أكدت تقارير متخصصة أن دول الخليج وشمال إفريقيا وجنوب آسيا تكثف استثماراتها في الطاقة المتجددة ، بحسب ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم السبت (7 يناير / كانون الثاني 2017).
وأشارت إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي سترفع قدراتها لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بمقدار 50 ضعفاً بين عامي 2015 و2025.
وتشير مؤسسة «فروست آند سوليفان» إلى أن قدرات توليد الكهرباء في دول مجلس التعاون الخليجي ستنمو بمعدل سنوي مركب يبلغ نحو 3.74 في المئة بين عامي 2015 و2025، باستثمارات تقدّر بـ 116 مليار دولار، منها 85 ملياراً في عمليات التوليد و31 ملياراً في عمليات النقل والتوزيع.
وكانت المملكة العربية السعودية وحدها أعلنت عن خطط لإضافة 9.5 جيغاواط من الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030. أما خارج منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، فإن الهند تستهدف قدرة إنتاج تبلغ 175جيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2022، بينها 100 جيغا من الطاقة الشمسية.
وأظهرت «فروست آند سوليفان» في دراسة تحليلية أجرتها بتكليف من «القمة العالمية لطاقة المستقبل» ومعرض الطاقة الشمسية التابع لها اللذين سيعقدان في أبوظبي بين 16 و19 من الشهر الجاري، أن المشاريع المخطط لها تتجاوز قدرات التصنيع المحلية للمعدات والتقنيات، ما يفتح الباب أمام إبرام علاقات شراكة واسعة مع الموردين العالميين.
وأكّدت نائب الأمين العام التنفيذي لاتحاد صناعات الطاقة المتجددة الصيني لي دان، أن الشركات الصينية «بوسعها أن تقدّم الجودة والقدرة الإنتاجية المطلوبتين، وتحقق الجدوى التجارية المنشودة، من أجل تمكين الأسواق من وضع الطاقة المتجددة في صميم مزيج الطاقة». وعلى رغم أن الغاز الطبيعي سيظل الدعامة الأساسية لإنتاج الكهرباء، فإن عمليات الإنتاج المستندة إلى النفط سيتم تقليصها فيما ستنمو مصادر الطاقة المتجددة التي تشمل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وتشهد الدورة العاشرة من القمة موجة اهتمام صينية عارمة، نتيجة الفرص التي ينطوي عليها قطاع الطاقة المتجددة في دول مجلس التعاون الخليجي، لا سيما أن القمة تشكّل أكبر معرض ومؤتمر في الشرق الأوسط للطاقة المتجددة، كما أن تركيزها ينصبّ بخاصة على الأعمال التجارية في هذا القطاع. ويواصل هذا الحدث السنوي جذب المشترين العاملين لمصلحة مشاريع الطاقة المتجددة في منطقة جغرافية واسعة تمتد من إفريقيا مروراً بالشرق الأوسط الى الهند.
ويُنتظر أن تحظى الصين بأقوى تمثيل دولي في «القمة العالمية لطاقة المستقبل 2017». وتضمّ قائمة الشركات الصينية العارضة في الحدث «ترينا» و «جيه إيه سولار»، وهما من أكبر المصنعين لتقنيات الألواح الضوئية (فوتوفولتيك) في العالم، إضافة إلى أسماء كبيرة أخرى مثل «جينكو سولار»، التي كانت جزءاً من التحالف الذي قدم سعراً منخفضاً قياسياً في عروض التسعير لعرض بناء محطة سويحان الشمسية لتوليد الكهرباء في أبوظبي، وذلك في ايلول (سبتمبر) الماضي. ومن الشركات العارضة كذلك «صنتك باور» وشركة الصناعات التقنية العملاقة «هواوي». ويُذكر أن معظم الشركات الصينية العارضة متخصصة في تقنيات الفوتوفولتيك، وبخاصة الألواح الشمسية، فضلاً عن التقنيات المرتبطة بها مثل التخزين في البطاريات.
ويتزايد استهداف مصنعي الألواح الشمسية وتقنيات الطاقة الشمسية الصينيين لأسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، في ظلّ توقعات باتساع نطاق الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة وتسارع الطلب على التقنيات المستوردة في هذا المجال.
وكان الطلب المحلي المتزايد عزز ارتفاع وتيرة النشاط في صناعات الطاقة الشمسية في الصين، ولكن التباطؤ الذي بدأ يظهر في مشاريع الطاقة الشمسية المحلية في البلاد وخفض الدعم الحكومي دفعا بالمصنعين للنظر إلى الأسواق الخارجية وتنمية تجارة التصدير، الكبيرة أصلاً، كوسيلة رئيسية لتعزيز النمو في المستقبل، في وقت تقدّم الأسواق الناشئة بعضاً من أقوى الفرص، لا سيما في المناطق ذات السطوع الشمسي العالي.