يعتمد النجاح الشخصي اليوم في أي شيء يعتمد على شيئين أساسيين: المعلومة والمهارة، والمعلومات تتطور باستمرار، والمعلومة التي كانت جديدة في الصباح صارت قديمة بعد الظهر، ومنهج العمل الذي اعتمده مصنع ما في الصين الأسبوع الماضي ظهر أحدث منه اليوم في مصنع آخر في ألمانيا مثلا.
ولا شك في أن دور المنظومة التعليمية من مدارس وجامعات مهم جدا في تزويد الاشخاص بأساسيات المعرفة، لكن المؤسسات التعليمية الأكثر تميزا هي التي تعلم طلابها طرق البحث والتفكير المنطقي واستقاء المعلومات، وهي طرق سيعتمدون عليها في كل حياتهم من أجل البقاء على اطلاع على آخر معطيات العلم في ميدان عملهم.
لكن من أين نحصل اليوم على أحدث المعلومات والمهارات؟ من الاطلاع الدائم، من التدريب، من الانترنت، وطبعا من الإعلام الاجتماعي طبعا، وما أتحدث عنه هنا هو ما يسمى بالقدوة، أو المعلم، أو Mentorship.
أنا أنصح بأن يكون دائما حولك أشخاص خبراء متميزون في كل مجال من المجالات، في التقنيات، وفي المحاسبة، والتعليم، وحتى في استئجار البيوت وإصلاح السيارات، كي تسألهم كلما احتجت لهم.
لكن هناك سر الكل يعرفه، وهو تسخير مواقع الإعلام الاجتماعي كمرجع دائم، أو معلم دائم، وذلك عبر ما نسميه في النادي العالمي للإعلام الاجتماعي بـ «الاستمثار الأمثل للإعلام الاجتماعي»، وعوضا عن فتح حسابي على انستغرام وهدر الوقت على التنقل من صورة لأخرى دون هدف ملموس، يمكن أن أضع خطي لنفسي عبر الإجابة على السؤال الأساسي التالي: ماذا أريد من الإعلام الاجتماعي؟
إجابتي عن هذا السؤال تعني بالضرورة متابعتي الأشخاص الأكثر فائدة لي، استفيد منهم ومن خبراتهم، وابني صداقات متينة معهم، واستشيرهم، هذا هو الـ Mentorship في الإعلام الاجتماعي.
لقد تبلورت في ذهني هذه الفكرة واتضحت أكثر خلال عملي في الثلاثة أشهر الأخيرة على «برنامج الإعلام الاجتماعي للمدربين»، كأول برنامج من نوعه في الشرق الأوسط يهدف إلى تمكين المدربين بمخلف الاختصاصات من استثمار مواقع وأدوات وميزات الإعلام الاجتماعي في التدريب، وخاصة أن مواقع الإعلام الاجتماعي باتت توفر قنوات جديدة لنقل المعلومة والمهارة من المدرب إلى المتدربين، كما تسهم تلك المواقع في خدمة كافة مراحل العملة التدريبة بما في ذلك تشخيص احتياجات المتدربين الفعلية والتحليل والتقييم والمتابعة وقياس نتائج التدريب وغيرها.
ولا أكشف سرا إذا قلت انني على الصعيد الشخصي استفدت كثيرا من هذا البرنامج. لم أكن أعطي ما لدي من معلومات فقط كما في معظم برامج النادي، وإنما كنت استفيد من المدربين المشاركين في البرنامج، وأعود في كل مرة إلى مخطط البرنامج وأدخل عليه تعديلات وتطويرات عديدة.
إن التدريب بمعناه الأشمل يعني نقل المعلومة والمهارة الحديثة إلى المتدربين، وهو عملية لا تتوقف مدى الحياة، الحياة العملية على الأقل، وإن مواقع الإعلام الاجتماعي خير مدرب في متناول يدنا دائما، نعود إليه كلما أردنا تطوير مهاراتنا ومعارفنا.
إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"العدد 5236 - الجمعة 06 يناير 2017م الموافق 08 ربيع الثاني 1438هـ
شكرا لك أستاذ علي، برنامج رائع، حاولت أنا أن أطبق شئا مما تفضلت به من منطلق اختصاصي لأفيد وأستفيد لكن الأفراد المستهدفين كانت استجاباتهم غير مشجعة بل ويصرح بعضهم بالرفض ويطلب مني التوقف حتى من يشاركوني الاختصاص فأصبحت وكما يقال أنني أغرد خارج السرب.
جميل جدا أستاذ علي، لو أن الجميع وضع هذا البرنامج وأمثاله، لارتقى الفرد والمجتمع، لكن ومع كل أسف مجتمعنا ينحو نحو العبث أكثر من انتحائه نحو الجد، ويصدق فيهم قول الشاعر:
إني لأفتح عيني حين أفتحها * على كثير ولكن لا أرى أحدا.