم الاجتماعيه والمهنيه ولا يكونوا حبيسين البيوت والدور وبمنعزل عن المجتمع.كقطط المنزل
الله يشفيهم يارب ????????