نعيش ونتذكر دوماً هذه الأيام الذكرى الثامنة لحرب الكيان الصهيوني الغاشم على غزة المحاصرة، والتي انطلقت يوم السبت 27 ديسمبر/كانون الاول2008، حيث سقط في يومها الأول قرابة 200 شهيد و700 جريح، وسمي ذلك اليوم بمجزرة السبت الأسود.
استمر ذلك العدوان الغاشم قرابة الثلاثة أسابيع ويوم، وتم استهداف جميع البنى التحتية لقطاع غزة، وشمل العدوان استهداف المنازل والمساجد والمدارس التابعة للأنروا، والجامعات وحتى المستشفيات لم تسلم من العدوان، حيث بلغ عدد الشهداء 1285 وعدد الجرحى 4850، جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وكان من بين الشهداء 14 من الطواقم الطبية و 4 من الصحافيين.
كنت بمعيّة الأخ العزيز علي العكري «فرج الله عنه» شهود عيان على استخدام الكيان الصهيوني بعض الأسلحة المحرمة أثناء خدمتنا طواعية في مستشفى أبو يوسف النجار في رفح الفلسطينية إبان العدوان، حيث شاهدنا تأثيرها على أجساد الشهداء حال وصول جثامينهم إلى المستشفى، ومنها سلاح قنابل الدايم DIME «متفجرات المعدن الخاملة الكثيفة»، وهي عبارة عن ألياف الكربون المحملة بخليط من المواد الشديدة الانفجار وشظايا جزئية تتكون من مسحوق المعدن الخامل الكثيف، وهو مادة التنجستن Tungsten المسرطنة، مخلوطة بمواد مثل الكوبلت والنيكل أو الكوبلت والحديد. حيث تتطاير شظايا المعدن الخامل الكثيف في حالة انفجار القنبلة، وتكون قاتلة في مرمى دائرة قطرها 4 أمتار، أو تسبب إصابات بليغة جداً كبتر الأطراف في مرمى أكثر من 4 أمتار لغاية 60 مترا.
لقد أثبتت الدراسات التي أجريت بواسطة الجيش الأميركي العام 2000 التأثيرات السرطانية لهذه المواد الخاملة الكثيفة على الإنسان، حيث ثبت في العام 2005 أنها تسبب سرطانات الساركوما. وفي العام 2009 أثبت علماء إيطاليون، والذين عملوا على إثباتات بالأدلة القاطعة، استخدام قنابل الدايم من قبل العدو الصهيوني في حرب غزة 2008-2009 بأنه لا يوجد علاج جراحي لمثل هذه الجروح التي تتسبب بها قنابل الدايم.
وهناك أدلة وإثباتات كثيرة باستخدام هذه القنابل من قبل العدو الصهيوني ضد المدنيين العزل الفلسطينيين في حروبها على قطاع غزة منذ العام 2006، في عدوان 2008-2009 التي شهدناها بأم أعيننا وعايشناها بمجازرها وآلامها، وفي عدوان 2014. ونذكر منها شهادة مادس جلبرت وإيريك فوس النرويجيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية الإنسانية العادلة اللذين دائماً ما يتطوعان للعلاج في مستشفى الشفاء في العاصمة غزة، حيث حضرنا لهما مؤتمراً صحافياً أثناء العدوان شرحا فيه ما شهداه من جرائم العدوان الصهيوني.
لذا كان من الأجدى والأحرى في البحرين، إحياء وتذكر تلك المجازر التي حدثت ومازالت تحدث لأخوتنا الفلسطينيين، والتذكير بما يحدث من تهويد للمقدسات في القدس.
إقرأ أيضا لـ "نبيل حسن تمام"العدد 5234 - الأربعاء 04 يناير 2017م الموافق 06 ربيع الثاني 1438هـ
بارك الله جهودكم المخلصة
نماذج ترفع الرأس ويعتز بكم الوطن
نجح الصهاينة في الاعلام اكثر من نجاحهم في الحرب حيث تمكنوا من تحويل العداء العربي لهم الى ايران واصبح التحالف مع الصهاينة قائم على قدم وساق وسوف نشهد المزيد تقدّم العلاقات مع العدو الصهيوني طالما نحن شعوب ....فاقدة للوعي
يا دكتور اصبح العدو الصهيوني الشقيق اليهودي والحليف الاسرائيلي واسرائيل لم تحتل فلسطين بل الفلسطينيين هم من احتلّ اسرائيل
كان الاجدر تذكر جرائم الصهيونية بدل مدح بيريز و التطبيع معهم