شاهدنا في مواقع التواصل الإجتماعي زوجاً قام بضرب زوجته ضرباً مبرحاً، ولا نعلم مدّى صحّة الخبر، ولكن هذا بلا شك يجعلنا نكتب عن موضوع ضرب الزوجات وتعنيفهنّ، فلقد ازدادت هذه الظاهرة ليس على مستوى الزوجات فقط، بل حتّى في الشارع، لا تستطيع محادثة أحد أو الجدال مع أحد إلاّ وبدأ بمد اليد.

ضرب الزوجة يحصل في المجتمع وليس جديداً علينا هذا الملف، بل تناوله الجميع، مؤسسات المجتمع المدني، وكذلك الأمم المتّحدة، وجمعيات حقوق الإنسان والمرأة والطفل، وليس شرطاً أن يكون المعنّف من الطبقة الفقيرة، ففي جميع الطبقات تجد هذا النوع من المسيئين، وهؤلاء لا يستطيعون الاستقواء إلاّ على الضعيف، وخاصة المرأة التي لا تعرف كيف تدافع عن نفسها جيداً.

المرأة التي يتم إساءة معاملتها هي ضحيّة للزوج أو الأب أو الأخ مثلاً، وهي دائماً تعذرهم على ما يقومون به، إذ إن هذه الطريقة هي الوحيدة التي تجعلها تعيش، ولا تعلم بأنّ القانون في صفّها، وفي غالب الأحيان يحصرها من لا يحسن معاملتها في حالة إقصاء عن الآخرين، وعندما يشعر بالخطر من أحدهم يبعدها عنهم حتّى لا تستقوي عليه! للأسف الشديد شاهدناه كثيراً في المجتمع، شاهدناه عند طبقة الأغنياء والطبقة المتوسّطة والفقراء، وجميع النساء لا ينقذن أنفسهنّ إلاّ بعد حين!

لابد من تثقيف المرأة بأنّ لها حقوقاً وعليها واجبات، وأن المريض العقلي هو الذي يعذّب ويضرب ويعنّف ولو بالفكر ويُرهب، كما يجب توعيتهنّ بضرورة الابتعاد عن أمثال هؤلاء، فهم لا يعرفون الرحمة، ولا يستمتعون إلاّ بالضرب والتعنيف، وهذان الأمران يُعتبران لذّة ما بعدها لذّة عند المعنّف، الذي يحتاج هو الآخر لجلسات علاج مكثّفة بشأن مدّ اليد والضرب والإساءة.

كم مرّة سمعنا من النساء انتقاد أزواجهنّ لهن؟ كم مرّة سمعناهنّ يتكلّمن عن الكلمات الجميلة التي تبدر من بعض الرجال؟ أكثر النساء المعنّفات يردن أن يكنّ جميلات وضعيفات ومتألّقات، ولا نتكلم عن الجمال والضعف والتألّق الطبيعي، بل يكثرن ويغالين فيه، والسبب هو الظن بأنّ هناك شيئاً خطأً فيهن، مع إنّ الخطأ والمشكلة أساساً في الأزواج!

أنتِ قبيحة، أنتِ غير جميلة، أنتِ سمينة، ما هذا الجسم؟ لا يستطيع الرجل المسيء أن يجد كلمة طيّبة ليقولها لزوجته، فهي في نظره «دون» دائماً، ولا يفهم بأنّ هذه إساءة، ولا يعرف الطرق التي يمكن أن يستخدمها لإيصال نقده، ودائماً محبّط.

نقول لمن يسيء ولمن يُعنّف زوجته: قبل أن تمد يدك على زوجتك: فكّر لحظة، هل تقبل بأن يمد أحد يده عليك ليضربك؟ هل تقبل أحداً يسيء معاملتك ولو بالكلام؟ اعلم بأنّ الظلم ظلمات، وكما تدين تدان! وجمعة مباركة.